الموضوع: أسبوع وكاتب - 3
عرض مشاركة واحدة
قديم 24/02/2009   #43
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


تهويد المعرفة- 2002.



صدر حديثا كتاب جديد للأديب والشاعر السوري المعروف ممدوح عدوان حمل عنوان (تهويد المعرفة), يتناول الكاتب في دراسته تلك الأساليب والممارسات والمحاولات الصهيونية في إضفاء طابع اليهودية على كل مناحي المعرفة والثقافة والفنون والتراث والتاريخ في العالم.
يشير المؤلف في مقدمة كتابه إلى أنه في الوقت الذي كان المشروع الصهيوني يتبلور حركة سياسية ثم استعمارية ثم استيطانية كان هناك مشروع يهودي صهيوني، ومتصهين غير يهودي بالضرورة يجتاح العقل الأوروبي الذي يستعمر العالم مادياً وثقافياً وفكرياً، وحين سيطروا على العقل.
ويرى المؤلف أن اليهود قد سعوا ببراعة للتغلب على الكراهية المترسبة عن دور أجدادهم في قتل المسيح، وقد نجحوا أخيرا في استصدار (فتوى) بتبرئتهم من دم المسيح من البابا نفسه وصار من يذكر هذا الأمر يصنف فوراً على أنه معادٍ للسامية.

ثم بدأت الحملة المضادة لتتوصل إلى أن المسيح نفسه يهودي، ولكن هذا لم يتم بسهولة، هناك تراكم من عمليات سرقة المسيح من أصله ونبوته لإحالته إلى اليهودية، وقد تم ذلك في ميادين متعددة..
يشير المؤلف إلى أنه منذ القرن الثامن عشر بدأت صورة اليهودي الكريه تتراجع من الأدب الغربي، وتحتل محلها بالتدريج صورة اليهودي الإنساني (الجار والمعين) وبعد يهودي مالطا عند مارلو، وشايلوك عند شكسبير والأدبيات الكثيرة الأخرى التي تندد باليهود وجشعهم واستغلالهم بدأ طرح شخصية اليهودي الطيب في رواية (هارنغتون) لماريا إدجورث، فمقابل باباس (عند مارلو وهو أيضا اسم اللص الذي كان مصلوباً إلى جانب المسيح) الذي يرفض إقراض الدولة لمواجهة الغزو التركي) وشايلوك (عند شكسبير) الذي يطالب باللحم الآدمي مقابل دينه، هناك مونتيزو اليهودي الذي ينقذ هارلنغتون الإنكليزي من أزمته المالية، لقد قالت تلك الكاتبة في روايتها بشكل غير مباشر إن اليهود بشر عاديون وفيهم أثرياء طيبون يمكن أن يحلوا المشكلات الاقتصادية في بريطانيا وأوروبا وحتى عند تشوسر تعود حاكم المدينة ان يقترض الأموال منهم، ومن الملاحظ أن هذه الصيغة متكررة، اليهودي معه المال دائماًَ، وكما يقول مونتسيكو في (رسائل فارسية): (فلتعلم أنه حيث يوجد المال فهناك اليهودي) والآخرون يقترضون منه، تارة يرفض (يهودي مالطا) وتارة يقبل بشروط قاسية على المدين (تاجر البندقية، ولكن في (ضمان التاجر).
بين القصص التي جمعها بيفرلي بويد في (معجزات العذراء مريم المكتوبة بالإنكليزية العصور الوسطى). هناك اليهودي الذي يقترض ثم ينكر الدين.
ثم جاءت جورج إليوت (في (الغجرية الأسبانية) لتقول: (إسرائيل) بين الأمم بمنزلة القلب من الجسد هكذا يكتب شاعرنا يهوذا) وفي 1876م كتبت: (إننا نحن الذين نشأنا على المسيحية مدينون لليهود بشكل خاص أنهم، أي المسيحيين، لا يعرفون أن المسيح كان يهودياً).
يتساءل المؤلف: ما الذي يضع هذه المرأة الرائدة في خدمة القضية اليهودية وبحيث يصبح (يهوذا شاعرنا؟).
ويجيب على تساؤله بقوله: إن قضية اليهود كانت قد صارت جزءاً من قضايا التحرر في الفكر الغربي، وفي الوقت ذاته كان اليهود يقدمون وجهاً ثقافياً ودينياً في خدمة المجتمع الغربي، فصارت العودة إلى العبرية تحمل معنى دينياً، يتضمن العودة إلى الجذور المسيحية التي أوحى أنها كانت يهودية أو مكتوبة بالعبرية على الأقل فصدرت أول طبعة عبرية للكتاب المقدّس في إيطاليا عام 1488م، ثم طبعة التلمود عام 1508م في البندقية، وبين 1492 و1755 بدأت تصدر ترجمات بالعبرية للاهوتيين وفلاسفة ومؤرخين وشعراء أوروبيين غير يهود.
ويشير المؤلف إلى أن المصطلحات والتعابير التوراتية كانت قد دخلت منذ زمن طويل إلى لغة الكنيسة، ففي القرن الرابع عشر استخدمت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تعبير (الأسر البابلي) لوصف الإقامة في أفينون بين 1309 و 1377، وهي استعارة لـ (الأسر البابلي) الذي حدث لليهود في القرن السادس قبل الميلاد، على يد نبوخذ نصر الذي رحّل اليهود إلى بابل.
وتجدر الإشارة إلي أنه بعد تمكن اليهود من مواقعهم الأكاديمية، وبعد إشباع الموسوعات بالمعلومات المرتبة لخدمة الهدف اليهودي، بدأت عملية مزدوجة في المراجعات التاريخية وكان هناك لهذه المراجعات التاريخية ثلاثة أغراض لا يخطئها أي قارئ ممحص.
الأول: هو غسل التاريخ اليهودي من كل شائنة، فأي حدث قام اليهود فيه بدور غير محمود تتم إعادة النظر فيه؛ إما لنفي دور اليهود فيه، وإما لتبرير هذا الدور.
والثاني: الذي يواكب الأول هو عملية (سرقة العبقريات)، فكل عبقرية تأتي في التاريخ يتم اختراع نسب يهودي لها.
والثالث: (احتكار المآسي) وقد تم ذلك من خلال إعادة النظر بمآسي الشعوب الأخرى لطمسها أو تبريرها أو إنكارها نهائياً، للإبقاء على مأساة اليهود على أنها المأساة الإنسانية الوحيدة، وهي تشتمل على المأساة اليهودية المعاصرة (الهولوكوست) والمأساة التاريخية (التيه والسبي).. وفي نهاية كتابه يقول المؤلف: لقد هيمنوا على التاريخ ليسكنوا الواقع الذي استولوا عليه في حضن ذلك التاريخ ويرضعوه حليبه، إنهم يؤلبون العالم ضدنا ويحشدونه معهم، هذا إذا اضطروا إلى الاعتراف بأننا موجودون، ونحن كنا دائماً نتجاهل العالم، معتقدين أن إيماننا بحقنا يكفي لإنجازه، وأننا استطعنا الاستغناء عن العالم، وفي كثير من الحالات يتوقف ردّ فعلنا عند الامتعاض المستسلم: (إنهم يسيطرون على الإعلام) ولكنهم كانوا في الواقع يصنعون عقل العالم المعاصر، ولم تكن هذه العملية متوقفة على الإعلام الموجه إلي عامة الناس، بل هي ممتدة في الأكاديميات والدراسات التاريخية وتصنيع المؤسسات العلمية وتغذية الإنترنت بالمعلومات (سنكتشف الآن حجم الخسائر الحقيقية التي تعرضنا لها).
وبصيغة هي أقرب ما تكون إلى الحزن والمرارة المتحسرة لفقدان الوقت والجهد الفعال والحركة المنتجة، يقول المؤلف: نحن لم نخسر الأرض والوطن والبيوت والمزارع فقط، بل خسرنا التاريخ ومنابع المعرفة أيضا.

جريدة الوطن القطرية


انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04822 seconds with 11 queries