عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #58
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


يُحكى أن رجلاً من أهالي النهروان حج في أيام الهادي فنظر إلى الناس يهرولون في الطواف فشبههم " ببقر تدوس في البيدر" فلما سمع الهادي بهذا التشبيه الرائع أمر بالرجل فقتل ثم صلب.[11]
الصلاة
الصلاة تعني الصلة بين الإنسان والإله، و كانت معروفة للبشر منذ بداية الديانات القديمة، وهي في جوهرها طقوس يقوم بها الإنسان، قد تتخذ شكل حركات معينة أو دعاء أو خلوة وانفراد ليتأمل الإنسان في ربه وكيف يتقرب إليه ليجلب الطمأنينة والهدوء إلى نفسه. وكل الأديان السماوية والوضعية لها طقوس معينة للصلاة.
وفي بداية الدعوة الإسلامية عندما كان الرسول بمكة كانت الصلاة تقام سراً في إحدى البيوت، وقد أخبر الرسول أتباعه أن الله فرض عليهم الصلاة. ولكن القرآن لم يحدد كيفية الصلاة، ويبدو أن الأمر تُرك لمحمد ليبت فيه خاصةً بعد ليلة الإسراء والمعراج عندما قابل محمد ربه الذي أخبره أنه قد فرض على أمته خمسين صلاةً في اليوم، وقد قبل الرسول بذلك ولكن في طريق عودته مر بالنبي موسى الذي حثه ليرجع إلى ربه ويتوسل إليه ليقلل عدد مرات الصلاة في اليوم لأن أمة محمد لن تستطيع أن تتحمل خمسين صلاة في اليوم. وبعد عدة رحلات ومساومات مع الله استقر الوضع على خمسة صلوات في اليوم، دون تحديد عدد الركعات أو كيفية أداء الصلاة.
وعلق الإسلام أهمية كبيرة على الصلاة، فذكرها 53 مرة، في 26 سورة ، 14 منها مكية و12 مدنية. وحدد محمد نوعين من الصلاة، صلاة الحضر للمقيمين، وصلاة السفر لغير المقيمين، وكان عدد الركعات في النوعين من الصلاة ركعتين، وصلوا نحو بيت المقدس
وفي أول سنة في المدينة زاد الرسول عدد ركعات صلاة الحضر إلى أربعة ركعات [12]. وكان الناس يجتمعون للصلاة في مواعيدها دون دعوة. وفي أول سنة في المدينة قرر الرسول أن يجعل بوقاً كبوق اليهود يدعو به للصلاة، ولم يعجبه البوق فقرر استعمال الناقوس كالنصارى، فبينا هم على ذلك أتى عبد الله بن زيد بن ثعلبة إلى النبي فقال: يا رسول الله إنه طاف بي هذه الليلة طائف، مر بي رجلٌ عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً في يده، فقلت يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ قال: ما تعمل به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: ألا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول الله اكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، ، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر، لا إله إلا الله.
فلما أخبر بها رسول الله، قال الرسول: " إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها فإنه أندى صوتاً منك" [13].وصار الأذان من وقتها بهذه الصيغة، واستمرت القبلة نحو بيت المقدس حتى السنة الثانية من الهجرة، وقد كان يؤمل استمالة يهود يثرب إليه، ولكن بعد مرور سبعة عشر شهراً بالمدينة دون أي نجاح في استمالة اليهود، غير الرسول قبلته إلى مكة، التي لم يصل نحوها حتى عندما كان بها. وعندما سأله الناس لماذا هذا التغيير الذي لا يخدم غرضاً، جاء الرد في سورة البقرة، الآية 142: " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم".
ولما لم يكن هذا رداً مقنعاً، أنزل الله لمحمد الآية 143 من نفس السورة: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه". ولما لم يسكت الناس، وخاصةً اليهود، عن تساؤلاتهم عن سبب تحويل القبلة، أنزل الله لنبيه الآية 144: " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلةً ترضاها، فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره". فصار المسجد الحرام هو القبلة الرسمية بعد أن كان بيت المقدس قبلة المسلمين لما يقرب من خمسة عشر عاماً.
وبعد كل هذا الجدل مع اليهود والمشركين عن القبلة، خرج الرسول في ليلةٍ مظلمة، حسب ما روى عامر بن ربيعة، فقال: " كنا مع النبي (ص) في ليلة مظلمة، فأشكلت علينا القبلة. فصلينا، فلما طلعت الشمس وجدنا أنا قد صلينا إلى غير القبلة، فنزلتولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم) "[14]. فيبدوا أن مسألة القبلة، بعد كل هذا الجدل، لم تكن مهمة لأن ثمة وجه الله حيثما صلينا.
ولم يكتف الرسول بالقرآن وحده ليبين لنا أن القبلة غير ذات أهمية، فقد روى عنه أبو هريرة: " ما بين المشرق والمغرب قبلة ". فقد تكون هذه القبلة 180 درجةً ما بين المشرق والمغرب إذا كنت متجهاً شمالاً، وكذلك 180 درجةً إذا كنت متجهاً جنوباً، وعليه تكون القبلة في 360 درجة حول الشخص. فيجوز أن نصلى شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، فثمة وجه الله.
ولزيادة هذا التأكيد على شيوع القبلة، قال عامر بن ربيعة: " رأيت رسول الله (ص) يصلي على راحلته حيث توجهت به ". فالدابة طبعاً لا تعرف أين بيت المقدس أو أين مكة، ولذلك ترك لها الرسول الأمر لتحدد في أي اتجاه يصلي.
غير أن العلماء الذين جاءوا بعد النبي لم يعجبهم هذا التعميم، فشرّعوا لنا في مسألة القبلة وقالوا يجب أن نصلي تجاه مكة، ووضعوا لنا بوصلات في سجادات الصلاة لتدلنا إلى القبلة. ولم يكتفوا بذلك، فقالوا إذا صلى المرء في الفضاء فيجب أن يضع سُترةً أمامه أو عصا لتمنع الناس من المرور بينه وبين القبلة، كأنما هناك ضوءاً تحت الأحمر Infrared سوف يقطعه الشخص الذي يمر من أمام المصلي. ولأهمية القبلة عند المشايخ قالوا إذا حاول شخص المرور بين المصلي والعصا التي وضعها أمامه، فيجب أن يدفعه المصلي حتى إن أدى ذلك إلى عراك بينهما، فعن ابن سعيد الخضري، قال: " إذا صلى أحدكم إلى شئ يستره عن الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطانٌ ". وزاد العلماء على ذلك فقالوا إن دفعه أو ضربه فقتله فدمه هدر لأنه صائل ( متعدي على حرم الشخص) [15]. فيجب على المصلي أن يدفع الشخص العابر أمامه حتى إن أدى ذلك إلى مشاجرة يموت فيها الشخص الآخر الذي يصبح دمه هدراً، فحماية القبلة أهم من دم هذا الشخص
ولكن أبو هريرة يخبرنا عن رأي آخر، فقد قال: " إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئاً، فإن لم يجد فلينصب عصاً ، فإن لم يكن فليخط خطاً في الأرض، ثم لا يضره من مر بين يديه ". فأبو هريرة لا يُعطي للصلة المباشرة بين المصلي والقبلة نفس الأهمية التي يُعطيها إياها بقية العلماء.
وأصبحت القبلة من الأهمية بحيث شرّع علماء الإسلام بأن المسلم إذا خرج إلى الخلاء لقضاء حاجته فيجب ألا يكون قبله أو دبره متجهاً نحو القبلة، ولكن إذا خرج في حمام في منزل فلا بأس من أن يستقبل أو يستدبر القبلة. وطبعاً ليس هناك أي منطق لهذه الاجتهادات ولا تخدم غرضاً، فوجه الله في كل مكان والصلاة المقصود بها مناجاة الله والتبتل إليه، وما دام الله في كل مكان فهو يرانا ويسمعنا سواء أكنا متجهين جنوباً أو شمالاً، شرقاً أو غرباً. ولكن الطقوس الإسلامية لم تتخلص من وثنية أهل الجاهلية الذين كانوا يقدسون بناء الكعبة لأنه يحتوي على أصنامهم، ولذا طافوا به. والإسلام، كالجاهلية، يهتم بالطقوس أكثر من العبادة نفسها. فما هي أهمية الكعبة التي تهدمت عدة مرات وبناها الجاهليون وسقفوها لأول مرة عندما كان الرسول طفلاً. ثم ضربها الحجاج بن يوسف بالمنجنيق ولم يحمها الله كما حماها من أبرهة وأفياله عندما رماهم بحجارة من سجين. ولا يسعنا إلا أن نتساءل: ماذا حدث لطير أبابيل وحجارتها من سجين عندما هاجم الحجاج الكعبة.
ورغم أهمية الصلاة، وكونها من الأركان الخمسة للإسلام، لم يحدد الرسول غير عددها وأوقاتا وعد ركعاتها طوال فترة مكة ، وهي ثلاثة عشر سنة. وفي المدينة زاد عدد الركعات إلى أربعة، وغير القبلة، وحاول أن يستعمل البوق ثم الناقوس لدعوة الناس للصلاة، ثم اخترعوا الأذان. و لكن حتى صيغة الأذان أتى بها رجل عادي، وقال الرسول إنها رؤية مباركة، ولا يملك المرء إلا أن يسأل: لماذا لم يُري الله هذه الرؤية المباركة لرسوله وقد رآه حائراً يُجرب بوق اليهود وناقوس النصارى ؟
وبعد أن استقرت الأوضاع في المدينة، بدأ العلماء يُشرعون، وقال بعضهم إن الوظيفة الأولى للمسلم، بل للإنسان، في الحياة، هي عبادة الله وإقامة الصلاة، ولا داعي للبحوث العلمية التي تُقدم البشر ولا لأي عمل آخر. وأتوا بحديث عن الرسول يقول: " بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة". وما دامت الصلاة بهذه الأهمية فلا يجوز أن يصلي المرء وهو نجسٌ، فلا بد من الطهارة قبل الصلاة.
ونزلت قواعد الطهارة في سورة المائدة، الآية 6: " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم للصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جُنباً فاطهّروا وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا ماءاً فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ". وأصبح الوضوء طقساً من الطقوس الدينية يجب أن يتم بنفس الترتيب الذي قاله القرآن وفعله النبي.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05652 seconds with 11 queries