عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #57
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


وفي موسم الحج كان الجاهليون يقومون بالطواف بالبيت، وكان الرسول قبل نزول الرسالة عليه يعتكف بغار حراء لمدة شهر من كل عام وعندما ينتهي اعتكافه كان يطوف بالبيت قبل أن يذهب إلى بيته. ولم يكن الطواف حول الأمكان المقدسة من الأمور التي انفرد بها الجاهليون، بل هو معروف عند غيرهم من الشعوب، كقدماء الفرس والهنود والبوذيين والرومان. ونجد في " المزامير" : " أغسل يدي في النقاوة، فأطوف بمذبحك يا رب" (المزامير: الإصحاح السادس والعشرون/6). وقد ذكر الإخباريون أن أهل الجاهلية كانوا يطوفون حول الرجمات، وهي حجارة تجمع فتكون علي شبه بيت مرتفع كالمنارة، ويقال لها الرجمة.( اللسان 10/117، تاج العروس 8/304)[7]
وقد كان الجاهليون يطوفون بالصفا والمروة وعليهما صنمان يمسحونهما، والصفا والمروة من المواضع التي كان لها أثر خطير في عبادة أهل الجاهلية. وكان طوافهم بها بقدر طوافهم بالبيت، أي سبعة أشواط، كما كانوا يقدمون الأضاحي ويقصون شعورهم هناك " تفسير الجلالين 1/ 21 "
ومن العادات الدينية المتصلة بالطواف وبالحج إلي المواضع المقدسة عادة " الإرتجام"، ويقال لرمي الحصى أو الأحجار " رمي الجمرات" أو " الرجم ". وقد كان الرجم معروفاً للعبريين، سفر التكوين: الإصحاح الحادي والثلاثون / 45 وما بعدها: " وقال لابان ليعقوب: هو ذا هذه الرجمة وهو ذا العمود الذي وضعت بيني وبينك". وهو معروف أيضاً عند الآراميين. وكلمة " ر ج م" من الكلمات السامية القديمة، وهي تعني ايضاً الأحجار التي تنصب علي القبر ( النهاية في غريب الحديث والأثر 2/74، اللسان 15/ 117 )[8]
ويلحق بالحج تقديم العتائر، وهي الأضحية, وكانت تذبح عند الأنصاب، فتوزع علي الحاضرين فلا " يصد عنها إنسان ولا سبع" ( المشرق: السنة السبعة والثلاثون، كانون الثاني-آذار 1939 ص 92).
وتقبيل الأحجار واستلامها في أثناء الطواف أو في غير الطواف من الشعائر الدينية عند الجاهليين. كان في روعهم أن هذا التقبيل مما يقربهم إلي الآلهة، ويوصلهم إليها، فتقربوا إليها ونصبوها في مواضع ظاهرة، ومسحوا أجسامهم بها تبركاً. ,كلمة " استلم" " استلام" استعملت عند أهل مكة بالنسبة للحجر الأسود. وطريقتهم أن يمر الإنسان يده علي الحجر المقدس أو أن يمسه بها إن صعب استلامه كله. " البخاري 1/ 66، 211"
وكانت الرفادة خرجاً تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلي قصي بن كلاب، فيصنع به طعاماً للحاج يأكله من لم تكن له سعة ولا زاد ممن يحضر الموسم، وذلك أن قصياً فرضه علي قريش، فقال لهم حين أمرهم به: يا معشر قريش، إنكم جيران الله وأهل بيته الحرام، وإن الحاج ضيف الله وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة، فاجعلوا لهم شراباً طعاماً أيام هذا الحج[9]
وكان عرب الجاهلية لما يطوفون حول البيت يترنمون بالتلبية للأصنام وكانت تلبيتهم: " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك".
فلما جاء الإسلام وهاجر الرسول إلى المدينة أراد أن يجعل الحج والطواف حول الكعبة من شعائر الإسلام، فنزلت سورة البقرة: : وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله " ( البقرة 196). فكان الحج في الإسلام لا يتضمن الصفا والمروة،
أورد أبن كثير في تفسيره الحديث الذي اخرجه البخاري في صحيحه والذي فيه سأل عاصم بن سلمان أنس بن مالك عن الصفا والمروة وأورد القرطبي أنه لما ذكر الله الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا: يا رسول الله: كنا نطوف بالصفا والمروة والله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا والمروة فهل علينا حرج أن نطوف بهما؟ فانزل الله عز وجل الآية: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم)[10].
إن مما يدل على أن الطواف بين الصفا والمروة في أول الأمر لم يشكل ضفيرة في نسيج الحج أن الآيات التي تناولت الحج في القرآن وهي من السادسة والتسعين بعد المائة حتى المائتين، لم تشمله مع أنها ذكرت أموراً أخرى أخفض منه رتبة مثل ما يفعله المريض أو من به أذى في رأسه وكذا الرفث والجدال فيه
أما ما ورد في الآية السابعة والتسعين من سورة آل عمران ( لله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) فهو فرض الحج على الناس، وفي سورة الحج وهي أيضاً مدنية، حديث عن الآذان بالحج وكيف أنهم يأتون من كل فج عميق. وليس في إحدى الآيتين أي ذكر للطواف بين الصفا والمروة. وسورة الحج كلها تخلوا من ذكر الصفا والمروة. ويكفي أن مالكاً والشافعي وأحمد بن حنبل ذهبوا إلى أن الطواف بين الصفا والمروة ركن من اركان الحج، فلو كان أصلاً ركناً من أركان الحج لما أحتاج هؤلاء إلى تأكيده. والآية الخاصة بالطواف بين الصفا والمروة جاءت بمعزل عن الآيات التي تناولت الحج وجزئياته، فقد حملت رقم الثامنة والخمسين بعد المائة من سورة البقرة.
ويظهر من سياق هذه الآية أن الصفا والمروة من شعائر الله لكن الطواف بهما ليس فرضاً لأنه قال: " فلا جناح عليه أن يطوف بهما". فكلمة " لا جناح عليه" تعني : لا ذنب عليه، والذنب يكون على فاعل الشئ المحرّم. فنفهم من الآية أن الطواف بالصفا والمروة كان فيه إثم ولكن الآن لا إثم به أو لا جناح لمن أراد أن يطوف بهما. وكذلك قال: " فمن تطوع خيراً" أي الطواف ليس فرضاً ولكن من تطوع به فإن الله يكون شاكراً له ذلك ولا جناح عليه. ولكن في الواقع أن الطواف بالصفا والمروة أصبح فرضاً لأن هاجر هرولت بينهما تبحث عن الماء لطفلها. فسياق الآية لا يتماشى مع الفرض
وإذا كان الطواف بهما فرضاً لماذا لم تتضمنهما آية الحج؟ لماذا نزلت آية الصفا والمروة بعد أن ذكرهما المسلمون للنبي؟ وكيف يكون الصفا والمروة من شعائر الله والطواف بهما كان عادة جاهلية من قبل الإسلام. والحج نفسه كان عادة جاهلية، فماذا زاد الإسلام على الطقوس الجاهلية.
لم يزد الإسلام أي شئ على الطقوس الجاهلية بل جعل تقبيل الحجر الأسود، وهو نوع من عبادة الأصنام كانت تمارسها الجاهلية، جزءاً من الإسلام، والأخير جاء أصلاً ليمنعنا من عبادة الأصنام. ويقال أن الخليفة عمر بن الخطاب لما حج قبّل الحجر الأسود وقال: والله لولا أني رأيت رسول الله (ص) يقبلك، لما قبلتك".
فهل لطقوس الحج أي فائدة للإسلام أو المسلمين، وهل الطواف حول الكعبة يعني أن الإنسان أكثر إيماناً بالله لأنه طاف حول مبنى عتيق لا يختلف عن أي مبني آخر مكعب الشكل إلا بالخرافات التي نُسجت حوله من أنه بناه النبي إبراهيم، الذي عاش في فلسطين في منطقة بيرشيبا، كما تقول التوراة، وليس هناك أي دليل أنه جاء إلى منطقة مكة. هل الركض بين الصفا والمروة، كما كان يفعل الجاهليون، يثبت أن الإنسان أكثر إيماناً بالله؟
وماذا عن رمي الجمرات التي يُقصد منه رمي الشيطان، كأنما الشيطان سيقف مكتوفاً على منى حتى نقصفه بالجمرات، التي غالباً ما تقصف الحجيج أنفسهم ويسبب الاندفاع إلى رمي الجمرات موت العشرات كل عام.
وإذا كان الحج ورمي الجمرات والهرولة بين الصفا والمروة بهذه الأهمية لله، لماذا لم يترك عرب الجاهلية يستمرون فيما كانوا يفعلون، فيبدو أنهم كانوا يقومون بكل شعائره.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08841 seconds with 11 queries