[طير الندى]

كان خروج المنتخب الفرنسي من الدور الأول للمونديال الماضي, مذلا ومفاجئاً في الوقت ذاته للنقاد الذين راهنوا على الديوك ليدافع عن تاجه الذي أحرزه فوق الأراضي الفرنسية على وجه التحديدفف لذلك فإن الفريق الفرنسي هذه المرة يراهن على محو الصورة السيئة التي تركها بالمونديال الآسيوي وإستعادة اللقب الذي طار للمنتخب البرازيلي عن جدارة واستحقاق.

‏
رغم أن البعض لا يمنح الكثير من الإمتياز للفريق الفرنسي على إعتبار أن المجموعة التي سيتبارى بها أصبحت تتوفر على عناصر طاعنة في السن وعلى مشارف الإعتزال وفقدت كثيرا من بريقها وتوهجها الذي ميزها في السنوات القليلة الماضية, بدليل النتائج السيئة كان آخرها هو أنه أحرز البطاقة الفريدة المؤهلة للمونديال بشق الأنفس وحتى جولة الختام مع المنتخب الإيرلندي وصادف كثيرا من المعوقات خاصة من الفريق السويسري. كما أنه خرج من الدور ربع النهائي في آخر كأس أوروبية احتضنتها البرتغال على يد منتخب اليونان المغمور حينها, مما جعل الشكوك تساور عشاق المنتخب الأزرق في مدى قدرة هذا الفريق على العودة بالكأس من قلب ألمانيا. زين الدين زيدان الذي توّجه الفرنسيون ملكا لهم غداة الفوز بأول وآخر كأس عالمية, سيكون على موعد مع نهاية مشواره الكروي بعدما أعلن إعتزاله للعبة وجعل المونديال آخر تجمع يطل من خلاله على عشاقه. هذا اللاعب العبقري ذي الأصول العربية الجزائر أصبح هو ملهم ومعشوق ومعبود الجماهير الكروية بفرنسا, بفضل ما قدمه للجماهير الفرنسية من إنجازات. ولا يزال الفرنسيون يذكرون بكثير من الفخر والإعتزاز هدفي هذا المبدع في النهائي التاريخي ضد البرازيل واللذان توجا فرنسا بالذهب بعد الثلاثية الشهيرة في مرمى الحارس البرازيلي تافاريل. زيدان صاحب 34 سنة قاد بعدها منتخب فرنسا للقب الكأس الأوروبية على حساب المنتخب الإيطالي وما عدا التتويج الأولمبي فإن زيدان فاز بكل الألقاب مع فرنسا. لكن الكأس القادمة ستكون بنكهة أخرى وخاصة هذه المرة حيث أن زيدان عازم على إنهاء مساره رفقة المنتخب الفرنسي كما بدأه وبأحسن صورة ممكنة, حيث لا يريد أن يعلق الحذاء وفي حلقه غصة خروج مذل آخر, خاصة وأنه غاب عن آخر كأس عالمية للإصابة ولم يظهر إلا خلال مباراة الدانمارك بعدما كانت كل الحظوظ قد تعقدت حينها. وكما كان متوقعا لم يخالف المدرب دومنيك كثيرا من التوقعات واختار الفريق الذي رآه مناسبا للعب المونديال, باستثناء تجاهله لأنيلكا وتعويضه بسيسيه لاعب ليفربول, و الجديد هذه المرة هو أن المدرب دومنيك إختار الحارس المخضرم بارتيز كحارس أساسي, يليه المتألق كوبي الذي وقع موسما رائعا رفقة ليون. في حين أن كل الآمال ستبقى معقودة على زيدان, هنري وتريزيغيه من أجل قيادة فرنسا لمنصة التتويج.والمصادفة رمت في طريق فرنسا منتخباً إفريقيا آخر هذه المرة إسمه توغو بعدما استخلصت ما يكفي من الدروس والعبر من تجربة السنغال السابقة, ولن تبيع بكل تأكيد جلد هذا المنتخب قبل سلخهفف كما سيلاقي منتخب سويسرا الذي كان معه في نفس المجموعة الإقصائية وكوريا الجنوبية التي ستشاكس من أجل الحد من فعالية فرنسا. إذن فرنسا تبحث عن تاجها الضائع والمهمة ليست سهلة. وتبدأ فرنسا مشوارها في النهائيات بلقاء سويسرا في 13 حزيران ثم تواجه كوريا الجنوبية في 18 منه وتختتم مبارياتها بلقاء توغو في 23 حزيران.‏