خيبة أمل
منذ سنوات وأنا أراقب التغيرات والتطورات داخل البلد وكنت ألاحظ الناس يتكلمون مع ذواتهم في الطرقات ولطاما رأيت العديد منهم يقطع الطريق العام بدون انتباه فأقول : يا حرام يبدو قادماً من مؤسسة من المؤسسات التي توزع كروت شحن الشمندر السكري إلى المعمل ومحصوله يكاد يفارق ولم يحصل على طلبه , أو ان الزيت نفذ في بيته ولم يعد لديه ما يبلل به الخبز ليلصق عليه الزعتر غير الماء ، يعينه الله , وكنت أرقب التطورات ( طبعاً السلبية) وأتوقع أننا في المستقبل القريب سنرى الناس يتكلمون مع أنفسهم أكثر مما يتكلمون مع غيرهم , ولكن ظهور الهاتف الخليوي وتكنولوجيا البلوتوث خلطت الحابل بالنابل , فأصبح حتى الفقير المنتوف عندما يتفاجىء بأنه يكلم مع نفسه ، وبما أن التكلم مع النفس أو مع الذات يقول عنه الناس جنون ، فخوفاً من وصول اللقب إليه صار يشتري جهاز خليوي هو بالأساس لعبة أطفال
حتى إذا نسي وبدا الحديث مع الذات يظنه الناس يدير أعماله في أنحاء العالم بواسطة البلوتوث
هل تكلم نفسك ؟؟ هل تسمع أحياناً صوتاً يأتيك من داخل كما لو كان هناك شخصٌ يتحدث إليك ؟ دعني أسالك هل تتحدث مع نفسك أحياناً ؟ كلنا كائنات تتكلم وتفكر وهذا لن يتوقف طالما نحن أحياء .
هل سبق لك وكلمت نفس ، وما الحديث الذي دار بينكما ،
أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك
|