عرض مشاركة واحدة
قديم 19/11/2007   #1
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي مرضى غزة .. يجلدون بسياط الإغلاق حتى الموت وسط صمت دولي


مرضى غزة .. يجلدون بسياط الإغلاق حتى الموت وسط صمت دولي




توفى أمس الشاب نائل الكردي، المصاب بمرض السرطان والذي قضى نتيجة منعه من السفر لتلقي العلاج بسبب الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة.

ووري جثمان الشاب الفقيد الثرى في مقبرة الشيخ رضوان وسط صيحات الغضب على هذا الصمت المريب تجاه حصار قطاع غزة، دون تحرك جدي وفوري لإنقاذ القطاع من الوضع الكارثي.
وكان الشاب الكردي (21 عاماً) قد أصيب بمرض السلطان قبل عامين، واشتد عليه المرض قبل أربعة أشهر، ينادي ويستغيث من حوله من أجل فتح المعبر لتلقي العلاج دون جدوى لينضم إلى قائمة " شهداء الحصار".

بين الدمعة والأخرى كان لسانها يلهج بالدعاء، تارة بالرضا، وثانية بالسخط والسقم على من تسبب بوفاة فلذة كبدها، هي تؤمن بأن موته قضاء وقدر من الله، لكنه قلبُ أم اكتوى بلهيب المرض والألم مراراً.
لا تزال تذكر "أم رامي" الكردي، وصية نائل (21 عاماً) من سكان حي الشيخ رضوان، بغزة، قبل ثلاثة أيام بعدم النحيب والبكاء، إذا ما خطفه المرض إلى لقاء ربه، كان يقول لها رغم حبه للحياة وأمله في الحصول على علاج بعُد مناله " لن استمر معكم لأكثر من ثلاثة أيام .. إلى أين سأذهب، سأترككِ وألقى وجه ربي"، وكان ما تمنى.
في تلك الزاوية من الغرفة الصغيرة، وعلى ذات فراش طالما رقد عليه الشاب المريض، جلست والدته تتحسس بأناملها وجهه المستدير، كيف كان وإلى أين آل.
وكان الشاب نائل الكردي، توفي أمس، متأثراً بمضاعفات مرض السرطان لعدم توفر العلاج في مشفى الشفاء بغزة، ورفض الحكومة الإسرائيلية تلقيه العلاج في الأراضي المحتلة بدواع أمنية.


ممنوع أمنياً


كما رفضت سلطات الاحتلال سفره عبر معبر بيت حانون (إيرز) ثلاث مرات على التوالي خلال أربعة شهور، وعانى الكردي في الفترة الأخيرة من حالة ضعف شديد، فقد على إثرها أكثر من ثلث وزنه.
وكان المريض نائل الكردى ناشد قبل عدة أيام العالم كله لا سيما الدول العربية بالضغط على (إسرائيل) بهدف فتح المعابر لكي يتمكن من السفر للعلاج من مرض السرطان، الذي كان يعانى منه, ولكن إرادة الله أبت إلا أن يفارق الحياة صباح أمس.
وقال الكردى في حديثه لـ"فلسطين" قبل يوم من وفاته:" أعانى من مرض السرطان منذ عام ونصف، وتلقيت علاج في مصر على نفقتي، ولنقص الامكانيات المادية عدنا لاستكمال العلاج في غزة، ولكن الدواء نفد".
وناشد الفقيد الذي عانى مرارة المرض العالم أجمع والعالم العربي خاصة التدخل لفتح المعابر أمام المرضى، قائلاً " رفضت أمنياً ثلاث مرات من العلاج في داخل (إسرائيل)، وأنا وغيري من المرضى أسرى الحصار، ونموت ببطء".

فرحة لم تكتمل

تقول والدته:" في آخر أيامه كان يرفض الزيارة من أي شخص، حتى من قبل المقربين منه، حتى لا ينظروا إليه بنظرات الشفقة"، مشيرة أن حالته النفسية تدهورت لفقدانه الأمل في العلاج.
وتساءلت الأم المكلومة " هذا مريض ما ذنبه في هذا الحصار ؟!.. وما ذنبه كي يرفضه الاحتلال أمنياً عدة مرات؟!".
وأردفت قائلة بحزن:" غمرته السعادة قبل يوم من وفاته لإعلان محكمة العدل الإسرائيلية بطلان قرار المنع الأمني .. كان يفترض أن يكون اليوم الأحد في المشفى الإسرائيلي لتلقي العلاج لكن قضاء الله كان أسبق".
وتتابع أم رامي بحرقة:" الرئيس عباس والاحتلال الإسرائيلي هم من قتلوه، كان يستطيع الرئيس عباس فتح المعبر والضغط لإدخال المرضى العالقين على الجانبين المصري والفلسطيني .. أحرق الله قلوبهم كما حرقوا قلبي".
تستدرك والدة الفقيد:" نائل ليس الأول ولن يكون الأخير تحت رحمة الإغلاق المتعمد للمعابر، وتعريض المرضى للموت البطيء".

افتقاد للدواء

وتفتقد المشافي في قطاع غزة للدواء، وتعاني من نقص شديد في الدواء الأساسي الذي تحتاجه بشكل يومي، وتقدر وزارة الصحة المخزون منه لشهر واحد على الأكثر، فيما يقدر مخزون الأصناف الأخرى لثلاثة شهور.
وتقف الوزارة عاجزة أمام مرضى الكلى والسرطان، لانعدام قطع الغيار اللازمة لإصلاح أكثر من عشرة أجهزة لغسيل الكلى، الأمر الذي أدى لتقليص عدد مرات الغسيل لثلاث مرات في الأسبوع، ما يعود بالضرر على المرضى.
وعلى الوجه الآخر فإن علاج مرضى السرطان، يفتقد لبعض أنواع الدواء الضرورية للعلاج، ولا تكتمل الدورة العلاجية دون وجودها.
كما وتمارس قوات الاحتلال سياسة استفزازية تجاه شركات الدواء، ويقول أحد العاملين في هذا الجانب لـ"فلسطين":" على مدار الشهر الماضي سمح الاحتلال بإدخال كميات كبيرة من الدواء المورد من شركات الضفة والشركات الإسرائيلية، ولكن ما أن تصل إلى المعبر حتى تصدر قراراً بمنعه، ونضطر لإعادته إلى الثلاجات مرة أخرى، إذ لا يمكن إبقاؤه على أرض المعبر خشية تعرضه للتلف".

عقاب جماعي

بدوره شدد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في كافة الانتهاكات التي يتعرض لها قطاع غزة نتيجة الحصار.
وقال رامي عبده الناطق باسم اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إن قطاع غزة يعيش عقاباً جماعياً يمارسه الاحتلال على مليون ونصف مليون فلسطيني بإغلاق المعابر، ومنع دخول أو خروج أي من المستلزمات، ما ينذر بانفجار الأوضاع .
وطالب عبده، في مؤتمر صحفي عقب تشييع جثمان الشاب الكردي، المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان التدخل الفوري والعاجل لوقف " المهزلة التي تمارس أمام أعين الجميع بلا حراك جدي وفوري حتى الآن".
يشار إلى أن الشاب الكردي هو الضحية الثانية عشرة التي توفيت نتيجة الحصار والمنع من العلاج.

تحذير من كارثة

من جانبها، حذَّرت وزارة الصحة من كارثة صحية في حال استمرار الحصار ومنع سفر المرضي واعتقال الدواء على المعابر.
وقال خالد راضي، الناطق الإعلامي باسم الوزارة:" إن ذلك يعني إصدار حكم الإعدام بحق أكثر من 450 مريضاً بالسرطان منهم 35% أطفال يحتاجون للسفر لتلقي العلاج، وأكثر من 400 مريض بالفشل الكلوي"، مشيراً إلى أن 30-35% من أجهزة غسيل الكلى لا تعمل".
وحمل راضي في تصريح لـ "فلسطين" العالم مسئولية ما يحدث في غزة جراء صمته " الذي بات يشكل تواطئاً ومشاركة فعلية"، واصفاً منع المرضى من العلاج بأنها جريمة قتل يرتكبها الاحتلال مع سبق الإصرار على مرأى ومسمع من العالم.
وقال: " إن العام الذي غاب عن المشهد المأساوي الذي يعاني منه آلاف المرضى الفلسطينيين جراء ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المرضى الفلسطينيين".
وأهاب الناطق باسم وزارة الصحة بمؤسسات العالم ومنظمة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الحقوقية باتخاذ موقف جادٍ ومسئول تجاه ما يجري في فلسطين بحق المرضى وما يتعرض له القطاع الصحي من تدمير.

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05474 seconds with 11 queries