عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #9
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


عندما احتج بعض الناس على الطريقة التي جمع بها عثمان القرآن، وحرقه للمصاحف الأخرى، قال الإمام أحمد بن حزم: " إن هؤلاء روافض، والروافض ليسوا من المسلمين"[30].
ولما فتح عبد الله بن أبي سرح شمال أفريقية، أعطاه الخليفة عثمان خمس الفئ، والقرآن يقول: " و اعلموا إنما غنمتم شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل"[31]. وعبد الله بن أبي سرح أخو عثمان في الرضاعة، فهو إذاّ من ذوي القربي، ولكن هذا الخمس من الغنيمة مفروض أن يكون لله وللرسول والمساكين وابن السبيل وذوي القربة. ولكن عثمان أعطاه فقط لذوي القربي. ويقول محب الدين الخطيب: " أما ما زعم الزاعمون من أن عثمان كان يود ذوي قرابته ويعطيهم، فمودته ذوي قرابته من فضائله"[32]. وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن نصيب " ذوي القربى" لقراية الإمام، كما ذهب الحسن وأبو ثور، وأن النبي كان يعطي أقاربه بحكم الولاية. فمنذ بداية الدول الإسلامية، استولى الحاكم وأقرباؤه على نصيب الله في الفئ الذي كان من المفروض فيه أن يذهب إلى الفقراء والمساكين.
وأخطر من هذا أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب قتل الهرمزان لأنه سمع أن الهرمزان هو الذي أعطى أبا لؤلؤة السكين التي طعن بها عمر بن الخطاب. ورفض عثمان، رغم إصرار عليّ بن أبي طالب، أن يقتص من ابن عمر، لكونه ابن عمر بن الخطاب. فماذا حدث ل " ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب"[33] ؟

عليّ بن أبي طالب

بعد مقتل عثمان بايع أهل المدينة، بمن فيهم الزبير وطلحة، عليّ بن أبي طالب، لكن رفض بنو أمية، يمثلهم معاوية بن أبي سفيان، مبايعته، وأرسل إليه معاوية خطاباً يطالب فيه بدم عثمان، على أساس أنه هو ولي عثمان والمخوّل بطلب دمه، فكتب: " بسم الله الرحمن الرحيم، من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب. أما بعد فإن الله اصطفي محمداً بعلمه وجعله الأمين على وصيه والرسول على خلقه. ثم اجتبى له من المسلمين أعواناً أيده بهم، فكانوا في المنازل عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، وكان انصحهم لله ورسوله خليفته ثم خليفة خليفته ثم الخليفة الثالث المقتول ظلماً، عثمان، فكلهم حسدت وعلي كلهم بغيت. عرفنا ذلك في نظرك الشذر وقولك الهجر وتنفسك الصعداء وإبطائك عن الخلفاء في كل ذلك تقاد كما يقاد الجمل المخشوش[34].
خرج طلحة والزبير، وكلاهما من المبشرين بالجنة، خرجا إلى مكة بعد أن أذن لهم الخليفة علي ابن أبي طالب. وهناك أعلنا الرجوع عن بيعته وانضما إلى بني أمية بالمطالبة بدم عثمان، متهمين علياً بعدم نصرته وأنه كان يحمي قاتليه. وطلحة والزبير نفسهما كانا قد امتنعا عن مبايعة أبي بكر في بادئ الأمر، وكانا يريدان الخلافة لأحدهما، كما ظهر أيام واقعة الجمل. فقد لقي سعيد بن العاص طلحة والزبير بالبصرة، فقال لهما: " إن ظفرتما لمن تجعلان الأمر؟ أصدقاني، قالا: لأحدنا أينا اختاره الناس. قال: بل اجعلوه لولد عثمان فإنكم خرجتم تطلبون بدمه، قالا: ندع شيوخ المهاجرين ونجعلها لأبنائهم " [35]
والغريب أن عمال عثمان، بالبصرة والكوفة والشام ومصر، هم الذين تأخروا عن نصرته حتى أُتيح للثائرين أن يحاصروه فيطيلوا حصاره وأن يقتلوه بعد ذلك . وعثمان كان قد عود عماله أن يوافوه في المواسم من كل عام، فما بالهم أقاموا في أمصارهم هذا العام ولم يشهدوا الحج حتى اضطر عثمان وكان محصوراً أن يأمر ابن عباس ليحج بالناس. والجدير بالذكر أن عامل عثمان بمصر كان عبد الله بن أبي سرح، أخوه في الرضاعة، وعامله بالبصرة كان عبد الله بن عامر بن كريز، أبن خاله، وعامله بالشام معاوية بن أبي سفيان، أبن عمه، وكان عثمان قد كتب إلى معاوية بالشام: " بسم الله الرحمن الرحيم، اما بعد، فان اهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة ونكثوا البيعة، فابعث إليّ من قِبلك من مقاتلة أهل الشام علي كل صعب وذلول ". ولم يفعل معاوية. فلماذا تخلف أبن عمه وأبن خاله وأخوه في الرضاعة عن نجدته لولا أنهم كانوا يأملون مقتله حتى يكون دمه ذريعتهم لاغتصاب الحكم من علي بن أبي طالب؟
وخرج طلحة والزبير ومعهم عائشة بنت أبي بكر زوج الرسول، وأم المؤمنين، إلى البصرة ليحاربوا الخليفة عليّ بن أبي طالب، وعائشة كانت لا تطيق علياً منذ أيام حادثة الإفك عندما استشار الرسول علياً فقال له عليّ: " يا رسول الله إن النساء لكثير وإنك لقادر على أن تستخلف، وسل الجارية فإنها ستصدقك "[36]. خرج الثلاثة فيما يُسمى بواقعة الجمل، لأن عائشة كانت محمولةًَ على جمل، والتقى جيشهم بجيش عليّ، وقُتل عشرة آلاف من المسلمين من الجانبين [37]
والغريب أن عائشة كانت أول من حرّض على قتل عثمان، وكانت تقول: " لقد كفر نعثلٌ، فاقتلوه". وعندما قررت الخروج من مكة إلى البصرة، قالت : " قُتل والله عثمان مظلوماً، والله لأطلبن بدمه. فقال لها ابن أم كلاب: لم؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت! ولقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلا فقد كفر" . قالت: " انهم استتابوه ثم قتلوه، وقولي الأخير خير من قولي الأول " [38].
فهذه هي أم المؤمنين تقود جيشاً إسلامياً ليقاتل جنود الخليفة عليّ بن أبي طالب، وهم كذلك مسلمون، والإسلام ما زال في طفولته، وقد حرّم رسول الله دم المسلم على المسلم. ورغم أن عائشة قد ندمت مؤخراً وتمنت لو أنها قد ماتت قبل خروجها في الواقعة، إلا أن الضرر قد حدث وسفك المسلمون دماء أخوانهم المسلمينن لأن بني أمية كانوا يطلبون الخلافة بقميص عثمان لأنهم ما كان يمكن لهم أن ينالوها بالشورى. وساعدتهم أم المؤمنين على أطفالها، وساعدهم طلحة والزبير، لشئ في نفس يعقوب.
والكل يعلم أن عائشة زوج النبي قد خاطبها الله في القرآن مع بقية أزواجه فقال: " يا نساء النبي لستن كأحدٍ من النساء إن أتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً* وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "[39]. وعندما ذهبت إلى البصرة مع طلحة والزبير، سأل شابٌ من بني سعد طلحة أن كان هو والزبير قد أحضرا زوجاتهما معهما، فأجاب طلحة بالنفي، فأنشد الشاب:
صنتم حلائلكم وقدمتم امكمْ هذا لعمرك قلة الإنصاف
أُمرت بجر ذيولها في بيتها فهوت تشق البيد بالإيجاف
عرضاً يقاتل دونها أبناؤها بالنبل والخطيّ والاسياف
هتكت بطلحة والزبير ستورها هذا المخبر عنهم والكافي [40]
وقال عمار بن ياسر لعائشة: " يا أم المؤمنين، ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عُهد أليك! قالت: أبو اليقظان! قال: نعم، قالت: والله إنك-ما علمتُ- قوّالٌ بالحق، قال: الحمد لله الذي قضى لي على لسانك.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04825 seconds with 11 queries