[yass]

-4-

الصباح


دخلنا في العشر الأواخر من رمضان... و العيد القادم (أعاده الله علينا و عليكم بالصحة و العافية و الهناء) سيصادف مع بداية شهر تشرين الأول..

يدور الحديث هذه الأيام عن الزيادة الاستثنائية على الراتب لعاملي القطاع العام, و عن إمكانية تقديم صرف الرواتب عدة أيام..

يلفت نظري, جدا, الطريقة المتّبعة لإعطاء تسميات لهذه الزيادة الاستثنائية... مكرمة, عطاء, هبة, منحة..., و تسميات أخرى قميئة و مقرفة و مهينة لكرامة الشعب.

لماذا هذا الإصرار على تحويل الشعب إلى شحاذين؟ و معاملتهم كذلك؟ هذه الزيادة الاستثنائية آتية من ضرائبهم, هذا مالهم, المال العام, مال الشعب.. لا أحد يكرم عليهم بشيء, و لا يهبهم أحد شيء.. هذا حق..

أم أن... هذه "المكرمة" تم تمويلها من جيب المسؤولين الكبار الخاص حتى نستطيع القول أنهم "يهبون" و "يعطون"؟ و إن كان كذلك... فنرجو من وزارة المالية تبيان مصدر هذه الكمية الكبيرة من الأموال, و كيف وصلت إلى هذه الجيوب..




الظهر


أثرياء النفط يجدون تسلية جديدة...

سليمان الفهيم يشتري نادي مانشستر سيتي بمبلغ خرافي و بزمن قياسي, و يريد أن يحوّله إلى أفضل نادي في العالم, ليتباهى به أمام زملاء البطر في حفلات ركوب الكُدش أو الصيد بالصقور...

الآن تتكاثر الإشاعات في أوربا عن الغزوة المقبلة لأثرياء الخليج على كرة القدم الأوربية, فهؤلاء لا يستطيعون رؤية أن أحدهم يفعل أو يشتري شيئا دون أن يقلّدوه, و يحاولوا خرق رقمه القياسي و التغلّب على انجازه.

يذكرونني بصغري, عندما كان يأتي أحدنا إلى المدرسة بحقيبة جديدة جميلة, أو محفظة أقلام, أو دفتر, لنجد أنه في اليوم التالي قد قلّده أكثر من نصف الصف. و اشترى ذات الحقيبة, أو نفس الدفتر...

ملايين, بل و مليارات الدولارات ستذهب ثمنا لرؤية 22 شخصا يركلون كرة أمامهم.. بينما نرى الفقر و الجهل و المرض و التشرد محلقا فوق رؤوس شعوبنا... و مع ذلك...



و ليسقط الاستعمار... و ليحيا "طويلي العمر"




العصر


"أن تشعل شمعة واحدة خير من أن تلعن الظلام"


قيل لي أن هذه الجملة لكونفوشيوس العظيم... جملة معبّرة و جميلة فعلا... لكنني أجزم أنه لو عاش اليوم, في ظل أحد الأنظمة العربية, لما كان قد قالها..

إن لعن الظلام.. و مسببي الظلام و الظلم و كل اشتقاقات الجذر (ظ ل م) في كل معاجم اللغة العربية, هي الخطوة الأولى في طريق إشعال الشمعة في بلادنا... و لا معنى لإشعال شمعة فقط ... لأنهم قد يعتقدون أنك تشعلها من أجلهم, لتضعها أمام مذبح ألوهيتهم... ولذلك يجب أن يسمعوا أنهم ليسوا آلهة.. بل حثالة...

ألعنكم, و ألعن الزمن الذي جعلكم تسودون.. و ألعن الصمت الذي صار بيدكم سلاحا, تسيطرون به علينا..

و لكم مني كل الاحتقار, و الازدراء, و القرف...

و الآن أشعل ... سيكارة....

ثم شمعة....




المغرب


"البنك العالمي يوصي سوريا بتخفيض الرواتب التقاعدية"


قرأت هذا الخبر في الصحافة الالكترونية منذ أيام, و من المفيد أنهم كانوا قد تكلموا عن "تخفيض" بشكل واضح, لأن ذات الخبر كان قد نُشر في دكان إعلاكي قبل ذلك بيومين باستخدام مصطلحات اقتصادية مطاطة من طراز "تعديل" و "تغيير" من أجل التناسب مع بعض النسب و المعايير التي يستخدمها البنك العالمي في حساباته.

طبعا المطبخ الاقتصادي السوري يسمع و يجيب.. فالزبون دائما على حق, في مطعم الدردري...

ليست هذه أول مرة يوصي البنك العالمي سوريا بشيء و يتم تنفيذه, لكن هذه المرة كان القرار يخص تخفيض القوة الشرائية, المنخفضة جدا أصلا, لشريحة من شرائح الشعب السوري, آبائنا..

البنك العالمي, كأخيه التوأم, صندوق النقد الدولي, هما ابنان مشوّهان لعلاقة عهر أخلاقي ما بين الإمبريالية و رأس المال, و لا يملكان إلا التوصيات التي تجعل الطريق نحو العولمة أكثر سهولة, و لا يفلتان دولارا لإطعام طفل أفريقي يموت من الجوع, لكنهما مستعدان لبذل الملايين في سبيل إنقاذ شركة كبرى, أو بنك مهم, من أزمة ناتجة على الأغلب عن الجشع...

لماذا نسمع توصيات جهة إمبريالية مسيّرة تماما من قبل البيت الأبيض؟ ألسنا محاصرين من قبلهم و نعاني من عقوبات؟ لماذا نطيع إذا؟

ألسنا دولة الصمود و التصدّي و الممانعة؟ ألا نتبجّح بقدرتنا على وضع العالم كله "بخانة اليك"؟

إن كان "ملائما" السماح لجهة دولية أن تتدخل بشؤوننا.. بشؤون حياة مواطنينا.. فلماذا يحمرّ مسؤولونا و يزرقّون عندما يأتي وفد و يتكلم عن مساجين الرأي؟ و نسمع تصريحات تكاد تقول أن المساجين لن يخرجوا, نكاية بمن يتدخل بشؤوننا الداخلية؟


وقاحة... ما بعدها وقاحة




الليل


قتلتُها...لأغسل شرفي

قتلتُها... لأنني أحبها

لا يا ... هذا...

قتلتها لأنك همجي مجرم.... قتلتها لأنك لست بشرا

فالشرف كلمة... تكون أو لا تكون... و ليست عنوان غشاء حقير

و في سبيل الحب.. تكون مستعدا للموت من أجلها.. لا لقتلها...








Yass