عرض مشاركة واحدة
قديم 30/09/2008   #1
شب و شيخ الشباب اللامنتمي
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اللامنتمي
اللامنتمي is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
في عينيها !
مشاركات:
2,873

افتراضي هيستيريا أخوية .. هيستيريا جماعية !







مُواطِنون درجة أولى وَ ثانية وَ ثالثة وَ رابعة

أطباء وَ مُهندسون .. فلاحون

الطبقة العامِلة وَ المؤقتة وَ الدائِمة

مُلاك أراضي وَ عقارات .. بورجوازيون !

صِغار كَسَـبة , عُشـاق وَ أنصاف عُشـاق

أناسٌ بـِ أشـكالهم المُتعددة الشُـقر وَ السُـمر , طفيليون وَ غيرهم ..

كُل هذهِ الشَـرائح الجَميلة في بلادي باتَ شُـغلها الشاغل بعدَ ان ارتاحت مِن تعريفِ العولمة

هوَ امتلاك " سيارة " !

و لإنجاز هذا الحُلم الشـرق أوسَـطي

أوجدنا مَدارس لتعليم قيادة السَـيارات وَ باتت مَصدراً وَ طنيا ً رهيبا ً !

بعدَ أنْ أصيبَ مُجتمعنا بـِ الهِيسـتيريا الجَماعية لـِ تحقيق هذا الحُلم

. . . " السيارة " . . .

فعجّت المَصارف بـِ المُراجعين وَ الحالمين بـِ الحُرية !

وَ كُلما أُدخِلَتْ سَـيارة جَديدة لـِ شـوارعنا العَريضة جداً

كُلما خسِـرنا جزءاً مِن مَسـاحة شَـوارعنا المَشـغولة سَلفاً

ما يحدثُ يا سادة في هذا المُجتمع الرشيق شَيءٌ يُشـبه ُ تماماً مَرض " الهسـتيريا الجَماعية "

فـَ صَديقي أبو سارة الذي كانَ مَشغولاً بـِ مُحاربة الرذيلة وَ الإنتهازية وَ الإرهاب أيضاً !

يُمضي حَديثه ُ اليومي مَعي هذهِ الأيام في تعدادِ مزايا السَـيارة وَ استخداماتها الخفية !

مُوجهاً حديثه ُ وَ نصائحه ُ دائماً نحوي كَوني " غشيم "

وَ لا ينسى أحمد بيك هذا المُنسق اللطيف أيضاً أن يُعلمني جوهر الحُرية التي جاءتْ بها سيارتهُ " الجوهرة "

وَ يشـرحُ لي أيضاً بـِ اعتباري " لا أفهم "

" تخيل يا أبو النور قيمة أن تذهب إلى أيِّ مكان يخطر في بالك في أي وقت

دونَ أن تأكل هَمَ المواصلات "

وَ الآخر أبو سارة يتابع موافقاً بـِ هزة رأس بـِ عبارتهِ المُشـهورة

" وَ الله يا أبو النور ما كنا عايشـين أيام ما كان عنا سَـيارة "

وَ كلما ازدادَ عَددُ المُصابين بـِ الهسـتيريا الجَماعية

كلما انتفخت بطون تـُجار السَـيارات في بلادي وَ أغلقت بطونهم شَـوارعنا


وَ حتى لا يظن أحدٌ ما , أني أتكلمُ من موقع ِ الحَسـود أو من منطق عين ضيقة لا سَـمَحَ الله

أقولُ لكم اشـتروا ما تشتهون الله يزيد وَ يبارك يارب

لكن لي رجاء وحيد !

وَ هو أن لا تغلقوا يوماً شُـرفتي وَ مَدخلَ بيتي المُتواضع بـِ سَـياراتكم الفخمَة يا " أوادم "





" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.09004 seconds with 11 queries