عرض مشاركة واحدة
قديم 24/09/2009   #4
شب و شيخ الشباب Abu Jnkez
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ Abu Jnkez
Abu Jnkez is offline
 
نورنا ب:
May 2009
المطرح:
كنت ساكن هون
مشاركات:
18

افتراضي


اغتراب كامل عن المكتب والكمبيوتر
ثمة «اكتشاف» آخر كان يحظى بشعبية كبيرة لدى الماركسيين في منتصف القرن العشرين. المقصود هو الغربة التي يعيشها العامل أو الموظف تجاه وسائل الإنتاج. فحتى طبقة المثقفين كانت دوماً تشعر بالتفهّم وبالأسى تجاه البروليتاري الذي يمضي يوم العمل بكامله قرب آلة العمل المقيتة.
لكن هذا التفهّم صار رائجاً من جديد بالتحديد عندما ظهرت فئة كبيرة من الموظفين في المكاتب. فقد تبين أن الكراهية تجاه طاولة المكتب وتجاه الكمبيوتر قد تفوق بكثير المقت تجاه آلة البرادة.. فالعامل الذي كان يمضي يوم عمله «لصالح العم»، كان بإمكانه أن يذهب على الأقل في عطلة نهاية الأسبوع إلى البيت الريفي، ويقوم ببعض الأعمال الخاصة به. أما موظف المكتب، فكيف سيحل معضلة «الاغتراب» تجاه أدوات عمله؟ أن يجري عملية حساب لمصاريف العائلة في برنامج Exel؟ ربما لكي تدمع عيناه فقط من جراء ذلك.

المتاجرة بالمستقبل
لقد أجمع أنصار ومعارضو الماركسية على أن هذه التعاليم ليست نظرية الحاضر وحسب، بل إنها تقدم جواباً واضحاً ودقيقاً لما سيكون في المستقبل، وما الذي يجب فعله لأجل ذلك. والآن بالضبط، أثناء الأزمة العالمية، نحتاج إلى جواب على هذا السؤال. وها هم المسؤولون في منظومة الاحتياط الفيدرالية FRS – قلب المنظومة المالية العالمية – يميلون نحو الاعتقاد الحقيقي بالقضاء والقدر.
«أنتم تعرفون، أنني في واقع الأمر من أنصار نظرية التحطيم الإبداعي»– يعترف على صفحات وول ستريت جورنال رئيس فرع دالاس لمنظومة الاحتياط الفيدرالية ريتشارد فيشر، ويحذّر قائلاً: «إن الجزء التدميري من العملية مؤلم جداً دائماً، ويحمل في طياته تعقيدات سياسية جدية، ويمكنه أن يحرق كما جهنم».
بكلمات أخرى، إنه مستعد للجائحات والانهيارات الاجتماعية والسياسية، متوقعاً أنه في سياق الثورة العالمية سوف يولد النظام العالمي التقدمي.
أما صاحب نظرية التحطيم الإبداعي، عالم الاقتصاد النمساوي جوزيف شومباتر، ورغم أنه ليبرالي كلاسيكي، فهو لم يخفِ يوماً تعاطفه مع الأفكار اليسارية. ومع أنه لم يتفق مع الإيديولوجيا الشيوعية في الجوهر، لكنه أعطاها حقّها من حيث تماسكها الداخلي.
«إن أصحاب النظريات من مختلف الألوان، ومهما كانوا عاجزين من حيث التطبيق، هم أكثر قرباً بالنسبة لنا، كقاعدة، من الممارسين العاديين للسياسة. علاوة على ذلك، إنهم يمتلكون مصادر طاقة داخلية لا يمكن للممارسين أن يفهموها ولا بأي حال» - هذا اقتباس من العمل الرئيسي لعالم الاقتصاد المذكور، من كتابه: «الرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية».
وعلى الأرجح، إن العقيدة الجديدة للمستقبل سوف تظهر قريباً في الفضاء الاجتماعي. ومن الممكن جداً أنها ستكون هذه الصياغة أو تلك للماركسية. المهم أن لا تكون الشيوعية البدائية التي نشأت على حطام الحضارة في سياق التدمير الإبداعي.

بقلم ألِكْسي تيخَنَفْ/ (مجلة رجال الأعمال الروس)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03061 seconds with 11 queries