وريقة عشب وورقة خريف (جبران)
قالت وريقة عشب لورقة خريف : إنك تحدثين بسقوطك جلبة فتبعثرين أحلام شتائي .
فأجابتها الورقة مغتاظة : أيتها الدنيئة أصلاً وفصلاً الفظة المعقودة اللسان , من أين لك الأحلام وأنت ملتصقة بقذرات الغبراء بعيدة عن موسيقى الفضاء لا تميزين بين الغناء والمواء ؟
قالت ورقة الخريف ذلك وهبطت على الأرض فنامت .
وعندما جاء الربيع أفاقت من نومها فإذا بها وريقة عشب . ثم أقبل الخريف ووافتها هجعة الشتاء فنثر الهواء حواليها أوراق الأشجار الذابلة فتململت في ذاتها قائلةً :
أف من أوراق الخريف الثقيلة … إنها نحدث بسقوطها جلبة وضجيجاً فتبعثر أحلام شتائي.
|