عرض مشاركة واحدة
قديم 02/04/2009   #75
صبيّة و ست الصبايا boozy
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ boozy
boozy is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
العراق الحبيب
مشاركات:
1,410

افتراضي ناهدة الرماح




ناهدة الرماح من مواليد بغداد عام 1941،وقد بدأت مسيرتها مع التمثيل و كان عمرها خمسة عشر عاما .

في دور "معصومة" في السينما العراقية في فيلم "من المسؤول" تدور أحداث هذا الفيلم في إحدى محلات بغداد، تلك كانت أول تجربة في عالم السينما العراقية، بعدها انتقلت إلى المسرح عن طريق فرقة المسرح الفني الحديث عام1957 حيث أديت أول دور لي في مسرحية "الرجل الذي تزوج إمرأة خرساء" وهي المرة الأولى التي أقف بها على خشبة المسرح،

وكذلك مسرحية "المفتاح" التي كانت شيئاً جديداً للمسرح العراقي.. أما "النخلة والجيران" فقد إلتصقت في أذهان الناس ولا تزال هذه المسرحية محفورة في ذاكرة الأجيال، قدمت العديد من الأعمال الفنية المحفورة في ذاكرة الشعب العراقي، منها "الضامئون، يوم آخر، حكاية الرجل الذي صار كلباً، ستة دراهم" فضلاً عن مسرحية القربان التي فقدت بصري فيها وأنا على خشبة المسرح، والقربان هي من تأليف الروائي الكبير المرحوم غائب طعمة فرمان.
عندما أعلن خبر فقداني البصر إحتضنوني من كل جانب وأخبرني عدد كبير من الجمهور بأنهم عيوني التي أرى بها، ولحظتها تحول الظلام إلى نور ساطع، من خلال حب الناس لي، جميع طبقات المجتمع وقفوا معي في محنتي من أكبر شخص إلى أصغره، وبعد أن أجريت لي عملية خارج العراق، وأثناء وصولي إلى بغداد كان هناك استقبال جماهيري لايمكن وصفه، رميّت عليّ الحلوى والورود والموسيقى الشعبية، ونحرت الذبائح، لا أنسى ذلك الموقف أبداً لا أنا ولا جمهوري أيضاً.. أجمل فترة في حياتي منذ دخولي اليوم الأول في المسرح ووقوفي على خشبته إلى آخر يوم وقفت فيه، كنت أشعر بأني ملكة أمتلك العالم بين يدي، أسعد إنسانة في الوجود عندما أقف على هذه الخشبة المقدسة، التي أدخلت حب المسرح بكياني وبوجداني حتى الدم الذي يجري في شراييني وأود أن أخبرك شيئاً أنا الآن في صدد نهاية كتابة مذكراتي التي سجلتها على مجموعة من الأشرطة وإلى الآن لم أجد من يفرغ هذه الأشرطة لي، سجلت في هذه الأشرطة طفولتي بحذافيرها ولو خرجت هذه المذكرات إلى النور فلن تكون مذكرات فنية فقط بل هي تاريخ الحركة الفنية والسياسة في العراق.
في عام1979 وفي بداية الشهر الأول بالتحديد تركت أرض الوطن مجبرة بقلب مجروح وعين دامعة، بعد أن تعرضت إلى مضايقات كثيرة.. حاولوا قتلي وقتل إبني، وتعرضت إلى محاولات ومضايقات نفسية منها محاولة إبعادي عن جمهوري، لكني حافظت على مبادئي ولم أتنازل عنها أبداً، وقد منعوني حتى من دخول دار

الإذاعة والتلفزيون عام 1970 بعد أن تجاهلت صدام حسين أثناء حضوره في الإذاعة والتلفزيون وشاهدته وجهاً لوجه ولم أسلم عليه ولم أنظر حتى في وجهه فأثرت جنونهم.

العودة إلى بغداد أكثر من حلم، لكن الكثير من المقربين لا ينصحوني بالعودة إلى بغداد لأن الوضع الأمني غير مستقر وكذلك أنا أجد صعوبة في النظر وهنا في بغداد من يهتم بشؤوني الخاصة.. أنا أعيش في لندن على راتب الحكومة البريطانية، إبنتي وحفيداتي يهمتون بشؤوني بعناية واهتمام وبالمناسبة أشكر الأستاذ فخري كريم رئيس مؤسسة المدى عن تكريمي في أسبوع المدى الثقافي وموقفه المشرف معي.. كل شيء داخل العراق على مستوى المسرح والحركة الفنية أنا على علم به وأتتبعه خطوة خطوة.. المسرح داخل العراق يحتاج إلى أرض صلبة وحكم ديمقراطي، فالبلد يعرف تطوره من خلال مسرحه، ويقال إن هذه الدولة راقية بمعنى مسرحها ر اق أيضاً.. فكيف ببلد منهار من القيم ويعيش تحت سلطة دكتاتورية وتحت أعمال بوليسية فكيف مصير المسرح، طبعاً تطرح القضايا السيئة وتجد الناس الدخلاء، فالجمهور حين يحضر فهو ليس للتثقيف وإنما للضحك فقط لأن معاناته كبيرة.
قدمت العديد من الأعمال الفنية، فكل بلد أزوره أقدم محاضرة أو ندوة عن السينما والمسرح وقضايا المرأة، وأخرجت عدداً من المسرحيات في لندن للطلبة العراقيين منها مسرحية "الصمود" ومسرحية "الدراويش" يبحثون عن الحقيقة.
"النخلة والجيران" لها فضل كبير على المسرح العراقي لأنها جلبت الناس الشعبيين الذين لا يعرفون ماهو المسرح، وقد عرضت في التلفزيون في تلك الفترة، ولايزال صدى المسرحية حاضراً إلى الوقت الحاضر.. أذكر لك موقفاً ذكرتني به حول مسرحية "النخلة والجيران" في عام 1973 في موسكو وكانت رأس السنة الميلادية تلك الليلة لا تشبه سواها من الليالي فقد كان الحضور في بيت الفنان أحمد النعمان مع عدد من المثقفين العراقيين الذين أينما تذهب تجدهم وكان من ضمن الحضور الروائي الكبير غائب طعمة فرمان الذي طلب مني أن أقدم أي مقطع من مقاطع المسرحية.. "النخلة والجيران" لأنه هو كاتبها كما تعرف، فوافقت على طلب غائب، وقدمت مقطعاً من المسرحية وعندما إنتهيت من المقطع المسرحي قبلني وحضنني فرمان لأني أديت الدور كما رسمه وكتبه في النص الأصلي.

وعادت الرماح اليوم الى بغداد وقالت منذ ثلاثين سنة لم يغب العراق عن ذهني ولو لحظة واحدة ، كان معي في أحلام اليقظة، لم انسه : يهذه العبارات قدمت ناهدة الرماح نفسها لجمهور القليل الذي حضر الى المسرح الوطني بمناسبة عودتها الى العراق مؤخرا .
كانت الكلمات حارة وصادقة وهو ما اثار مشاعر الآخرين فقاطعوها بالتصفيق اكثر من مرة .
مناسبة الندوة التي رعتها المؤسسة العامة للسينما والمسرح كانت مفاجأة للجميع فبعد جهود حثيثة قام بها الممثل سامي قفطان وافقت الرماح على المجئ للعراق وتقديم مسرحية على قاعة " الوطني " وذلك بعد غياب طويل عن الجمهور .



لستُ بجسدٍ تسكنه روح.
بل
ثلاثة أرواحٍ
و عقولٍ
و قلوب
جزئها المرئيُّ الصغيرُ
جسدْ.
http://evandarraji.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05184 seconds with 11 queries