عرض مشاركة واحدة
قديم 07/09/2006   #70
صبيّة و ست الصبايا لاوديسا
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ لاوديسا
لاوديسا is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,778

افتراضي


ماكس بلانك
---------------------
  • يعرف " ماكس بلانك " ،بأنه صاحب " النظرية الكمية للإشعاع الكهرومغناطيسي " ، وقد عرضها أول مرة ، في اجتماع للجمعية الفيزيقية الألمانية عقد في ديسمبر عام 1900 .
    ولد " ماكس بلانك " في مدينة " كيل " الألمانية عام 1858 ، ثم انتقل مع عائلته إلى " ميونيخ " ، حيث التحق بمدارسها ، ثم درس بجامعتها ، وبعد فترة رحل إلى جامعة " برلين " ، كي يتتلمذ على يد كبار علماء الفيزيقيا في عصره ، أمثال " هيرمان فون هيلمهولتز " ، " جوستاف كيرشوف " . وقد اهتم " بلانك " ، طوال حياته الحافلة ، اهتماماً خاصاً بالحرارة ، التي تعرف حالياً باسم الديناميكا الحرارية ، حتى إنه تقدم لنيل درجة الدكتوراه ، برسالة وأبحاث تدور جميعاً حول هذا الموضوع ، وكان من نتيجة ذلك ، أن أصبح أستاذا في جامعة " برلين " إثر وفاة " كيرشوف " وعلى النقيض
    من معظم العلماء ، لم يبرز التفكير العلمي ، الذي ينسب بالفخر في أيامنا هذه إلى صاحبه " بلانك " ، في رأس هذا العالم ، إلا بعد أن تقدم به العمر ، وبلغ 42 عاماً .
    ويتمثل هذا التفكير العلمي ، في توصله إلى اكتشاف النظرية الكمية للطاقة ، التي نال
    عنها جائزة " نوبل " عام 1918 . وكان " بلانك " أول من تحقق من حتمية وجود الطاقة التي تحملها جميع الموجات الكهرومعنطيسية ( مثل الضوء ، أو الحرارة ، أو موجات الراديو ) على هيئة حزم منفصلة ، أو كميات صغيرة جداً ، وأنها لا توجد موزعة على هيئة موجية مستمرة . وقد استعان على إثبات نظريته تلك ، بنظرية الجسيمات عن الضوء التي سبق أن لفظها " نيوتن " .
    واعترى " بلانك " شعور مزدوج من الخوف والقلق ، من جزء ما قد يترتب على إعلانه نظريته . وجعلته طبيعته الرقيقة - التي اكتسبها نتيجة انحداره من عائلة تمرست بمهنة المحاماة وغيرها من الوظائف المدنية - حذرا غاية الحذر أثناء حديثه ، حتى إنه جاهر بإيمانه الكامل بالنظرية التقليدية عن الإشعاع الكهرومغناطيسي ، كما فسرها " ماكسويل " ، رغم أن نظريته الخاصة ، أثبتت عدم صلاحية هذه النظريات التقليدية للتطبيق على الأطوال الموجية القصيرة . كما لم يكن مقتنعا بالصيغة الرياضية للنظرية الكمية ، حيث عرضت طاقة الإشعاع ، كناتج لضرب تردد الإشعاع في مقدار ثابت صغير . وكان " بلانك " مؤمناً إيمانا راسخاً ، بإمكانية الاستغناء عن هذا الثابت ، في حين أن هذا الثابت - ويسمى ثابت " بلانك " - يعد من الثوابت الأساسية في الطبيعة ( مثل المعادلة الخاصة بسرعة الضوء في الفراغ ) ، كما يعد أمرا ضروريا ، لتفهم طبيعة الذرات ، وكيفية امتصاصها للإشعاع ، أو ابتعاثها له .
    لذلك استولى الشعور بالضيق على بلانك ، عندما انتصرت نظريته الكمية ، ولكن على يد موظف سويسري نشرها في بحث عن النظرية النسبية ، ولم يكن ذلك الموظف السويسري ، سوى " ألبرت أينشتين " . وبعد هذه البداية السيئة ، نشأت صداقة حميمة بين الشاب الشغوف بالعلم " أينشتين " و " ماكس بلانك " ، الذي كان في منتصف العمر آنذاك . ويحكي أن الجيران ، كثيرا ما سمعوهما يعزفان الموسيقى سويا ، فيقوم " أينشتين " بالعزف على الكمان ، ويصاحبه بلانك باللعب على البيان ( البيانو)
    وربما كانت هذه الصداقة ، وكذلك ثقة " بلانك " في الله ، هما السبب وراء صموده
    أمام المحاكمات العديدة التي استهدفت إدانته في حياته . واستمر " بلانك " في تدريس علم الفيزيقيا في جامعة " برلين " ، التي كانت تتدهور وتنقرض يوما بعد الآخر كما كان يزور " هتلر " باستمرار باعتباره سكرتير الأكاديمية الألمانية للعلوم ، حتى بلغ من العمر 70 عاماً وكان من المحزن " لبلانك " وللجهود العلمية الألمانية عموماً أن يفر عدد كبير من العلماء - كان " أينشتين " واحد منهم - من حكم النازي ، كما كان
    من الأمور الباعثة على حزنه الشديد أن يدان " إروين " ابنه كشريك في إحدى المؤامرات التي دبرت لاغتيال هتلر . وكان أشق ما عاناه " ماكس بلانك " في حياته شعور الأسف العميق على الصدع الذي كان يعتقد أن نظريته قد أحدثتة في علم الفيزيقا وحتى وفاته - وقد اقترب عمره من التسعين - داوم على الجهاد للتوفيق بين الفيزيقا التقليدية التي آمن بها وقام على تدريسها ، وبين الفيزيقا الحديثة التي أرسى قواعدها
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04979 seconds with 11 queries