عرض مشاركة واحدة
قديم 10/08/2007   #5
شب و شيخ الشباب أسير التشرد
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ أسير التشرد
أسير التشرد is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
ع سطح القمر (كندا)
مشاركات:
3,811

افتراضي


كان الاصرار الاميركي في التدخل في الحرب قد جرت تقوية اسبابه بعد حملة استهداف السفن النفطية في الخليج والتي بدأت بوادرها عام 1981 ولم يقتصر الهجوم على ناقلات البلدين بل امتد ذلك الى ناقلات دول اخرى في الخليج حيث هاجمت ايران ناقلة نفطية كويتية في البحرين في 13 أيار/مايو 1984 وسعودية في المياه السعودية بتاريخ 16 أيار/مايو 1984.

بدأت اسعار التأمين على الناقلات ترتفع مع ارتفاع عدد الناقلات النفطية المستهدفة والتي وصل عددها الى 546 ناقلة قتل بسبب استهدافها 430 عاملاً مدنيًا على متنها وكانت الكويت اكثر الدول تأثرًا بالاستهداف الايراني لها الامر الذي دعاها في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر 1986 قوات دولية لحماية ناقلاتها وقد وافق الاتحاد السوفيتي على القيام بهذه المهمة منذ عام 1987 فيما عرضت الولايات المتحدة على الكويت امكانية رفعها لعلم الولايات المتحدة على الناقلات الكويتية اعتبارًا من 7 آذار/مارس 1987 من خلال عملية (ايرنست ويل) و عملية (الفرصة الرئيسة). ووفقًا للقانون الدولي فان استهداف السفن التي ترفع علم دولة ما يعني استهداف تلك الدولة وكان على ايران ان تعلم ان استهداف الناقلات النفطية الكويتية وهي ترفع العلم الاميركي يعني استهداف الولايات المتحدة الاميركية والاخيرة لديها حق الرد وهنا بدء فصل اخر من فصول هذه الحرب الطويلة.

نتيجة لقرار الولايات المتحدة الاميركية لرفع الاعلام الامريكية على السفن الكويتية، استفاد العراق استفادة كبيرة لان الناقلات الكويتية التي ترفع العلم الامريكي استخدمت الموانئ العراقية ايضًا وفي المقابل قامت القوات العراقية في محاولة منها في عزل ايران باستهداف ناقلة ( يو اس ستراك) في 17 أيار/مايو 1987 وقد اسفرت العملية عن قتل 37 اميركيًا واصابة 21 ولكن الولايات المتحدة غضت الطرف في محاولة منها عدم تشتيت جهودها لعزل ايران لأن ذلك كان هدفها الرئيس.

تحت بند حماية الولايات المتحدة اطلقت اميركا في تشرين الأول / اكتوبر 1987 عملية عسكرية استهدفت البنية التحتية للموانئ النفطية الايرانية بعد قيام ايران باستهداف الناقلات الكويتية رغم رفعها للعلم الاميركي. وفي 18 نيسان/أبريل اطلقت اميركا عملية انتقامية اخرى ضد ايران بعد استهداف الاخيرة للناقلة الاميركية (يو اس اس سامويل روبرتس) وقد كانت تلك اكبر عملية تخوضها الولايات المتحدة الاميركية في البحر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث تم تدمير ناقلتين ايرانيتين فيما اسقطت طائرة هيلكوبتر اميركية قتل على متنها طياران وتواصل الشد والجذب بين ايران واميركا على خلفية هذه الحرب.

مع نهاية هذا الحرب كان واضحًا ان الطرفين لم ينجحا في خططهما فكان القرار لصالح اطلاق حرب المدن من جديد فيما اكتفى الايرانيون بالدفاع وكانت تلك الفترة من اهم فترات الحرب كون قوات البلدين قد حصلتا على خبرة كافية والمواجهات في مجملها تكتيكية و الاسلحة المستخدمة اكثر تقدمًا وقوة وبدأ الطيران العراقي باستهداف العاصمة طهران فيما بدأت ايران الرد بصواريخ سكود ضد بغداد واكتفى العراق بالرد بالطائرات حتى بداية عام 1988.

في تشرين الأول/اكتوبر 1986 استهدف العراق قطارًا مدنيًا موقعًا الكثير من القتلى، إضافة الى طائرة بوينغ ايرانية في مطار شيراز الدولي وردت ايران بضربة قوية ضد مدرسة بلاط الشهداء العراقية موقعة القتلى في صفوف الاطفال وبالقرب من نهاية الحرب اطلقت ايران عملية كربلاء 5 حيث امتدت العملية 42 يومًا استهدف فيها 65 مدينة عراقية و 226 قرية فرد العراق هذه المرة بصواريخ الحسين (سكود) على 8 مدن ايرانية مستهدفًا مدرسة ايرانية ثانوية قتل فيها 65 شابًا في رد على استهداف بلاط الشهداء.

قدم العراق بعد هذه السنوات عرضًا هو العودة الى الحدود السابقة على شط العرب وقد احست ايران المعزولة ان هذا العرض يمكن القبول به وقد قبلت في 8 آب/أغسطس على عرض بوقف اطلاق النار اعتبارًا من 20 اغسطس 1988 ولكن العراق لم يعد جزء ايران من شط العرب الا في مرحلة لاحقة.

كان الحسم العراقي واضحًا في نهاية الحرب ومن ذلك نذكر اعادة مدينة الفاو المحتلة من قبل ايران ومركز شبه جزيرة الفاو منذ عام 1986 الى السيطرة العراقية من جديد في 18 نيسان (ابريل) 1988 حيث تضم شبه الجزيرة تلك على ام قصر احدى اهم الموانئ العراقية.

كان موقع الفاو الاستراتيجي واحدًا من مفاتيح الحرب العراقية الايرانية على الرغم من وجود شط العرب وكان محورًا لكثير من المواجهات العراقية الايرانية اثناء الحرب وقد نجح الايرانيون في السيطرة على المدينة الرئيسة التي تحولت الى مدينة اشباح.

كان الايرانيون قد اطلقوا في 11 شباط (فبراير) 1986 عملية رئيسة مفاجئة وقد نجحت في السيطرة على المدينة مستفيدة من ضعف القوات العراقية غير المدربة المتمركزة هناك حيث كانت اغلب تلك القوات مكونة من (الجيش الشعبي) بقيادة طه ياسين رمضان احد مساعدي الرئيس العراقي صدام حسين وكان انهيار تلك القوات في وقت قصير امرًا متوقعًا لعدم خبرتها وعدم خبرة قائدها ايضًا.

كان احتلال الفاو باعتبارها منطقة عراقية هو العملية الايرانية الناجحة الوحيدة التي تتم من هجمة واحدة طوال الحرب وكان نجاح تلك العملية يعني ان وضع مدينة البصرة اصبح خطرًا وهو ما كانت تبحث عنه القوات الايرانية منذ سنوات، وقد استخدمت ايران شبه جزيرة الفاو لإطلاق صواريخها تجاه ناقلات النفط وضد الكويت التي ساندت العراق خلال الحرب.

في 17 نيسان/أبريل 1988 بدأت القوات العراقية عملية (رمضان مبارك) بقيادة وزير الدفاع العراقي السابق عدنان خير الله الذي قتل في سقوط مروحيته فيما بعد وهو اخ زوجة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وقد وضع العراق 100 الف من جنوده في هذه العملية جلهم من الحرس الجمهوري في مقابل 15 الف من جنود الدرجة الثانية في الباسيج الايراني وكان الهجوم العراقي خليطا من الضربات الجوية والتقدم البري بالاضافة الى الاسلحة الكيمياوية وخصوصا ان العراق قد وجد نفسه خاسرا لـ 53 الف جندي عراقي خلال المعركة وهي خسارة فادحة في مقابل 15 الف جندي ايراني فقط يتمركزون في المدينة.وقد استغرقت عملية التحرير 35 ساعة حيث نجحت القوات العراقية في السيطرة على المعدات الايرانية في الجزيرة فيما قرر الرئيس العراقي الاحتفال بـ 17 ابريل من كل عام على انه يوم تحرير الفاو باعتبارها (بوابة النصر العظيم).
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08594 seconds with 11 queries