الموضوع: الانتماء
عرض مشاركة واحدة
قديم 10/02/2008   #2
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : yass عرض المشاركة
لو بحثنا في دراسات علم النفس عن معنى للانتماء لوجدنا الكثير من الأبحاث و الدراسات و أطروحات الدكتوراه عن هذا الموضوع, و على الأغلب سنجد أن جميعها تتفق على تعريف الانتماء كشعور غريزي يبدأ لحظة الولادة, إذ أن الطفل ينتمي للوسط العائلي بشكل عام و الأم بشكل خاص لأن هذه الأم تقدّم له ما يحتاج من رعاية و غذاء. فنجده مطمئنا في حضن أمه و قد يبدأ بالبكاء و الصراخ إن تركته أمه و أخذه في الأحضان شخص من خارج وسطه الانتمائي الأولي. لعله من المبالغة القول أن هذا البكاء الناتج عن ترك حضن الأم هو أبسط أشكال أزمة الاغتراب.... و قد لا يكون مبالغة.

في مراحل الحياة التالية يكبر الوسط الانتمائي للطفل و يتشعّب و يتعقّد, فيبدأ بالتوسع في الوسط العائلي ثم أصدقاء اللعب ثم زملاء المدرسة.... الخ, و في كثير من المراحل لا يمكن للشخص تعريف وسطه الانتمائي و تعليل انتمائه له.

إن الانتماء بشكل أساسي و رئيس هو عملية نفسو-تعليمية (بسيكو كوغنيتيف) تهدف إلى إقامة علاقات مادية و نفسية مع أشخاص بهدف أساسي هو الشعور بالراحة و الأمان و الاكتفاء الكامل أو الجزئي, فالطفل في أعوامه الأولى ينتمي لمجموعة أطفال لأنهم يحبون نفس اللعبة مثلا أو يشتركون في متابعة مسلسل أفلام كرتون معيّن... الخ و قد يكون هذا العامل المشترك هو الرابط الذي جمعهم منذ البداية و قد يكون حاجزا يفترض على طفل آخر تجاوزه لكي ينضم لهذه المجموعة, أي لكي ينتمي, فهذا الطفل قد لا يكون من هواة لعبة معينة أو قد لا يعرف لعبها لكنه لا شعوريا يجتهد في تعلمها و إتقانها بقصد الانتماء إلى المجموعة التي تمارس هذه اللعبة, هذا أبسط أشكال التكيّف الاجتماعي و أولها.

في مرحلة تالية من العمر يبدأ الانتماء الاصطفائي أو الانتقائي الذاتي و الخارجي, و في هذه المرحلة قد تظهر أولى أزمات الانتماء, فالطفل عند دخوله المدرسة ينتمي إلى وسط انتمائي كبير هو مجموعة طلاب هذه المدرسة, و ضمن هذا الوسط الكبير هناك وسط أصغر هو الطلاب الزملاء في الصف, و ضمن هذه المجموعة الأصغر هناك مجموعة أصغر و هي مجموعة الأصدقاء الأقرب في الصف (الشلّة). الانتماء الاصطفائي الذاتي يبدأ لحظة توسّع الخيارات الانتمائية لدى الطفل, فقبل دخول المدرسة قد يكون محكوما بضيق أو قلة الخيارات لديه, فهناك أطفال الجيران و أبناء أصدقاء أهله فقط, لكن في المدرسة الأفق أوسع و الخيارات المتاحة أكبر, لذلك تبدأ العملية الاصطفائية الذاتية في البحث عن المجموعة الأكثر إثارة للانتباه و التي تقدّم إغراءات أكبر للطفل, و تبدأ هنا أيضا عملية الانتقاء الخارجي, فالأهل يمنعون الطفل من الدخول في مجموعة قد لا تناسب ما هو بالنسبة لهم صحيح, و حسب الأساس الثقافي أو الاجتماعي أو العقائدي للأهل فسوف يختارون ما هو صحيح برأيهم. قد يبدأ الاصطفاء الخارجي قبل هذه المرحلة, عند انتقاء الأهل المدرسة التي يريدون ان يدرس فيها الطفل, و هذا الانتقاء في كثير من الأحيان لا علاقة له بالمستوى التعليمي أو الدراسي و إنما تكون هناك عوامل أخرى, طبقية و عقائدية و حتى عائلية و اجتماعية.

إن هذه الخطوات الاجتماعية الأولى في حياة الطفل هي نفسها تتكرر في حياته بعد بلوغه, تختلف المسميات و العوامل و طريقة الانتماء لكن الأساس واحد, فالشخص ينتمي إلى مجموعة تناسب فكره (أو يقولب فكره ولو حتى ظاهريا حسب المجموعة التي سوف ينتمي إليها لأسباب مباشرة أو غير مباشرة) و يشعر فيها بالأمان و تناسب وسطه الاجتماعي المحيط و لا تتعارض مع قيم هذا المجتمع و عاداته و تقاليده, أو على الأقل لا يصل هذا التعارض حد الصدام.

لكن ,ما يبدو واضحا و بسيط الفهم بالنسبة للطفل من حيث الانتماء المتعدد المختلف الأوساط من حيث الانتماء لمجموعة طلاب المدرسة كمجموعة كبرى, و داخلها مجموعة طلاب الصف, و داخل هذه الأخيرة مجموعة أصدقائه ضمن طلاب الصف قد لا يكون بهذا الوضوح بالنسبة للبالغ, فهو ينتمي لمجموعات قد تتضارب فكريا بشكل أساسي أو مفتعل مما يسبب له أزمة انتماء. و أريد أن أخص في هذه الحالة أزمة الانتماء الوطني, القومي و الديني في مجتمعنا, فالتضارب قد لا يكون ضروريا و لا حتميا انما هو ناتج عن عوامل منها الجهل و منها ضبابية الوصف الانتمائي و منها تأثيرات فكرية خارجية قد تؤدي الى تضارب المجموعات الانتمائية حيث لم يكن من اللازم أو المفترض أن يكون هناك تضارب.

ان أكبر أسباب أزمة الانتماء عند الإنسان هو اتخاذ الفكر أو التيار السياسي أو العقيدة كمحيط انتمائي أساسي. و هذا يكون مسببا على الأغلب من قبل بعض الاعتبارات القالبية كالفكر القومي بأنواعه العديدة. حيث أن الفكر القومي هو أكبر نقيض الفكر الوطني المبسط من حيث انه عاجز عن الامتناع عن إعطاء هوية معينة للمجتمع "المثالي" و المواطن "المثالي" الذي يعيش في هذا المجتمع و اعتبار من يخرج عن هذه المثالية "حالة شاذة" أو في أحسن الأحوال "وضع خاص" مما يؤدي بشكل حتمي إنشاء غيتو من نوع ما ردا على هذا الإقصاء مهما كان هذا الإقصاء ممكيجا أو مموها. و كمثال يمكننا أن نورد الفكر القومي العربي الذي هو برأيي فكر مشّوه و يناقض نفسه لكن ليس هذا مهما بالنسبة لموضوعنا. الفكر القومي العربي يتحدث عن مجتمع "عربي" و مواطن "عربي" بصفات و مميزات معينة منها اللغة و التاريخ و الآمال و التطلعات ...الخ. ضمن الفكر العربي هناك التيار الغالب و هو الفكر القومي العربي الاشتراكي الذي يضيف فكرة الاشتراكية بشكل ممسوخ على كل ما ذكرناه سابقا.

اسقاط الفكر القومي العربي على مجتمع متنوع و مختلط كالسوري خلق مشاكل عديدة جدا أكبرها و أهمها هو تدمير الهوية الوطنية السورية تماما لصالح فكر قومي نقيض آخر وهو الفكر القومي السوري و هو فكر اقصائي كالعربي تماما, فكل فكر قومي هو ناتج عن فكر قومي آخر, و الخاسر الأكبر هو الفكر الوطني ببساطته ووضوحه و شموليته. فالفكر القومي السوري كان ناتجا عن رفض القولبة القومية العربية, و على مدى عقود طويلة كانوا أعداء فكريا و سياسيا. و من المضحك رؤية تصالحهما الحالي و "اختفاء" صراعهما الفكري و العقائدي و السياسي على مدى عقود من أدبيات كلا الفكرين.

الفكر القومي هو مسبب أساسي لأزمة الانتماء. من الخطأ, بل من سوء النية, اعطاء صفات لازمة للمجتمع عدا مجتمع القيم, القيم الناتجة عن خبرة التعايش المشترك و التي تضمن الانتماء الكامل لكل أفراد المجتمع, و هي الطريقة الوحيدة لعدم تضارب محاور الانتماء لدى المواطن. فبالنسبة للمجتمع السوري مثلا, من المفترض أن يكون المواطن السوري هو سوري و فقط بدون أي صفات أخرى لازمة, كل الأمور الأخرى انما هي حرية شخصية و انتمائية ثانوية أمام الانتماء الوطني. فالطفل لا يتضارب عنده الانتماء الأسري و الانتماء لمجموعة أصدقائه و مدرسته, و لا يعقل أن يكون الأطفال أذكى من البالغين.









Yass


يسلموا معلم
بس الي سؤال صغير هلا
انو كلامك صحيح اوكي بس تعا اليوم على ارض الواقع
قبل كم يوم اممي عمل استفتاء وما شاء الله شو طلعت نتيجة منه
يعني بمعنى اخر انتماء تلت رباع البشر هو مش سوريا
وهو انتماء اما عشائري او طائفي واحيانا بيروح لبلد تاني كمان
فبهالحالة كيف بدك تقنع هالبشر انو انتماءكون هوي سوريا وسوريا اولا وثانيا وثالثا مش الدين ولا العشيرة ولاالطائفة ولا الوطن اللي مساحته 14 مليون كم مربع (طبعا كانتماء اول )



تحياتي

وحياة سواد عينيك يا حبيبي غيرك ما يحلالي
we ask syrian goverment to stop panding akhawia
نقسم سنبقى لاننا وارضنا والحق اكثرية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04749 seconds with 11 queries