[Abu ToNi]

القيسارية

القيساريات تعد أحد اشكال المنشآت التجارية والحرفية ، وهي من اقدم انواع المنشآت التجارية في المدينة التراثية حلب
فكان وجودها ضرورة لتلبية حاجات المجتمع ، فكان اول نشوء لها في العصور الرومانية كمراكز لجباية الحرير الطبيعي القادم من الصين .
واستُمرّ بانشائها في العصور الاسلامية لتمارس أدواراً اساسية في التجارة والصناعة واحيانا أدواراً ثانوية كسكن مؤقت لبعض العائلات الفقيرة .

1- مفهوم القيسارية :
القيسارية مصطلح غير عربي دخل اللغة العربي منذ القدم ( صراحة ما عرفت من امتى بالتحديد )
مشتق من اسم قيصر او قيصرية ( لازم سيزار يكون هلق انسبط )
وهذه التسمية أطلقت على الخان الصغير في العصر العباسي الحاوي في داخله على دكاكين ومعامل تضم ورشات عمل صغيرة ومتنوعة
جمع الكلمة ( قيساريات )
ذكرها الغزي في كتابه ( نهر الذهب في تاريخ حلب ) " في مشروع اسكنره وارفعه على الأخوية بعد فترة "
تم ذكرها في الكتاب الاخير تحت اسم قاساريّة ، وهي ابنية ابنية تختص بالتجارة والصناعة معاً ، كما يحتوي بعضها غرفا لاقامة الغرباء والصنعاء من العمال .
وبما ان حلب كانت ومازالت " والله يجعلها تستمر " مشتهرة بصناعة النسيح فقد كانت القيساريات مجمعات من لانوال النسيج التقليدي .

الشكل المعماري :
القيسارية هي احد اشكال المنشآت التجارية الحالية وهي مجموعة من المحلات والغرف تفتح على فناء داخلي وتتوزع على طابقين واحيانا نحتوي على قبو بئر ماء .
الموقع :
تنقسم القيساريات في مدينة حلب إلى نوعين :
1- القيساريات الواقعة في قلب الاسواق : تختص بتجارة البضائع الثمينة بشكل اساسي مثال عنها : قيسارية الحكاكين وقيسارية الصاغة في حلب
2- القيساريات الواقعة خارج الأسواق والأسوار : تقوم بشكل اساسي بتصنيع وتجارة السلع الكمالية وظهرت هذه القيساريات في القرن الثامن عشر 1700 في أطراق الاسواق والمدينة مثال عنها : قيسارية النسيج والسجاد الموجودة في الجديدة والقسطل حرامي بحلب .

واقع القيساريات في مدينة حلب :
تعاني القيساريات اليوم تدهور في بنيتها الفيزيائية وتعود اسباب هذا التدهور إلى عدة عوامل بحسب ما سألت أهل المنطقة ويمكن حصر العوامل ب :
الإهمال الحكومي ، تعديات معمارية وانشائية ، سوء الاستخدام ، قصور بعض القوانين ( الملكية والايجار ) على حماية القيساريات ، غياب القوانين الصارمة المخصصة بحماية التراث المعماري ، التساهل في تطبيق نظام مخالفات البناء في حلب القديمة بشكل خاص .

توزع القيساريات في مدينة حلب :
بلغ عدد القيساريات في مدينة حلب القديمة " داخل اسوارها وخارجها " في بداية القرن الماضي اكثر من خمسين قيسارية وذلك بحسب المراجع القديمة اما المراجع الحالية فتشتمل على 34 قيسارية .
توزعها مبيّن وفق الجدول التالي .

جدول توزع القيساريات في مدينة حلب


العدد 50 ليس بالعدد الغريب او الكبير بالنسبة لمدينة مثل مدينة حلب والجدير بالذكر اثناء بحثي عن الموضوع وجدت رحالة فرنسي يدعى " دارفيو " يذكر ان في نهاية القرن السابع عشر 1600 كان هنالك 187 قيسارية مقابل 68 خاناً !!!!!
وضع القيساريات الحالي يبيّن مدى التدهور التي وصلت إليه ، من اهمال وتغييرات ناتجة عن ترميمات خاطئة وتبدلات في طبيعتها ووظيفتها .
حاليا يستخدم قسم كتبير منها كمستودعات تجارية .

باب قيسارية الفرايين وقد تكونت طبقة سميكة وسوداء من الملصقات والاوساخ على الحجارة


قيسارية الفرايين وطلاء العناصر التزيينية بمواد الدهان الحديثة


بروز مظلات على حساب الفناء الداخلي مما يزيد من اختناقه


قيسارية الحكايين وتجمع للكتل البيتونية المخالف لقوانين البناء


اهتراء العناصر المعدنية الحاملة للظفر في قيسارية الحكايين


الواجهة الخارجية لاحدى القيساريات وقد حجبت مادة الطلاء الالوان الاصلية للحجارة


صور لقيسارية الجلبي بما فيها من فوضى


تدهور الحالة الانشائية لاحدى القيساريات في القسم الحامل للغرف في الطابق الاول


سوء حالة الكشك الخشبي


قيسارية العلبية ونمو النباتات على جدران القيسارية

المراجع :
1- الغزّي ، كامل البابي الحلبي ، نهر الذهب في تاريخ حلب ج3 صفحة 57 و 134
2- الأسدي ، خير الدين ، موسوعة حلب المقارنة ، ج6 طبعة ثانية منشورات جامعة حلب ، 1984 - 1985 ص 273 .
3- الأسدي : خير الدين ، أحياء حلب واسواقها ، تحقيق عبد الفتاح رواس قلعه جي ، دار قيبة ، دمشق 1990 ص 414 .
4- عثمان : محمد عبد الستار ، المدينة الاسلامية ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب 1988 الكويت صفحة 262 .
5- غاوبه هاينز ، خريطة معالم حلب الأثرية ن تعريق شوقي شعث 1998 .

تم انجاز هذا المقال بمساعدة عدة باحثين في التاريخ الشرقي
المقال غير منقول