عرض مشاركة واحدة
قديم 07/03/2008   #2
شب و شيخ الشباب اللامنتمي
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اللامنتمي
اللامنتمي is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
في عينيها !
مشاركات:
2,873

افتراضي





" 2 "




سـيدة ُ ُ جـميلة , متلفعـة ُ ُ بـِ عبـاءة ٍ من نـور , وجـهُها نـور


َ جـثت ْ على ركـبتيها أمامنـا !..


كان َ قد حَـل َ الظلام ...


وسـَكَب َ علينا القمـر ُ بعد َ تجليـه دفقـًا مُبهِـراً من فضتـه


َحـل َ النهـار ُ معها , أو حَـل َ بها , لا فرق


فـَ أمامنا تجلى كشـف ُ ُ عـجيب , شـاهدنا المعنى المتجسـد ِ للوجـود


الليـل ُ والنهـار في وقت ٍ واحـد ومكان ٍ واحـد


ذلك َ يملأ ُ أنفاسـنا , أعـيننا , وأرواحـنا بـِ الحـقيقة



صرخـت ُ مُتوجـِدا ً :


_ الشمـس ُ والقمـر اجـتمعا معـًا في سـمائنا وعلى أرضـنا . إنه النهـار , إنه النـور .


- مجـنون , أنت َ مهووس , اصمـت .


- أقسـم بـِ كُـل ِ شـيء ٍ مُقـدس إنها الشمـس


وأن َ القمـر بـِ وجهـه ِ الحزين


و الذي يُطل ُ علينا الآن , ينظـر ُ إليها بـِ انكسـار .


نظروا لي بـِ سُـخرية ٍ مؤلمـة


سـمعتهم يتحدثون َ بـِ عبارات ِ تهكـم ٍ موجعـة


أحـدهم قال :


- هذا سـحر , لقد أتاكـم بـِ شـعوذة ِ الأوليـن لـِ يطمـس َ الحـقيقة


جـاوبه ُ شـَيخ ُ ُ بـِ صوت ٍ جـهوري , وبـِ نبرة ٍ كُـلها وعـيد :


- يريـد ُ أن يجردنـا من عقولنـا , أرجـموه وفي اللهيب ِ ضعوه


َعل َ الله يبعـد ُ عنا هذا البـلاء , ويخلصنا من هذا الـ شـيء !..


- صدقونـي , أنا مثلكـم مأخـوذ ُ ُ بما أشـاهد


تأملـوا , انظـروا بـِ أعينكـم


الكـون ُ محـبة , الحـب ُ منثور ُ ُ في كُـل ِ ذرة ٍ فيـه


تنفسـوا هذه ِ النعمة , فقد تتلبسـكم , تحـِل ُ بكم , تحتلكـم


إنـه ُ النهـار , إنـه ُ النـور .


شـاهدت ُ نظرات ُ الخـوف ِ في أعينهـم , تسكنهم بـِ بؤس ٍ وفـزع


وحِـقد ٍ يكـاد ُ يمزق ُ سـَكينتي ووجـدي .


فجـأة ! سـمعناها تتأوه , أنينهـا كـاد َ يخنقنـا


قالت بـِ صوت مُرتعش :


_ أمكـتوب ُ ُ علينا الفـراق ؟ أقـدري معك َ أن احـترق بأشـواقي ؟


في رحـلة ٍ تأخذني بعيـدا ً عنك , بعيـداً جـِداً


وحـين َ يبتسـم لنا القـدر ألقـاك َ على عَجَـل


في مصافحـة ٍ لا تسـمح ُ لي بـِ احـتضانك


جـاوبت دموعـه ُ الفضيـة حـبات ِ الخـرز ِ الذهبيـة التي جـادت بها


تنازل َ قليـلاً عن مكانـه , تكـور , ثم َ تشـظى .


جـمع َ ذراتـه ِ المتطايـرة لـِ يتشـكل َ رجـلاً , متلفعـًا بـِ عباءة ٍ سـوداء


وقبـل َ أن يسـمو أمامنا , أمامها , بنا , في مشـهد ٍ لا يتكـرر .


أخـذت ُ أصيـح ُ مذهـولاً :


_ لا يُعقـل , يا الله ...... إنه ُ النـور , إنه النهـار .




*********************




" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03092 seconds with 11 queries