عرض مشاركة واحدة
قديم 24/08/2006   #13
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي 11- المسؤول يضع نفسه في يد الله:


المسؤول يعمل في حقل الله. لذلك يجب أن يعتبر دوماً عمله وسيلة غايتها الله. النشاطات .. كلها تفقد فائدتها ومعناها إذا أصبحت غاية بحد ذاتها، فالطريق لا تسمى طريقاً إلا إذا استقطبها هدف.
لذا فالمسؤول الحق يكرس ذاته ويكرس عمله لله. إنه يضع ذاته ويضع عمله في يد الله وتحت نظره.
إن اكتساب الصفات التي لا بد منها للرئيس والتي ذكرناها آنفًا من انكار للذات وتجرد وتواضع وانفتاح وتفهم وصبر... والتي تعود كلها إلى المحبة كإلى ينبوعها، إن اكتساب هذه الصفات وتلك المحبة يفترض أن يعيش المسؤول في إلفة مع الله الذي هو محبة، أن يتتلمذ وينفتح لتلك المحبة المطلقة التي تجلت لنا إلى أبعد حد في المسيح يسوع والتي أعطينا أن نصبح لها مساهمين في الروح القدس: "فان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس..."
المسؤول الحق هو من قبل في كل لحظة دينونة وتقويم محبة الله الكاملة لمحبته الناقصة المتعثرة.
يجب أن لا يغرب عن بال المسؤول أنه يحمل كنز الكلمة الإلهية والدعوة السامية التي دعي اليها "في إناء خزفي" على حد تعبير الرسول. هناك تجربة تهدده إذ ربما شعر انه ضعف روحيًا أو ارتكب زلة، فعوض أن ينهض بالتوبة، يترك كل شيء متعللاً بأنه لم يعد أهلاً لمسؤوليته. ان في موقف كهذا لخطر روحي، لأن كثيرًا ما يستتر فيه وراء التواضع الظاهر، كبرياء خفية ورغبة محجوبة في التهرب من العمل والجهاد. لا يمكن للمسؤول أن يقول انني ضعيف وخاطئ، إذًا أترك خدمة الله، كأننا نحن الذين اخترنا الله وليس هو الذي اختارنا والذي يُظهر قوته المشعّة والمحيية في ضعفنا وحقارتنا، وينقذ بنا آخرين فيما نحتاج نحن في كل لحظة إلى الخلاص. قد يكون هذا بدء الفتور والإنهيار عند البعض من أفضل المسؤولين أن يجتاحهم شعور الكره لأنفسهم والإشمئزاز من عملهم لأنهم لم يحققوا الغاية التي كانوا يصبون اليها. ولكن برنانوس Bernanos يقول بحق: "أنه أسهل مما يتصورون أن يكره الإنسان ذاته، النعمة هي أن ينساها". قد لا يكون كره الذات سوى مظهر للنرجسية، نتيجة خيبة الأنا الذي لم يحقق الصورة المثالية التي كان يرسمها عن نفسه. ولكن المسؤول الحق لا ينشغل بأناه وبكمال هذا الأنا، انما شغله الشاغل التلبية الحبية لنداء الله. لذا فانه لا يهتم فوق اللازم بتخبطات قلبه لأنه منشغل عنها بالإصغاء إلى دعوة الله: "وأن بكتتنا قلوبنا، فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء" (1 يو3: 20).
المسؤول الذي يعي قلة أهليته للرسالة التي دعي إليها، الذي يشعر بالتفاوت العظيم بين ما يصبو اليه وبين ما حققه بالفعل، الذي يعي كم العلاقات مع البشر صعبة أحياناً وكيف تفاجئنا من حين إلى حين أحداث لم نكن نتوقعها تعطل تصاميمنا إلى حد ما، المسؤول الذي يدرك أن شخصية كل ممن يهتم بهم لغز وأنه هو إلى حد ما لغز لنفسه، الذي يعرف صعوبة التحرر من الأنانية، المسؤول الذي خبر كل ذلك لن يستنتج منه، إذا كان بالفعل مؤمنًا، حلاًّ رخيصاً كالتخلي عن المسؤوليّة أو الاكتفاء بالقيام بها روتينيّاً انه بالعكس يستلهم من هذه المأساة ثقة متزايدة بالذي من أجله يعمل والذي منه وحده يستمد نورًا وقوة. مقياس الممكن وغير الممكن ليس بين يدينا ولكنه في يد الله الذي ليس أمر مستحيل لديه كما قال الكتاب. لقد كتب موروا Maurois: "نطاق الممكنات نطاق مطاط". هذا ينطبق بنوع خاص على المسؤول المسيحي الذي لا حد لإمكانياته سوى مقدار انفتاحه للنعمة الإلهية الخلاّقة: "إنني أستطيع كل شيء بالذي يقويني".

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03302 seconds with 11 queries