الموضوع: هزيمة واحدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 22/06/2009   #2
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


أسقط سماعة الهاتف واتجه صوب الباب فوجد والده متسمرا أمامه يرمفه بنظراته الدافئة ,,فتح ذراعيه له وارتمى عيسى كالطفل ينتحب,,,للمرة الأولى لا تخضع دمعاته للحسابات

- اعتدت دوما أن أجدكـ في أحلك اللحظات تقرع باب بيتي وتفتح ذراعيك كي استرد طفولتي,,,
  • ولكنك الان لم تسترد طفولتك يا طفلي الكبير ,,,كنت تسترد أحضانها وذكراها
- هل أعد لكـ قهوتك؟
  • تعال يا بني لا تتهرب من والدك ,,,وكأني بقلبك ما زال ينزف؟
- لا أعلم يا والدي ماذا علي أن افعل كي أشفى منها,,,أشعر أني المجرم والضحية,
  • عندما أحببتها تغيرت كثيرا’’’صرت أكثر هدوء غمرك الفرح أحببت الحياة
صارت عيناك أكثر دفئا وعباراتكـ مغلفة بالحب لكل ما حولكـ,,,حتى أنك نسيت وفاة أخيك التي منحتك حزنا مبكرا ووجعا لا ينطفئ

- علمتني أبجدية أكثر اتساعا من كل اللغات ولكني أخفقت في الحب ,,,
كانت لي كل الفصول ولم أكن لها سوى برد الشتاء واحتراق الصيف,,,غادرتها بكل نذالة,,, أجل يا والدي أتعلم كيف تركتها؟بلا أي مقدمات لماذا؟لأني عاجز عن العطاء
أخبرتها أني أعاني مشكلة كبيرة وأن مستقبلي انتهى والحياة ما عاد لها أي لون,,,
أخبرتها أني انتهيت وأن حكايتنا بترت ,,حاوتْ أن تستفهم وأن تلين قلبي عليها أن تسترجعني ,,بدأ الاستسلام يخيم على صفحة وجهها ,,,صرخت بها أني أحافظ على ما تبقى من أنفاسي لأجل والدي ولا يهمني أي أحد سواه,,,تخيل يا والدي لا أحد لا أحد ,,,كنت قاسيا كخنجرا لا يعرف إلا ضحيته التي عليه أن يغمد في صدرها دون أي تفكير ....مهمة بسيطة عليه أن يتمها وينهي كل شئ,,,,
تساءلت بانهيار:أولست تلك الآلهة التي تعبد؟فقلت لها أنت عاشقة من وهم بكت طويلا وانسحبتُ بكل جمود,,,لا بل قبل ذلك سألتها أن تسامحني قالت لي أنا اغفر لك ولكن كن بخير كن بخير لأجلي,,,
  • ولم فعلت هذا؟ لم لم تخبرني في وقتها بم فعلت؟ هل أنت عاشق من وهم؟

- والدي أرجوك دعني وحدي متعب أنا ,,احتاج للموت,,احتاج لموت بطئ,,,

انسحب إلى غرفته مخافا وراءه عالما من الظلال وحزنا لا ينتهي
حاول أن يكتب لها أن ينغمس في رائحتها أكثر وأكثر,,,كان صوتها يمنحه رعشة لذيذة ووقع ضحكتها كالموسيقى في أذنه ,,كلما رددتها أشعلت جذوة الحب في داخله وكأنها لم تنطقها قبل الساعة"أحبك أحبك وأكثر"
يااه كم اشتاقها وكم احتاجها ,,أغمض عينيه وغاص في النوم ليستيقظ على رنين هاتفه,,,

- لمياء كيف حالك
  • بخير هل نلتقي؟
- احتاج ان اراكِ انتظريني في المقهى سآتي حالا


ارتدى لابسه بسرعة وسرح شعره وخرج مسرعا الى المقهى الذي اعتاد الجلوس فيه وكان برفقتهم سامي,,,
  • ما بال عيونك منتفخة؟
- لا شئ ولكن ليلتي كانت قلقة
  • خيرا؟
- ليس هناك من سبب
  • ما رأيكم أن نذهب لزيارة المتحف بعد ان نشرب قهوتنا؟
- موافقون

يذهب ثلاثتهم يتضاحكون وينسى عيسى ليلته بكل ما كان فيها ومع ان المتحف يحتل بعضا من ذاكرته مع صبا الا انه قاومها ,,,فلمياء وسامي كانا سببا رئيسيا في ان يشفى منها وكلما جلس برفقتهما ينسى انه عشق تلك الفتاة,,,


يتبع

تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05641 seconds with 11 queries