عرض مشاركة واحدة
قديم 07/01/2008   #1
شب و شيخ الشباب saman
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ saman
saman is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
اليأس !
مشاركات:
2,220

إرسال خطاب MSN إلى saman إرسال خطاب Yahoo إلى saman
Thumbs up كل سنة وانتي سالمة يا حبيبتي ..!!


لي صديقة، هي صديقة حقيقية، بدليل أنني أفكر فيها دائماً شي بعقلي وشي بقلبي وشي بخيالي، ولكنني أعرف أنها تفكر فيني متل ما أنا بفكر فيها، وبتحس فيني متل ما أنا بحس فيها، وبتحبني متل ما أنا بحبها، وبتكتم أسراري متل ما بكتم أسرارهان وبتساعدني متل ما أنا بساعدها، ربما هي أمّ، لكنها ليست كتلك الأمهات اللواتي نشاهدهن في كتاب القراءة وملصقات التوعية والتنمية والتربية الحديثة، وإنما أم كتلك الأمهات اللواتي لا نستسيغ أن نقول عنهن بين قوسين أمهاتنا، بتحبنا وبتحن علينا وبتفرك لنا أذننا من بعد إذننا طبعاً، وبتصلي لنا وبتدعي لنا، وبتبوسنا بوسات خفيفة بتكركرنا وبتخلنا نضحك بسعادة، وكمان تقيلة بتشفط خدودنا، وبتعلم لنا بأسنانها على زنودنا مشان تساوي لنا ساعة حلوة، على الرغم من الوجع تبع عضة الأسنان وبتحضننا وبتدفينا وبتشرّبنا وبتطعمينا.

ربما هي أب، لكن ليست كالآباء المتعارف عليهم بحكم كونها امرأة، وعلى اعتبار أنَّ كل امرأة لطيفة حتى تثبت العكس، ولكنها أب بالنتيجة، تريد أن يمشي أبناؤها على دربهم خوفاً عليهم، لكنها لا تنتبه إلى أنَّ الأولاد الجيدين هم الذين يأتون بأفكار جديدة وأعمال جديدة، وبالتالي لهم شخصياتهم الجديدة والمستقلة، بس مصيرها حَ تنتبه وح تنبسط لما فيه الخير للأولاد وتفتخر فيهم. وفي هذه الحالة ربما تكون أختي، فهي تشغل لي بالي ليلا نهاراً، نجحتْ رسبتْ انخطبتْ فكتْ تجوزتْ جابتْ أولاد صبيان أو بنات، طلّقت ورجعت تجوزت، سافرت هاجرت اغتربت، وبكل الأحوال هي كمان بتفكر فيني وبتبعت لي أغراض من مغتربها وبتنيمني ببيتها وقت اللي بيقلعوني أهلي وبتعطيني مصاري ولو عالخفيف حسب إمكانيتها.

أو أخي الكبير اللي ما بشوفه، إلا وقت زنقاتي، واللي بيطلعني من المشاكل متل الشعرة من العجين، وبيخلصني من الأعادي وأولاد الحرام، وبعدين بيرجع لأعماله وبزنسه وبينساني وما بيعطيني من الجمل غير أدنه من بعد إذنه كمان.

وربما تكون ابنتي تلك الرومانسية التي تتسلى بباربيتها وفلتها وتمشط لها شعراتها وتلبسها كل دقيقة زياً جديداً كي تجعلها أجمل باربي في العالم وأحلى فلة بالشرق الأوسط.. أو ابني الملعون المشاغب لعيب الكراتيه والبوكس والفوتبول واللي ما بيجي منه غير وجع الراس وكسر القزاز مع كل حركة وكل أكشن.. بس يقبر قلبي ما أحلاه على اعتبار أنو القرد بعين أمه غزال، حتى لو أثبت العكس باليوم شي مليون مرة، وطلّع داروين صاحب كتاب أصل الأنواع من قبره شي ألف مرة باليوم.

ربما تكون حبيبتي وحلمي وحياتي وملهمتي ورفيقة دربي على حلوتي ومُرَّتي، وما أكثر المرّ المرير في أركاني. وفي كل الأحوال هي مخلوق لا أستطيع العيش دونه، وموقعها في علاقتي معها هو أنها سيدتي، لا لبس والتباس في شكل العلاقة بيننا، فهي الليدي التي تلف رجلا على رجل في حضرتي، وتستمع إلى أقوالي بأكابرية، وهي التي تهملني شكلياً وترميني في لجة الحياة فأظنها لا تحبني، ولكنها تكون من برجها العالي تتفرج علي وتراقبني، فتبتسم عندما أكون متميزاً، وتدق على الخشب كي لا أصاب بالعين، وتصلي على النبي العدنان في دواخلها العميقة لا بشفاه مستعرضة، فهي لا تهتم بأن أعرف أنها تحبني، بقدر ما تهتم بأن تحبني، تقلب خلقتها فيني وتدير ظهرها لي عندما أتحول إلى متلي متل غيري، فأفكر سريعاً فيما يحدث لي وأعود سريعاً إلى فعل ما يجعلها تهز برأسها وتبتسم لي بعينين ملتمعتين فرحتين.

سيدتي.. أمي أبي إخوتي أصدقائي حبيباتي.. قصدي حبيبات قلبي.. أولادي بناتي.. أولاد جيراني وجيراني.. سيدتي الحلوة الزعرة الملعونة الطيبة الفقيرة الغنية القاسية الحنونة.. كل عام وأنتِ بخير.. وتقبري قلبي بهالمناسبة.. كل سنة وأنتِ سالمة يا سيدتي.. يا سورية.

الكلُّ سفّاح و ابنُ سفّـاح
.
القومُ أبناء القومِ يا صــاح
.
عندهم الدّينُ زهقُ أرواح
.
والذّبحُ للنّاس نهجُ إصْلاح
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06572 seconds with 11 queries