عرض مشاركة واحدة
قديم 13/11/2007   #4
شب و شيخ الشباب ASH
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ ASH
ASH is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
للأسف مابعرف وين الله حاططني!!!
مشاركات:
3,680

إرسال خطاب MSN إلى ASH
سوريا الجزء الرابع


تضمَّنتْ مسرحية (المحطة) التي قُدّمت في 1973 نشيداً من أناشيد الإيمان. والمحطة حكاية بلدة في جرود الجبال، تعيش على هامش الدنيا، من الزراعة، تمر أيام سكانها برتابة مضجرة.
وعلى غير انتظار تصل إليها (وردة) سائلة عن محطة القطار. تنتشر الحكاية، ويعدها السكان محتالة أو مجنونة، ولكنها تصر على أن السكان زرعوا المحطة بطاطا، وأن القطار لا بد له من الوصول (مهما تأخر جايي. ما حدا بيعرف هلّي جايي). أمام (إيمانها) بحتمية وصول القطار يقتنع المجلسُ البلدي بالحكاية فتُشاد المحطة، ويضاف إليها الفندق لاستقبال الركاب، وتشتعل حمّى المضاربة بالأراضي وتنقلب حياة البلدة.. غير أن القطار لا يصل. وتثور شكوك الناس وغيرة النساء من (وردة) الدخيلة التي قلبت عقول الرجال، وتعلو المطالبة (بقتل المحطة)..
(نلاحظ أن الرحبانيين لا يستعملان كلمة (هدم) بل (قَتْل) الأمل الذي زرعته وردة).
وعندما يبدأ الأهالي (بقتل) المحطة ينطلق نشيد إيمان رحباني مدهش:
(مهما تأخر جايي.
ما بيضيع اللي جايي... إيماني ساطع يا بحر الليل. إيماني الشمس، المدى، والليل، ما بيتسكر إيماني. ولا بيتعب إيماني... أنا إيماني الفرح الوسيع. من خلف العواصف جايي ربيع. إذا كبرت أحزاني. ونسيني العمر التاني. إنتَ اللي ما بتنساني)..
هذه لمحة عجلى عن مفهوم الإيمان، كما تجلّى في بعض المسرحيات الرحبانية، لا تغني عن الاستماع إليها موسيقى وغناء بصوت التي لا يشبه صوتها صوت... فيروز.
السلطة والسلطان
في المسرح الغنائي الرحباني
تحتل السلطة التي يجسدها الحاكم (السلطان) مكاناً بارزاً في المسرح. ولما كان المسرح يعبر عن الواقع المحيط به، بقي (السلطان) الرحباني فرداً. قد لا يكون ملكاً أو إمبراطوراً فحسب، بل قد يكون (مختاراً) - أي عمدة - أو رئيس بلدية...
يبدو السلطان الفرد، في المسرح الرحباني، في سمات متنوعة. بعض كان سلطاناً من (إنتاج محلي)، ملكاً مستبداً، أبرز نماذجه الملك غَيْبون في مسرحية ناطورة المفاتيح، أو قد يكون (والياً) طريفاً من آل أشلوح، يثير السخرية، كما في (صح النوم). وقد يكون إمبراطوراً سابقاً هارباً من الانقلابيين الذين أطاحوه، ساعياً إلى العودة إلى السلطة، ولو بمساعدة ملهب المهرِّب، كما في (يعيش يعيش).
فَرضَ تنوّعُ نماذج (السلاطين) في الأعمال المسرحية الرحبانية، تنوعاً في أسلوب المعالجة المسرحية لهذه النماذج. غير أن السمة الغالبة للموقف الرحباني من السلطة وسلاطينها، ينطلق من فكرة جوهرية فحواها: (أن كل حكم في الأرض باطل) هذه الجملة التي تختتم مسرحية (لولو). بمعنى أن الحاكم مهما حاول إرضاء المحكومين - هذا إذا كانت لديه النية الحسنة - فإنه لن يتمكن من إرضائهم جميعاً، وسيبقى دائماً من يشعر بالظلم، وهو أمر لا يطيقه الرحبانيان. لذلك كان (السلطان) في مسرحهما موضع نقد لاذع أو موضع سخرية واستهزاء، أو موضع رثاء. لم ينج من هذا التناول إلا الحاكم الذي كان يقود بنفسه مقاومة شعبه للظلم والاحتلال، كما في أيام فخر الدين، مثلاً، الذي قاوم هيمنةَ العثمانيين. أو ملك مسرحية بترا الذي قاوم الرومان.
في مثل هذه المواقف يتناسى الرحبانيان حكمتهما بأن كل حكم في الأرض باطل.. ليتخذا جانب الحاكم المقاوم. نلاحظ تنوّع اللهجة الرحبانية في معالجة أمر الحاكم.
فإذا كان متسلطاً مستبداً، أو محتلاً تركّز اللهجة على المطالبة بالحرية، وتُقدّمها على ما عداها. وإذا كان (سلطة محلية)، مختار قرية، أو رئيس بلدية، تنحو اللهجة منحى فضح الفساد واستنكار التواطؤات ضد الفقراء والمهمشين من المواطنين. لم يوفر الرحبانيان (المؤسسات السلطوية) من النقد، حتى ولو لم يتمتع مجتمع المحكومين بمؤسسات تستحق هذه التسمية فعلاً. ففي (ناس من ورق) سخرية لاذعة من أساليب المرشحين إلى الندوة النيابية ومن نوعية الذين يفوزون بمقاعدها. وفي (الشخص) سخرية من السلطة القضائية تلامس حدود التجريح. وتفضح (العدالة) التي تسير (بسرعتين) - كما يقول الفرنسيون - سرعة للأثرياء وذوي النفوذ وسرعة للفقراء المسحوقين.
لعل أكثر المواقف الرحبانية لَبْساً (لا التباساً) من الحاكم ما تجلّى في مسرحية الشخص أو (بياعة البندورة) التي مَسْرحت مرحلةً مفصلية في تاريخ لبنان المعاصر، رأينا فيها الموقفَ الرحباني من الحاكم ينوس بين الإعجاب وإبراز إيجابياته، وبين السخرية من (حاشيته) والإشفاق عليه وكشف حدود مقدرته على حل قضايا البلد. ألم تختتم (بياعة البندورة) هذه المواطنة الفقيرة التي ظلمتها العدالة نفسها - المسرحية، بنجاحها في التسلل إلى غرفة الحاكم (الشخص) ليدور بينهما حوار يلخص أزمة الحاكم الفرد الذي يحكم دون مؤسسات منتخبة، فتعود خائبة الأمل وهي تنشد:
(جينا لحلاّل القصص تنحل قصتنا ولقينا في عنده قصية يا محلا قصتنا)..

卍»•ஐThere Is No SadnesS Without Joy,And There Is No Joy Without Pain ஐ•«卍
كيف اتوبك يا اطهر ذنوبي و اوقف عند حدي و انت ذنب لا غفره الله لي ولا لي عنه توبه
كتب الله أن تكون دمشق بك يبدأ وينتهي التكوين
أهي مجنونة بشوقي إليها هذه الشام أم أنا المجنون
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04222 seconds with 11 queries