عرض مشاركة واحدة
قديم 12/02/2008   #16
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


كنت أنوي أن أصمت كنت أريد أن انسى وأن أبدأ حياتي من جديد
صحيح أن الجروح التي تملأ اجسادنا وارواحنا تزاحم بعضها بعضا ً وتتراكم فوقنا كالتراب لكن الرغبة بتجاوزها كانت موجودة ، خاصة أنني لم اكن في يوم من الأيام جلادا ً ولن أكون
وأنتم الذين لم تكفوا يوما ً واحدا ً عن أن تكونوا الضحايا كان هذا يكفينا كنا نعض على الجروح بانتظار ان تأتي أوقات افضل وان تجد المشاكل حلولا بشكل ما ، لكن ..

أنا على يقين أن عددا ً كبيرا ً من الجلادين هم أيضا ً ضحايا لا أتحدث هنا عن المرضى والمعطوبين أو من لهم مصلحة ولكنني اتحدث عن الانسان الموجود في داخل كل جلاد وكيف استطاعت حالة القمع التي أريد لها ان تنتشر وتعمم جعلت هذا الانسان الموجود في الداخل يغفو أو يصم اذنيه وبمرور الوقت خدّر واصبح عاجزا ً عن المقاومة

كم أصبحت مشغولا ً بهؤلاء الجلادين : أي بشرهم ؟ هل يمكن أن يأكلو بالأيدي ذاتها التي كانوا يضربون بها ؟ وكيف تخرج الضحكات من نفس الأفواه التي قذقت هذا الكم الهائل من الشتائم البذيئة ؟ وتجاه من ؟

الجلاد لم يولد من الجدار ، ولم يهبط من الفضاء ، نحن الذين خلقناه ، نعم نحن الذي فعلنا ذلك وبإصرار ابله تماما كما خلق الأنسان القديم آلهته !خلقناه في البداية رغبة في النظام السهل ، ثم تواطأنا معه لأخافة الصغار والغرباء والأعداء إلى أن اصبحنا نتساءل عن مدى قدرته ومدى الحاجة إليه وعند ذلك بدأنا ننظر إليه بحذر ونصمت ثم بدأنا نخاف منه ونعلن إلى ان وصلنا إلى الامتثال والطاعة والرضا وأخيرا ً إلى التسليم !
ومثل الإله بعد ان خلق استقل وابتعد ثم اخذ يخلق لنفسه رموزه وشخوصه وطريقته في التعامل مع الآخرين اصبح وحده الذي يمنح البركة ووحده الذي ينزل العقاب وكل من يتساءل او يعترض فهو الآبق المارق الهرطوق
وهكذا توالت التقدمات له ثم الأضاحي والنذور ومنه تطلب المغفرة والبركة والرضا ومن لايمتثل او من يختلف فلابد ان يقاطع ثم يرجم ثم يحجر عليه وهكذا ولد السجن !
ومثلما بنى الأله اول سجونه دون أسوار فإن الأله الجديد بنى سجونا ً لا عد لها وسورها
وتماما مثلما الإله سخّر هذا الكم الهائل من الملائكة لكي تتجسس على البشر وتنقل أليه ليس فقط ما حصل وانما ما يدور في القلوب والعقول من رغبات وافكار وقبل ان تصبح فعلا ً هكذا تعلم الأقوياء أنهم بهذه الطريقة وحدها يستطيعون حماية انفسهم وان يواجهو اولئك الذين يريدون هدم ما شيّد خلال فترات طويلة
ولذلك بدل السجن الواحد اقيمت مئات السجون وبدل قوي واحد وجد أقوياء كثر وحسب حجوم تتلاءم مع أهميتهم وبهذه الطريقة توالت السجون واتسعت وامتدت ،فطغت على المدن وتجاورتها إلى ما ورائها وتزايدت إلى درجة بنى كل انسان لنفسه سجنا ً صغيرا ً يذهب إليه يوميا ً وبمحض رغبته للتعبد والتعود ولكي ينتهي من هذا الواجب الذي يثقل ضميره
ومثلما للحارس حارس آخر وللاثنين آمر للحرس فقد زاد الحراس إلى أن ملأوا المدينة وكان هؤلاء يتقاضون أجورهم من المحروسين ويوما ً بعد آخر اصبح الحراس هم الذين يفرضون ما يريدون فملأوا المدينة صمتا ً وضجيجا ً وملأوها طربا ً وبكاء ، واصبحو وحدهم الذين يحسب لهم كل حساب !
حين وصلت الأمور إلى هذا الحد ، قال الناس : وصلت النار إلى بيوتنا ! وبذلوا كل ما يستطيعون من اجل اطفاء النار وارضاء الذين يوقدونها ليلا ً لكي يوجهوها إلى أماكن أخرى ، إلى جهات أخرى ، لعل الحظ يسعفهم فلا تصل إلى بيوتهم ، لكن إذا وافق الذين الذين يشعلون النار ، فإن الريح قوية وعصية على أي ترويض وهكذا وصلت النار إلى كل البيوت وأغلب الأحيان بشكل مفاجئ لأن لا احد يحزر على الزوابع او يتحكم بها ولأن هؤلاء الذين يوقدون النار تتغير امزجتهم مع شروق كل شمس !
ثارت حرائق كثيرة ، قتلت اناسا ً لاعد لهم ، واطفئت حرائق كانت كبيرة ، وقيل ان امطار السماء تدخلت في الوقت المناسب وساعدت على اطفائها ! ووقعت حوادث كثيرة نسبت إلى مجهولين وطويت وقيل أن حوادث غيرها وقعت وحين لم يعرف فاعلوها نسبت إلى من يحتمل ان يكون " الفعلة والمحرضون " واقتص منهم !


يتبع ...


انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03763 seconds with 11 queries