عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #48
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


وهنا صارت اللغة أكثر صرامةً وقال الله للمسلمين ألا يتخذوا الكافرين أولياء حتى يسلموا ويحاربوا في سبيل الله، فإن رفضوا، فخذوهم واقتلوهم ( لرفضهم الإسلام والجهاد في سبيل الله). ثم كرر ألا نتخذهم أولياء، والتكرار عادة يكون للتوكيد.
واستمر نزول الأوامر بعدم اتخاذ الكافرين أولياء: " الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً "[30]. فإن كانت موالاتنا للكفار لنجد عندهم العزة فلن يكون ذلك لأن العزة لله جميعاً، فليس هناك، إذاً، أي سبب يجعلنا نواليهم.
وتستمر الأوامر بعدم مولاة الكافرين: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبيناً "[31]. فهنا مرة أخرى نجد تهديداً، ولكنه مبطن، إن والينا الكافرين سنجعل لله عذراً بيناً ليعذبنا.
ويشكك الله في إيمان الذين يتخذون الكافرين أولياء رغم التحذيرات السابقة، فيقول: " ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون "[32]. فالمسلم الذي يتخذ الكافرين ولياً يدخل في زمرة الفاسقين الذين سوف يعذبهم الله يوم القيامة
والذين كفروا من النصارى واليهود يجب أن يتخذوا بعضهم بعضاً أولياء ويتركوا المسلمين ليوالوا بعضهم بعضاً: " والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ألا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير "[33]. فإذا توالى المسلمون والكافرون فسوف يصير فسادٌ في الأرض كبير. فعلى المسلم الذي يخشى الفساد ألا يوالى الكافرين.
وتبدأ سورة الممتحنة بهذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول و وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل " [34]. فيبدو أن بعض المسلمين، رغم التحذيرات المتكررة بألا يتخذوا من الكافرين أولياء، كانوا يتخذونهم أولياء سراً، فأنذرهم الله مرة أخرى أنه يعلم السر والجهر، وأنهم قد ضلوا السبيل بما فعلوا. فليس هناك من سبيل لاتخاذ النصارى واليهود أولياء حتى لو سراً، لأن الله يعلم السر وما يُخفى.
وفي آخر سورة نزلت في القرآن، يخبرنا الله: " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم "[35]. فهذه هي صورة المؤمن الكامل الذي لا يوالي الكافرين، ولكن يوالي المؤمنين ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة.
وبعد كل هذا المنع والتحذيرات يأتي القرآن ليقول لنا: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن توالوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون "[36]. فمن هم الذين حاربوا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم. كفار قريش لم يحاربوا المسلمين في مكة، ولكنهم استهزءوا بالرسول، وقد يكونوا دبروا لقتله لكنهم لم يخرجوا المسلمين من ديارهم في مكة. بل بالعكس فإن المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة خرجوا خلسةً من مكة، ولو علم بهم أهل مكة لما سمحوا لهم بالخروج منها. ويهود المدينة قطعاً لم يحاربوا الرسول ولكنه خاف منهم خيانة، وأذن له الله أن يحاربهم حين أنزل عليه: " وإما تخافن من قومٍ خيانة فانبذ إليهم على سواء "[37]. فحاصر وقتها يهود بني قينقاع وأجلاهم عن المدينة واستولى على أموالهم ونخيلهم. وفعل نفس الشئ مع يهود بني قريظة، فسبى نساءهم وقتل رجالهم. وأما يهود بني المصطلق فقد خرج إليهم الرسول ووجدهم على ماءٍ لهم يقال له المريسيع ، فتزاحم الناس واقتتلوا، وقُتل من قُتل من رجالهم ونقل رسول الله أبناءهم ونساءهم وأموالهم فأفاءهم عليه ( يعني المسلمين)، ولم يقٌتل من المسلمين غير رجلٍ واحد ( لا بد أن يرجع هذا إلى عامل المباغتة، فقد كان بنو المصطلق يسقون مواشيهم ولم تكن الحرب من أولوياتهم). واختار الرسول جُويرية بنت الحارث من السبايا.[38]
أما النصارى فلم يحاربوا المسلمين لا في المدينة ولا في مكة. فلماذا إذاً منع الله المؤمنين من موالاة اليهود والنصارى وهم لم يحاربوهم؟ وطبيعة الإنسان تدعوه إلى موالاة ومؤاخاة جيرانه ومعارفه دون أي اعتبارات للدين، الذي هو علاقة بين الإنسان وربه ولا دخل له في علاقة البشر مع بعضهم البعض. وكان الرسول نفسه قد ملك جواري لم يسلمن، مثل جويرية بنت الحارث، وماريا القبطية، ولا بد أنه قد والاهن لدرجة أن مارية أنجبت له ابنه إبراهيم. وهناك رجال مسلمون تزوجوا من نصرانيات ويهوديات لم يسلمن، فهل حرامٌ عليهم أن يوالوهن؟
ولم يكتف الإسلام بمنع المودة بين المسلمين والنصارى واليهود بل ذهب أبعد من ذلك وأوصى بعداوتهم: " قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا براء منكم و مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده "[39]. فيجب أن تكون لنا أسوة في إبراهيم الذي جعل العداوة والبغضاء بينه وبين قومه لأنهم لم يؤمنوا بإلهه. فنحن يجب أن تكون العداوة والبغضاء بيننا وبين النصارى واليهود تمشياً مع قدوتنا.
وأكثر من هذا يجب أن تكون العداوة والبغضاء بيننا وبين آبائنا وأخواننا إن اختاروا غير الإسلام دينناً: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون "[40].
وحتى بين المسلمين أنفسهم، يجب ألا يوالوا الذين لم يخرجوا معهم لحرب الكفار: " إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا "[41]. ولذلك في سنة تسعة هجرية عندما قام الرسول بغزوة تبوك وتخلف عنها ثلاثة من المسلمين، أمر الرسول بقية المسلمين أن يقاطعوهم ولا يتكلموا معهم ولا يسلموا عليهم، وفصل عنهم أزواجهم لعدة أسابيع قبل أن يعفوا عنهم.
فهل بعد هذا يسأل الناس لماذا هذه الكراهية من المسلمين لغيرهم؟ لماذا التفجيرات ولماذا نسئ معاملة غير المسلمين؟ ولماذا كل هذا العنف في الإسلام؟

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05380 seconds with 11 queries