الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/09/2007   #534
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي إلى من أشعلوا في ربيعنا القناديل .. " رسائل من الوطن "


إلى من أشعلوا في ربيعنا القناديل



منذ أن ودعت فلسطين حبات عيونها قبل ثلاث سنوات مضين وهي تستقبل كل ربيع جديد من عمرها بنفحات الذكرى المتشحة لون الدم..
منذ أن ارتقت جبهتا الياسين والرنتيسي وحلقت روحيهما في السماء صار للربيع في فلسطين نكهة أخرى كلما دلف إلى فضاءاتنا بعد شتاء طويل..
من بعد الغيث يزهر الحنون في ربوع فلسطين وعلى ضفاف ربيعها، وغيث حماس الأول كان والشتاء على موعد، فكان زهرها النابت من نجيع قادتها المؤسسين على موعد مع اكتساء ثرى فلسطين بالسوسن والزعتر والريحان..
في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة أعوام فجعت فلسطين بمهجة قلبها وركيزة صمودها وصهيل روحها الصاعد مع نداءات المآذن كل فجر..
فجعت فلسطين برحيل فرسان المقاومة.. بغارسي بذارها الأولى، وفجعت نفوس التائقين لحشرجة الإصرار في صوت الياسين وصليل السيوف في يد الرنتيسي بحجم المصاب الذي تكدس في الأفئدة وأجزعها من مستقبل الأيام..
أما حماس فكان المصاب يزيدها جلالاً، وكانت العواصف تمتحن مقدار رسوخها واشتداد عودها واستواء قامتها، وكانت أعمار قادتها تضاف إلى عمرها وتضاعف من امتدادها.. بينما تتناقص أعمار شانئيها ومن يرومون لها الاندثار أو يمنون أنفسهم بنكوصها..
عضت حماس على جراحها مذ غاب عنها فرسان فجرها الأول، فكانت ندوب الطريق تلتئم واحدة تلو أخرى، ونمت في عروقها إرادة الصعود والتحليق في كل الآفاق..
صار لحماس بعد ثلاثة أعوام من غياب قادة صفها الأول وهج يذيب أكوام الجليد المركوم في طريقها، وبأس ومنعة أفسحا لها مكاناً معتبراً ضمن معادلة الصراع.
وبعد كل منعطف ينهض الجسد المثقل بالدم والشظايا ليعتلي صهوة الإقدام ويقرئ أمراءه رسالة العهد ذاتها:
((ما هانت حماس من بعدك يا شيخنا.. ولا لانت لطلاب الشهادة من جندها قناة يا أسد فلسطين المسجى في القلوب..)).
أما الذين يراهنون على ردة حماس عن نهجها الأصيل، وعلى تنكرها لإرث التضحية وتخليها عن موقعها الريادي كرأس حربة في كل مراحل المواجهة، فإنهم يراهنون على سراب يحسبه الظامئون للشماتة بحماس ماءً عكراً يغري بالاصطياد وتسجيل المواقف الانتهازية!!
فبيرق الصمود في يمين القادة والجند المرابطين على الثغور أمتن من أن يطوح به متاع آني لا يعدل عند الله جناح بعوضة ولا يقوى على الانتقاص من زاد القلوب الموصولة بالله والرانية إلى إحدى الحسنيين في حلها وترحالها، وسيان كان سيفها مشهراً أو مغمداً، يعد من رباط الخيل ما يبلغه أوان المواجهة الكبرى قوياً ثابت القدم وراسخ الجنان..
ثلاثة أعوام مرت على محطة المحنة الكبرى في تاريخ حماس، ولا زالت وجهة مسيرها واحدة، وما فتئ ساعد الرنتيسي يلوح للجموع من بعيد أن أبقوا الحراب حارسة للحق، ومعه عينا الياسين تومضان باليقين وتوصيان من رفعوا من بعده الراية على سارية الفداء بأن يظلوا على العهد ثابتين، وأن تظل بيعة صدقهم مع الله معقودة، وألا تتحول قبلة البنادق عن آخر ذرة من تراب سليب.


* لمى خاطر

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
 
 
Page generated in 0.03336 seconds with 11 queries