[فسحة أمل]

الحرب مع النمسا :

لقد حذت النمسا حذو اسبانيا في تحدي نابليون من جديد فخلال الفترة الممتدة بين عام 1805 _ 1809م كانت تستعد للحرب وتقوي جيوشها وتطور صناعاتها الحربية في محاولة للثأر لهزيمتها . وقد استغل رئيس وزرائها الكونت شتاديون فرصة انشغال نابليون في قمع الثورة في مدريد ومطاردة القوات الانكليزية التي أتت لمساعدة الثوار الاسبان بارسال قوات نمساوية لاحتلال الأراضي البافارية ومهاجمة الفرنسيين هناك , دون اعلان الحرب بدءاً من نيسان 1809م غلا أن نابليون عاد بسرعة من اسبانيا مخافة أن تتطور الامور لغير صالحه ولمقابلة التهديد النمساوي.
وقد أبدى نابليون مهارة وقيادة فائقة في التحرك حيث استطاع على أثر ذلك هزيمة النمساويين في ثلاث معارك متتالية وهي معركة أبنسبرغ واكمهل ولاندشوت على ضفاف الدانوب الوسط , والصدمة التي لقيها أمام مدينة فيينا , وانتصار وجرام في 6 تموز 1809م الذي كلفه الكثير .
وقد أثبتت المعارك بما لا يقبل الجدل عبقريته غير المنقوصة كقائد . كما أوضحت الصعوبات المتزايدة التي أخذت تكتنف الجيش الفرنسي . وبعد معركة وجرام اضطر الامبراطور النمساوي فرانسيس الاول إلى عقد صلح فيينا مع نابليون وتم ذلك في 19 تشرين أول 1809م خسرت بموجبه النمسا أراضي يبلغ تعداد سكانها ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة.
وعلى اثر صلح فيينا تم زواج نابليون من ابنه الامبراطور النمساوي ماري لويز بعد أن كان قد طلق زوجته جوزفين
وكان هذا الزواج زواج سياسي بحت.