عرض مشاركة واحدة
قديم 07/02/2008   #37
شب و شيخ الشباب الموسيقار
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ الموسيقار
الموسيقار is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
بين الشمنتو والبحص والرمل
مشاركات:
1,329

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : خوليو عرض المشاركة
من خلال قراءتي لما كتبه العزيز موسيقار .. لاحظت هجوماً على المصطلح المسمّى "ديمقراطيّة" بشكلها العام .. وكأنني أحسست أنّه لا يعترف بها على أنّها أداه تقدّمية في إدارة الدولة .. ولمست سخرية من "مبدأ الديمقراطيّة" كمبدأ فلسفي في إدارة الدولة وما له من انعكاسات تتعلّق بحقوق الإنسان والمواطنة وما إلى هنالك .. مع إنني توقّعت "وله الحريّة إن فعل" أن يسخر مثلاً من آليّات تطبيقها في حالات خاصّة ..
فهناك فرق في أن نتناول "الديمقراطية" كمصطلح فلسفي .. أراه مقدّساً .. (1)
وأن نتناول "التطبيقات الديمقراطية" سياسياً .. وهنا مجال الكلام واسع .. ومفتوح .. (2)

لذا احترت في الحقيقة كيف أبدأ بكلامي .. فأنا لم أفهم ماذا يريد "الموسيقار" فعلاً .. فهل يقصد أن يتناول الأولى مثلاً .. أم الثانية .. !!
وما زادني حيرة .. هو استشهاده الدائم بـ"أفلاطون" -العظيم طبعاً- .. هذا الفيلسوف الذي كان يطالب بأرستقراطية يحكمها الفلاسفة .. وكان يمقت "الديمقراطية" بكل ما تعنيه كلمة "مقت" من معنى .. وبالطبع فله في ذلك أسبابه ووجهة نظره التي تعبّر عن مرحلة تاريحية وفلسفية ما .. تمّ تجاوزها الآن بخطوات كثيرة .. ولو عاش "أفلطون اليوم" لأحبّ ديمقراطية اليوم (المؤسّساتيّة) ربّما والتي تختلف عن ديمقراطية "أثينا" التي عرفها بأشواط .. وربّما لما مارس أيضاً الجنس مع الغلمان كما كان يفعل .. لأن هذا النوع من الجنس .. يعتبر اليوم انتهاكاً لحقوق الإنسان وتهجّما على الطفولة ..


وأما حصر مصطلح "المعارض" بالسياسي خارج السلطة (المعارض للاستبداد .. للبنية الثقافية السائدة .. الحداثي .. إلخ) .. فذاك فيه تجنّ كبير يحرم "المفكّر" و"المثقّف" و"الإعلامي" دوره في عملية التوعية الاجتماعيّة والنهضة الفكرية .. ويحصر عمليّة "التغيير" و"المعارضة" بأيدي السياسي الذي لولا "المفكّر" من خلفه سيسير معمياً في الظلام .. وقد طرحت من فترة موضوعاً في أحد المنتديات حاولت فيه أن أؤكد على "دور المفكّر" .. وحتّى "مؤلّف الأغاني" و"كاتب المسرحيّات" .. أقول أن أؤكد على دوره الأقوى في عمليّة التغيير الاجتماعي .. والذي قد يتفوّق على السياسي .. مع أنّ "وجود" السياسي له أهمية كبيرة .. فمجرّد وجوده هو أمر له "أهميّته الثقافية" ..
أوروبا لم تصل "لعلمنتها" بالساسة .. وإنما بعصور من النهضة الفلسفية والأدبية والفكرية .. والساسة "قناع" التغيير .. لا وجهه ..


الشعوب لن تتعلّم الديمقراطيّة إلا إن مارستها .. ولن تمارسها بحرفيّة إلا لو تعلّمتها .. وأنا لست بالتفاؤل الذي أقول فيه بأنّها لن تدفع مقابل تعلّمها للديقمراطيّة أتاو وأثمان .. وهل في التجربة الغربية ما يوحي بذلك .. !!
وبأيدي أي سلطة مستبدّة "إن أرادت" .. أن تجنّب شعوبها أتاو كثيرة في طريقها للديمقراطيّة .. أقول هذا إن أرادت .. خصوصاً وأنّها تملك تجربة "غربية" أمامها .. تستطيع أن تدرسها و تطبّقها متجنّبة ثورات الشعب الدموية للحصول على حقوقها .. وتستطيع أن تضع البلاد في مسار يجنّبها الكثير من "الثمن" الذي دفعته أوروبا في مسارها .. *

لذلك .. فحجّة "الثمن" الذي سندفعة لهذه الديمقراطيّة .. وجهل الشعوب التي لن تتعلّم ممارسة الديمقراطيّة إلا متأخرة .. هذه الحجّة لا تكفي لتبرئة المستبد .. ولا تكفي لمحاربة المنادي بالديمقراطية وتخوينه لمجرّد التخوين .. وليس من دليل طُرح في هذا الموضوع ..
وإلا .. لكان الصمت هو أبلغ الكلام ..


المعارضة العربية برنامج إسلامي على الغالب كما قيل .. وكل الأمثلة التي طُرقت في هذا الموضوع لم تكن "إسلاميّة" .. ألا يكفي هذا لنقض هذا الفرض .. وللافتراض أيضاً أنّ تهويل الشبح الإسلامي غير مبرر أيضاً .. !!
الشعب بأغلبه "جاهل" .. "يصلّي في الجامع" .. حسناً .. أؤيد .. لكن كم من هذا الشعب يعلم ما هي "الدولة الإسلامية" .. وإن سألته هل سوريا محكومة إسلامياً كم منهم سيجيبك بـ"لا" .. !! وكم منهم يطالب بخليفة "إسلامي" .. !! .. وبـ"جزية" من أهل الذمّة .. !!
يكفي تهويلاً للأمور .. إن كان العامّة ميّالون للدين .. هذا لا يعني أنّهم يتبنّون "الإسلام السياسي" .. أو يعرفون عنه شيئاً .. ولك يا أخي حتّى "الأخوان المسلمون" ما عادوا يتبنّونه ..


وأخيراً أودّ أن أسأل صاحب الموضوع ..
هل هو مقتنع فعلاً بما أقرأ الآن :


تحيّة للجميع
خوليو


هامش
* مع العلم أن : المجتمع الأوروبي لازال حتّى اليوم يدفع ثمن علمنته .. وتواجهه دوماً مشاكل اجتماعية واقتصادية جديدة .. ويكتشف في كلّ مرّة أنّ تجربته لم تنضج بعد .. وهنا مثلاً نجد أنّه بدأ يتحدّث عن "ما بعد الحداثة" في عمليّة نحب وبكاء على ما جلبته "الحداثة" من مصائب .. لكن قلّما نجد (حتّى من ما بعد الحداثيين) من يطالب بالعودة للتاريخ ..
هلأ بتصدق أو ما بتصدف قرأت ردكـ بعناية .. بالغة ..

وكلامكـ .. كتير جميل وأكتر من صحيح.. هلأ القصة اللي صارت أنو انا انحرفت (غصب عني) عن الغاية الأساسية بالموضوع .. والسخرية اجت من أحلام وردية ما بتمت للواقع بصلة ..

هلأ خليني بـ ردكـ اللي كان موضوعي كتير .. وشامل للجوانب اللي أنا بشوفها أنها مثالية لتحل كل مشاكلنا .

أنا معكـ بأنو الكاتب المسرحي اله أثر كبير بالنهوض الاجتماعي.. بس كمان القصة لازم تاخد مداها الزمني اللي كل الأمم أخدته ..

يعني .. أوروبا لصارت أوروبا ضللت تكح بالقتل والدم .. وملاحقة أصحاب الرأي واللي حاولوا يتمردوا عالكنيسة أكتر من سبع قرون ..


لحتى تبلور .. الفكر اللي حيد الكنيسة والانتماءات عن التعاطي السياسي .. و كان في بهالسبع قرون نهضة على جميع الأصعدة ثقافية .. واقتصادية .. عسكرية .. وبعدين وصلوا للسياسية ..

فرنسا احتاجت 4 جمهوريات لتبلور شكل الجمهورية الحالي .. صح ولا لأ؟

كانت كل ثورة .. تستوجب ثورة لتصلح أخطاء الثورة اللي قبلها .. حتى كتير من الناس اللي استلموا الدولة الفرنسية ديمقراطية نوعا ً ما .. نصبوا حالهون اباطرة بعدين .. متل نابليون وكلنا منعرف قصتو كيف صار امبراطور ..

بس تشارل ديغول لما شاف أنو تبلورت التجربة الديمقراطية .. وشاف الشعب الفرنسي أنضج من انو ينضحكـ عليه ما قدر يمشي كلمتو عالشعب الفرنسي.. وقال كلمتو الشهيرة ..
(يحرجني الشعب الفرنسي بحضارته كلما أردت أن أستبد بـ رأي)

طيب .. ؟ نحن وين من هالحكي ؟

كيف بدنا نطلب من دولة عالم ثالث يكون فيها معارضة وموالاة .. وحكم ديمقراطي . .وما يكون فيها معتقلين سياسيين ؟
نحن أنبياء لحتى نقفز المراحل اللي ضلت أوروبا تكح فيها سبع قرون ؟

جاوبني.. ازا ممكن .

أراكـــــــــــ عصي الدمع ..شيمتكـ الصبر ..
أما للهوى نهي .. لديكـ ولا أمر ..
نعم أنا مشتاق ٌ وعندي لوعة ٌ ... ولكن مثلي لا يذاع له سر ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05047 seconds with 11 queries