عرض مشاركة واحدة
قديم 23/07/2009   #3
صبيّة و ست الصبايا sweetangle
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ sweetangle
sweetangle is offline
 
نورنا ب:
Dec 2008
المطرح:
in atlantis
مشاركات:
136

افتراضي



ما سعت إليه كارين، بعد انتقالها إلى الضفة الأخرى، هو مساعدة والديها على تخطِّي فقدانها واستبدال فرح التواصل معها خارج نطاق المكان والزمن بعذابهما. فهي تؤكد، في إحدى رسائلها التي بعثتْها إليهما، أن جميع الأرواح تعيش في حبِّ الله، حتى لو لم تكن تستطيع رؤيته، بل تكتفي بالإيمان فحسب.
كما أنها تملك مستويات متعددة تبعًا لتطورها الروحي؛ ولكلِّ روح مرشد يساعدها على التطور. تؤكد كارين أن الأرواح حية، لكن في بُعد آخر:


فمنها المضطربة التائهة بين العالمين، ولم تتقبل بعد فكرة رحيلها عن الأرض، وتحتاج إلى الصلاة كي تتوجَّه نحو النور؛



ومنها التي عليها أن تدفع ثمن ما اقترفتْه من شرور، فتختار عقابها بعد أن ينجلي شريط حياتها أمامها. لكن الأرواح جميعًا ترى، تسمع، وتشعر بما نفعله نحن الأحياء الأرضيون، وتتواصل في ما بينها ومعنا بواسطة التخاطر.






تؤكد كارين، في كلِّ رسائلها، أن الموت ليس موجودًا، بل هي الحياة تتغير وتتحول الروح إلى طاقة؛ فيشعر الحيُّ على الأرض بوجود تلك الطاقة، كما لو أنها حقل مغناطيسي. والتواصل بين الأحياء هنا وهناك يسمح لهم بالانفتاح بعضهم على بعض من خلال تبادل الطاقات الإيجابية والمساهمة في تطورها.

يدرك والدا كارين أن هدف وجودهما على الأرض هو من أجل تطورهما الروحي واستعدادهما للالتقاء مجددًا بأحبائهما في الحياة الأخرى – الحياة الحقيقية. كما تدرك كارين، من ناحيتها، أن قَدَرَها الذي واجهتْه هو الذي سيساعد والديها في تحقيق هدفهما والتقرُّب أكثر وعميقًا من الله وأسرار الوجود. لذا جمع الحبُّ والإيمان والشجاعة مجددًا بين أفراد هذه العائلة الصغيرة، رغم الانفصال الجسمي القاسي.



لا تحتاج الأمور إلى شرح؛ يكفي في بساطة أن تكون حقيقية"، قال العالم الفيزيائي والفلكي اسحق نيوتن. بتلك البساطة تقبَّل الوالدان اتصال وحيدتهما بهما من حيث هي؛ وبالبساطة نفسها، بعد مرحلتي الألم المفجع والذهول، بادلاها بالمثل، حتى أصبحا يملكان شركة Karine TCIفي المكسيك (TCI تعنيTranscommunication Instrumentale). ويستلزم الاتصال التجاوزي الآلي النقطتين الأساسيتين، أي الإيمان والحب، والجهوزية والصبر والمثابرة التقنية لاستعمال المسجِّل الآلي والمذياع الموحَّد الخصائص (في جميع الاتجاهات) ومكبِّر الصوت.


بدأت ممارسة هذا النوع من الاتصال مع العالم الآخر بواسطة الصوت قبل منتصف القرن العشرين، ووُضِعَ حول هذا الموضوع العديدُ من الكتب التي تجمع العلم إلى الشهادات الحية لأشخاص عاشوا تجربة ما قبل الموت الأخير، أو لأشخاص تواصلوا مع أرواح من العالم الآخر.
يشير والدا كارين إلى إمكان الخطر المُحْدِق من جراء ممارسة الاتصال مع العالم الآخر، ولا سيما في ظلِّ وجود مستوى كوكبي منخفض يتبع المستوى الأرضي مباشرة، تسكنه نفوسٌ مضطربة قد تشوِّش الاتصال المطلوب. وهنا تلعب الصلاة دورًا مهمًّا للحصول على حماية المستويات الروحية العالية. ولولا إصرار أرواح محبِّينا على نقلهم لنا رسالة الحياة التي يعيشونها لما حظينا بتلك القنوات المفتوحة معهم، التي يبعثون لنا من خلالها برسائل حبٍّ تطمينية. ويؤكد الوالدان أن على الراغب في القيام بتلك الاتصالات التجاوزية أن يتمتع بتوازن ذهني صلب وأفكار إيجابية مولِّدة للحب وبعيدة عن الشك.
ويتطور الاتصال التجاوزي الآلي عبر العالم على نحو ملحوظ؛ وقد نشأت أول شركة عالمية لهذا الاتصال في بريطانيا في 3 أيلول 1995. ويقدم اليوم هذا النوع من الاتصال مع العالم الآخر دلائل حسية، مدعومة بمقالات علمية في مجلات متخصصة ومحاضرات ضمن مؤتمرات يحييها الاختصاصيون وأصحاب الشهادات الحية عبر العالم.
في الكتاب شهادة للأب فرنسوا برون (وهو محقق استثنائي حول موضوع خلود الحياة)، يقول فيها:
نحن نتشارك في حبِّ الله بعضنا بعضًا. ومن الطبيعي أن يستمر الله في محبة أمواتنا، بما أنهم يحيون في العالم الآخر. ومن الطبيعي أن يمرَّ حب الله من خلال حبِّنا لهم. صحيح أن اتصالنا بهم يمكن أن يزعجهم لو حاولنا التمسك بهم وإعادتهم باستمرار إلى الحياة الأرضية عبر ذكريات عاطفية قد تؤذيهم وتمنع تطورهم الروحي؛ علينا تجنب ذلك. أما لو تقبَّلنا إرادة الله بانفصالهم عنَّا، فليس كفرًا أن نحافظ على الرباط معهم لو سعوا هم إلى التواصل. على العكس، قد نخيِّب أملهم في عدم استجابتنا لهم.
أما الكاهن الفرنسيسكاني الإيطالي جينو كونشيتي فيشير إلى أن التواصل مع العالم الآخر معقول، ولا يندرج في خانة الخطيئة إن تمَّ بوحي من الإيمان، ولا سيما أن الله يسمح لأمواتنا الأحياء بأن يبعثوا لنا برسائل لإرشادنا في بعض أوقات حياتنا. وإثر اكتشافات جديدة في ميدان البارابسيكولوجيا (علم نفس الظواهر الخارقة)، قرَّرتْ الكنيسة عدم منع التجارب الحوارية مع الأموات إذا تمَّتْ لهدف ديني وعلمي جدي. ويمكن للرسائل أن تصلنا عبر الكلمات والأصوات، وهي وسائل بشرية عادية؛ كما يمكن أن تصل عبر إشارات أخرى، كالأحلام المنذرة أو عبر رؤى وتصورات. يحذِّر الأب كونشيتي من الاتصال بالأرواح الأخرى، إلا عند الضرورة؛ وهي بدورها لا تسعى إلى الاتصال لتلحق بنا الأذى أو بالله. المهم هو الحفاظ على الإيمان لتجنب الوقوع في الاستحواذ الشيطاني الذي يحاربه الكهنة المتخصِّصون في طرد الشياطين التي تسكن ملايين الأشخاص الذين يقومون بجلسات "تحضير الأرواح".
بين منطق الماديين، الذين لا يؤمنون باستمرار الحياة بعد فناء الجسم، والمؤمنين بخلود الروح، يستوقفنا هذا الكتاب الذي يقودنا في مغامرة شائقة إلى عالم الروح ومصيرها. وبين شكوك العلم وتحفُّظه أمام ظاهرة الاتصال التجاوزي مع العالم الآخر، وإصرار الروح على تأكيد خلودها من خلال تواصلها مع الكائنات الأرضية، استطاع الاتصال التجاوزي الآلي أن يتطور ويؤكد على حقيقة الخلود. لذلك يعتبر والدا كارين، كالعديدين سواهم، أن هذه الظاهرة هي الاكتشاف الأهم في تاريخ البشرية؛ وهي تسمح للإنسان، في رأيهما، أن يكمل حياته الأرضية في سلام وأمل في لقاء أحبائه الغائبين الذين يحيون في محبة الله.
بعدما دمَّرهما غيابُ ابنتهما الصاعق، أعاد غيابُها ترميم نفسيهما. وهما يحاولان، بشهادتهما، مساعدة الناس في تجاوز مأساة فقدان القريب وتنوير مَن يساهمون في تطوير المعرفة على الأرض، بعيدًا عن الأوهام الخرافية. تلك هي الوسيلة الوحيدة المعتمَدة، على حدِّ قولهما، كي يظلا جديرين بالأحداث التي هزَّتْ حياتهما منذ غياب كارين.
كارين بعد الحياة شعاع شمس ظهر من ظلمة الألم ليشرق على جسرٍ نَعبُرَه بين الحياة والموت... إلى الحياة.

هي الحياة كل شيء فيها ممكن..ولا شيء فيها ممكن أن يكون.


..East..or.. west,,home is the best
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05859 seconds with 11 queries