الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 28/03/2008   #119
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


س: في "الخيميائي" نتوصل الى النتيجة التالية : الرحلة ذاتها هي اكثر اهمية من الكنز. وهذا يقودنا الى التفكير بان هذه الرحلة هي رحلة روحية من اجل تحقيق الذات. وهذا يستفزنا لان نكون انفسنا وان نرفض تكييف ذواتنا واعمالنا وفقا لافكار وتوقعات الآخرين منا Conformity، اذ ان هذا التكيّف قاد فيرونيكا في رواية (فيرونيكا تقرّر ان تموت) الى ان تحاول الانتحار، ثم توضع في مستشفى للامراض العقلية. هل امتلاكنا الشجاعة، ومن ثم المجازفة هما مهمّتنا وهدفنا في هذه الحياة، وذلك لئلا "نموت"؟


ج: كل حلم يحتوي على كوابيس عديدة. اعتقد اننا نعرف هذا الامر من بداية حياتنا. عندما نقوم باداء اشياء مفروضة علينا من المجتمع، فاننا نخاف ان نؤذي ونضايق الاشخاص الآخرين، وعندها نبدأ بالتخلّي عن احلامنا. وبعد فترة من الزمن، ننساها تقريبا. وهذا ما يجعلنا اشخاصا اشقياء تعساء. اذا لم تسلك او لم تقض حياتك من اجل احلامك، اذا لم تحارب من اجل احلامك، كل هذا يجعلك انسانا تعيسا.
انا مثال حي على ما اقول. ما من احد يفكر على نحو واقعي انك تستطيع العيش من الادب في البرازيل. لقد واجهت صعوبات شتى. عندما كنت شابا، قام والداي بعمل يائس من اعمال الحب، لاهتمامهما بي وقلقهما على وضعي، قاما بارسالي الى مؤسسة عقلية، ظنا منهما اني مجنون لاني اريد ان اكون كاتبا. على أي حال، لقد كنت مقتنعا غاية الاقتناع بما اريد ان اكون.
لا يكفي ان تعرف حقيقة احلامك. انه لامر غير صحي ان تعيش مع حقيقة انك تحمل احلامك جواك فقط. عليك ان تفكر بالاجراءات والتدابير لاظهار احلامك وان تكون شجاعا بما فيه الكفاية لتدفع ثمن تحقيقها. بمعنى ما، لقد اجلّت انا احلامي عندما اقتضاني سنين طويلة لان اكتب كتابي الاول – كتاب رحلة.
ثمة اوقات لا تنجح فيها بتحقيق امر تؤمن به. هذه المرحلة هي ما يطلق عليها الكابوس. فبعد كتابتي "الخيميائي" ما وجدت ناشرا. عندها شعرت باذى. اذا ما اوذيت بشأن امر لا يعني لك باستطاعتك عندئذ ان تنحي بسببه باللائمة على أي كان. بيد انه لأمر معقّد جدا ودقيق ان تؤذى بسبب شيء يعني الكثير لك. عندها تصاب بالتشويش، لمعرفتك ان الحلم موجود هناك. ولن يتركك الحلم طالما انت على قيد الحياة. وعندما تموت، ثمة طفل في داخلك، سيسألك، لماذا لم تتبعني؟ وعليك ان تشرح له سبب تخلّفك. لهذا، من الافضل ان تجازف، ان تؤذى، ان تسير عبر كابوس ما لكي تحقّق احلامك.


س: تتحدث في "الخيميائي" و"حاج كومبوستيلا" عن "العلامات" او (الاشارات). كيف لنا ان نفهم هذه العلامات؟ واما زلت تبحث عن علامات؟


ج: العلامات او الاشارات هي اللغة الخاصة بك التي بواسطتها يتكلّم الله معك. فعلاماتي هي لست علاماتك.
انها على هذه الدرجة من الغرابة، لكنها لغة فردية جدا ترشدك الى قدرك الخاص بك. انها ليست منطقية. انها تتكلّم الى قلبك مباشرة.
الطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها ان تتعلّم اية لغة هي من خلال ارتكابك الاخطاء. لقد ارتكبت اخطائي، لكني عندها فقط بدأت اتواصل مع العلامات والاشارات التي توجهّني وترشدني. اومن ان هذه العلامات هي صوت الله الصامت الذي يقودني الى الاماكن والمطارح التي ينبغي لي ان اكون فيها.


س: من خلال قراءتنا لاعمالك نستطيع ان نلمس بوضوح تأثير الثقافة والادب العربيين على ادبك. فتأثير "الف ليلة وليلة" حاضر وبقوة في في عملك المدهش "الخيميائي". ما رأيك بالثقافة والادب العربيين؟


ج: ليس في "الخيميائي" فقط. فانا احمل واكن اعجابا عميقا بالثقافة العربية. واكتب الآن زاوية اسبوعية في جرائد ومداخل ومجلات متعددة في العالم، احاول فيها ان اتقاسم فيها مع مختلف القرّاء قصصا من ثقافات مختلفة. ولا يصعب عليك ان تجد في هذه الزاوية قصصا من الثقافة العربية، خصوصا وانكم رواة وحكواتيون مدهشون ورائعون، اذ انكم غالبا ما تشاركون وتقتسمون قيمكم ورؤاكم عبر نتاجكم الادبي والشعري. وصحيح جدا اني كطفل، تركت "الف ليلة وليلة" عليّ تأثيرا قويا جدا.
وفي فترة لاحقة من حياتي، اثرّ فيّ ادب جبران خليل جبران تأثيرا كبيرا وقويا، لدرجة اني قمت باعداد تعديل لاحد كتبه "رسائل حب من نبي"، والى يومنا هذا ما زلت اعتبر كتاب "النبي" كأحد الكتب الحاسمة في حياتي وعملي.


س: "لو تمنيت بصدق شيئا ما ، فان العالم كله يتآمر كي يحققه". هذا هو الشعار او الموتيف الجميل الذي يتكرّر هو وصداه في عملك "الخيميائي"، وفي كتب اخرى من كتبك. هذا الموتيف عميق جدا ومشجّع ومقنع واستثنائي الى حد كبير جدا. ماذا لديك لتقوله حول هذا الموتيف الباهر؟


ج: اذا سعيت وناضلت من اجل احلامك كما حدث في "الخيميائي"، فانك تتمتّع بكل خطوة تقوم بها، وتكون حقا قريبا مما يريده الله لك ان تكون. لكن اذا كان هذا هاجسا، فانك لن تصل الى هدفك فحسب، بل ستكون حياتك مليئة بالقلق.
كانت هناك فترة من حياتي اردت فيها ان احقّق احلامي. لكني بدلا من كتابة كتاب، كنت افكر كيف "اكون كاتبا"، الى ان ادركت ان هذا التوجه هو توجه خطأ لتحقيق اسطورتي الشخصية. كما كانت لدي ايضا هواجسي الشخصية الاخرى، لكوني منسحق القلب، ولعدم قدرتي على التفكير بأي شيء آخر عدا الانسانة التي احب، لكنها لم تبادلني حبا بحب.
عندما تسعى الى تحقيق حلمك بتصميم واصرار، وليس بالهواجس، عندها يتآمر الكون لكي يساعدك، لانك عندئذ تكون قادرا على قراءة العلامات والاستمتاع بالرحلة.


س: ما هي الرسالة التي اردت نقلها الى القارىء في روايتك "احدى عشرة دقيقة"؟


ج: يصوّر هذا الكتاب كيف افهم الجنس، وجهة نظري الخاصة عن الجنس. الجنس طاقة كبيرة جدا باستطاعتها ان تحوّل الناس بالكامل. عزمت على كتابة رواية كهذه منذ زمن بعيد، لكن بالعودة الى الوراء كل ما اردت وصفه هو الجانب العجائبي "المقدّس" من الجنسية. غير اني، في ما بعد، ادركت ان الجانب المظلم من الجنس لا يمكن ان يهمل. فكلا الجانبين هما ما يجعلان من الجنس كتجربة حب وتوحّد وانسجام: تجربة الهية.


س: ماذا يعني الأدب لك؟

ج: كتابتي موجزة ومختصرة ومباشرة، وهذا يجب الا يعتبر خطأ انها كتابة سطحية.
اعتبر ان جزء من الحالة الانسانية تستدعي المشاركة في المعتقدات بافضل طريقة، وخلال رحلة حجي الى مزار القديس يعقوب في عام 1986 توصلّت الى استنتاج مفاده ان معظم تعاليم ودروس الحياة الاساسية والاكثر جوهرية تكمن في ابسط الاشياء.
أي قيمة للتواصل اذا لم نحاول ان نجعل من انفسنا اكثر فهما ووضوحا ومشاركة؟ انها قضية توجّه من الحياة: اما لك ان تكون جزءا من الحياة وان تقتسم روحك مع الآخرين، او ان تغلق نفسك اغلاقا تاما وتدريجيا تنسحب من الحياة. شخصيا، اختار الحياة ومحاربي النور الذين يتواجدون في كل مكان والذين يلهمونني.
ربما كان اولئك الاشخاص عبارة عن سائق تاكسي، او كان شخصا تقابله مصادفة في الحافلة: اذا كنت يقظا ومتنبّها الى العلامات والاشارات – فان هذا الشخص، حتى لو لم تره/ ترها ثانية، فانه سيمنحك المقدار الصحيح والكافي لتأخذ القرارات التي تؤجلّها. لذا، كل ما نحتاجه هو ان نكون متنبّهين الى العلامات، ومنفتحين للناس، وعلى الاستعداد لاقتسام ارواحنا والشراكة.


س: بعد قراءة كتبك يشعر القارئ بتفاؤل اكثر وسعادة وامل. وحتى ان الشر في (الشيطان والآنسة بريم) لا ينتصر كليا في نهاية الرواية. من المؤكد انك على اطلاع على حالة ومعاناة الشعب الفلسطيني. ماذا تقول لهم؟


ج: لا اومن بالرسائل. في هذا الشأن استطيع القول ان هناك شيئا واحدا اثمنّه عاليا في الانسان: ربما كانت عندك مخاوفك، ربما كانت هناك لحظات من الشكوك، لكنك لا تستطيع ابدا ان تكون جبانا. عليك ان تواجه مخاوفك، يجب ان تتغلّب على لحظات شكك، ويجب ان تؤمن انه اذا تطلّعت وبحثت، فان هناك حلولا. لو تمنيت بصدق شيئا ما، فان العالم كله يتآمر كي يحققه، حتى لو اقتضى تحقيقه سنين او عقودا. لكن لكي تفعل ذلك يجب ان تكون شجاعا.. شجاعا بما فيه الكفاية لان تحارب من اجل اشياء تعني الكثير لك انت. ولا تعني الشيء الكثير للآخرين، بل تعني الكثير لك انت.


انتهى اللقاء الصحفي ..........

حوار : رياض بيدس

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04913 seconds with 11 queries