هل أصبحنا بغابة ؟
دخل رجل تجاوز الأربعين
لحية ثائرة ، جلد أسمر ، عيون منهكة ، أنامل إن دلت تدل على العمل والتعب والإرهاق ....
تسوق بضع سلع ...
قدمت له فنجان قهوة وسيجارة ومن جملة الحديث أردف أن امرأته مصرية
وقال لي عندما وقفت أمام قاضي الزواج بمصر
قال القاضي : جنسية نرويجية ، جواز سفر أصدر بألمانيا ، الأصل سوري سألقبك بالحمام لأنك إذا ظلمت هذه الزوجة المصرية لن نقدر متابعتك ...
والمهم تزوجا
سألته هل مرتاح هنا بسوريا أجاب :
سافرت إلى أوروبا الشرقية والغربية وروسيا والصين وكل بلاد العالم إلا دول الخليج ولكني لم أرى أسوء من أهلي
هنا امتعضت قليلا من كلامه !!
فشرح كلامه
عمري أثنا وأربعين تسع وثلاثون من عمري مرتاح وثلاث سنوات عذاب مع أهلي
عندي شركة بيع قطع تبديل بالنرويج
ومرتاح وكل التجار يتسوقون من عندي
وعند الدفع يقول بعض التجار عندي منزل أو قطعة أرض أدفعها لك
فأقبل
فأهاتف أخي قائلا له هناك أرض أفرغها بأسمك
أو للأخ الثاني بيت أفرغه بأسمك لحين عودتي
وعدت من سنتين
رأيت كل أخوتي نصبوا مالي حتى أخواتي البنات أيضا حاربوني علما أني بعيد عنهم وساعدتهم بزيجاتهم ..
وغلطي أني سمعت كلام أبي لأنه علمنا على المحبة والتسامح !
وقال أخر جملة قبل أن يذهب
الله ثم زوجتي وأولادي والباقي بالبحر
هل أصبحنا بغابة ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ{114}
|