اقتباس:
كاتب النص الأصلي : The morning
|
(( الانسحاب ))
في ذلك المكان المغمور بأشعة الله و صلاة الملائكة التقينا أول مرة . وفي ذات المكان قلت لك أول مرة انني أحبك وأنك خياري . اخترتك لتكوني كل المستقبل . لتضيئي كل الايام القادمة من عمري وتكوني شمساً وقمراً . صحواً و مطراً .
لن انسى تفاصيل وجهك الذي رسمه الله في ست ليالي ثم استوى الى العرش يتأمل جمال ابداعه . كرسام رسم أجمل لوحاته واعتزل .
لن اسأل من هو السبب في اطفاء قناديل أقمارنا . ومن دنِّس طهارة المكان . فأنفسنا يا سيدتي لن تهدئ في تقديم المبررات .
سقطت آخر ورقة من شجرتنا التي زرعنا بأيدينا . أطفئنا اشعة الله وقطعنا صلاة ملائكته .
حقيقة جارحة كنت أخفيها لأخدع نفسي ولكنني سقطت عن فراش الاحلام الوردي لأواجهها مجدداً . تعلمين اني لن امنحك السعادة وأن عصر التضحيات قد ولًّى الى غير رجعة.
لا تصرخي فلن أعود .
رحلت لكي لا يذكرني المكان بتفاصيل وجهك . لكي لا أسمع ضحكات الربيع فأتذكر ابتسامات ثغرك . وها أنا ذا أرحل والشمس ترحل معي الى غربتي . سأصلي لأجلك وأتخيلك تعيشين بدوني قوية وقادرة كما عهدتك دائماً كالأرض بعد الحرب تنفض الدم والموت وتزهر من جديد.
وداعاً
صديقي الله .
لا أحسدك على معرفتك مصير كل منا .
لأنك قد تبكي على مصير حزين بينما صاحبه سهران يضحك.
وتعرف الفرح قبل وقوعه فلا ترى مثلنا لذة المفاجأة.
....
|