عرض مشاركة واحدة
قديم 16/10/2008   #33
شب و شيخ الشباب فسحة أمل
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ فسحة أمل
فسحة أمل is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
فسحة أمل
مشاركات:
1,372

افتراضي


اوروبا والثورة الفرنسية :

منذ عام 1790م أخذ ينتاب حكام اوروبا شعور بالخوف والقلق من الصدى الذي أحدثته مبادئ الثورة الفرنسية في أوروبا .لأن أوضاع الدول الأوروبية المجاورة لفرنسا باستثناء انكلترة , كانت مشابهة لأوضاع فرنسا قبل الثورة .وهذا الخوف من الثورة الفرنسية تجلى واضحاً عندما أعلنت مدينة أفنيون في عام 1791 تمردها على البابا وحقها في تقرير مصيرها معلنة انضمامها لفرنسا. أضف إلى ذلك دعاة الثورة والمبشرين بمبادئها الذين انتشروا في وادي الراين وفي بلجيكة يدعون للحرية ويبشرون بحق الشعوب في تقرير مصيرها , كانوا يلاقون ترحيباً وتجاوباً في كل مكان يحلون فيه. وفضلاً عن ذلك كان لبعض الأسر الحاكمة أسباب خاصة للوقوف ضد الثورة الفرنسية : فقد كان أل بربون الذين يحكمون اسبانيا , ومملكة الصقليين مرتبطين برابطة الدم مع الأسرة الحاكمة في فرنسا , وبالتالي أي انتقاص من شأن أل بربون في فرنسا يؤثر في مكانة أل بربون في اسبانيا والصقليين تأثيراً سيئاً.
أما أسرة هابسبرج الحاكمة في النمسا , فقد كانت مرتبطة بعلاقة مصاهرة مع أسرة آل بروربون الفرنسية نم خلال زواج ماري أنطوانيت بالويس السادس عشر , وبالتالي فان الثورة الفرنسية كانت تعني خسارة حليف مهم .
ومن هنا فان الاعذار أمام النمسا لم تكن بالقليلة , إذ استطاع امبرطور النمسا ليوبولد أن يحتج بالشكوى ضد التحريض الذي يقوم به الفرنسيون لاضرام نار الثورة في بلجيكا الخاضعة له , ومن حرمان الجمعية التشريعية الفرنسية بعض الامراء الألمان من حقوقهم الاقطاعية في الالزاس. وأهم من كل هذا بالنسبة للامبراطور ليوبولد مركز أخته ماري انطوانيت الخطر , أما بالنسبة لفرنسا الثورة فقد كان لها شكواها ضد النمسا فقد رأينا كيف أن عدداً كبيراً من الأمراء والنبلاء قد هربو واستقروا على الحدود الشرقية وبدؤوا يجتذبون الجند ويستعدون للعودة . فكان من المستحيل أن تسكت فرنسا على هذا التحدي , وظلت إقامتهم مصدر شكوى فرنسا

سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03375 seconds with 11 queries