سقطَتْ آخرُ دمعةٍ على قبرِه ..
طوى صفحتَه الأخيرة بألمٍ ..
وتركَ ذكراه طيَّ النسيان ..
جلسَ خلفَ نافذةِ القلق ..
ونظرَ إلى أفقِ الهزيمة ..
تكسّرَت أنفاسُه ..
وزفرها تنهيدةً متعبة ..
متهالكةً ..كجسدِهِ العاجز ..
استمعَ إلى لحنٍ هاربٍ من الزمن ..
اشتاقَ إليه ..
إلى وجعِهِ المتناغمِ مع لحظاتِ الحياةِ الأخيرة ..
وغيابِه الحاضرِ في الذاكرةِ فقط ..
أشعلَ لفافَتَه ..
تلكَ التي تعبثُ بعقلِه ..
وتداعبُ برائحتِها جنونَه ..
وحدَها تخدِّر ألمَه ..
وتشعلُ فتيلَ الحياةِ في داخلِهِ بعدَ أن بدأَ يخبو ..
أخذ نفساً من روحِها المتمردة ..
وأطلقَهُ حراً كروحِهِ التائهة ..
صديقتُهُ الوفيةُ منذُ سنوات مضت ..
وستبقى .. إلى أن تكتفيَ الحياةُ منه ..
تشوهَتْ سحابةُ دخانِه ..
واضطربَتْ نظراتُه ..
تمسّكَ بآخرِ نفسٍ من لفافتِه ..
وابتسم ..
زفرَ حزنَهُ وألمَهُ وذكرياتهُ في تنهيدةٍ أخيرة ..
ساخرةٍ .. وقحةٍ .. عابثةٍ ..
لكنها الأخيرة ..
كل جنون بينكتب بالدم ..