عرض مشاركة واحدة
قديم 07/01/2006   #31
شب و شيخ الشباب العاصي
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ العاصي
العاصي is offline
 
نورنا ب:
Dec 2005
المطرح:
حمص
مشاركات:
25

إرسال خطاب ICQ إلى العاصي إرسال خطاب AIM إلى العاصي إرسال خطاب MSN إلى العاصي إرسال خطاب Yahoo إلى العاصي
افتراضي


سلامات
أعجبني توقيعك المأخوذ من شعر محمود درويش وأعتبر من يقرأ شعر درويش على درجة من الحساسية والذوق...
أنا العاصي أحببت أن أشركك بقراءة هذه القصيدة لشاعر حمصي فأهلا بك وبكم جميعا
العاصي

حرائق تحت لسان المغنِّي
محمد علاء الدين عبد المولى

1
سلاماً أيها البرق اليماني
تُمدُّ إليكَ من ظمأٍ يدانِ

فثقِّبْ جوفَـك المطريَّ فوقي
لينسكبَ الربيعُ على جِناني

ذئابُ الثلج ما تركت ثماراً
يعتِّقها المغني في الدِّنانِ

أأسكر والأقاصي ليس تدنو
ولا أنا من ربيعِ الحلمِ دانِ ؟

أؤذِّنُ في الفراغِ لعلَّ أنثى
تصلِّي إذ يوافيها أذان

فتحتشد الوحوشُ بباب كوخي
ويا أنسي بوحشٍ قد غزاني

أضمِّده بأسمالي وألقي
إليه ما ترمَّدَ في الأواني

وأدفئه على جمراتِ قلبي
(فلمّا اشتدَّ ساعده رماني)

سلاماً يا صقيع الكونِ هذا
جحيمي الدَّاخليُّ دماً سقاني

ويا منفى الوجودِ إليكَ عني
ففي جنبيَّ تابوتٌ حواني

حوى أخوين آخٍ منهما إذ
ألحَّا في الغيابِ وغيَّباني

بنيتُ لوهمِ قبرِهما مزاراً
وما دريا بأنْ قد هدَّماني

أقمتُ على رثائهما سماءً
بها من تيهِ رملٍ ظلَّلاني

هما وجهان يحترقان نأياً
ويُقتَطَفان من شجر الدخانِ

وكان أبي يربّيني يتيماً
وكانا قبله قد يتَّـماني

على قبريهما مِـيلا قليلاً
لدى رأسيهما حجراً ضَعاني

أقبِّلُ فيهما أشلاءَ غيبٍ
تشظَّى فاحتواهُ توأمانِ

وكانا عاريين بلا زهورٍ
خذا عريي المؤبَّد والبساني

ضممتُ إلى رفاتهما رفاتي
وأشعلْنا الحنانَ من الحنانِ

هو القبرُ الممدَّدُ ملءَ كوني
فيا أخويَّ لطفاً اقبلاني

عصيتُ على الركوع لغير قبرٍ
عليه تطول دهراً ركعتانِ

أسبِّح باسم عائلةٍ خرابٍ
بأيِّ شهيدها ستكذِّبانِ ؟

ونحن القهر أمّته ترامت
فقامت من رؤانا أمَّـتانِ

وإنِّي شاعرٌ رفعَ المراثي
على كتفيه نعشاً للزمانِ

أطوفُ على المشانقِ وهي أدرى
بفجرٍ فيهِ عُلِّـقَ عاشقانِ

وما للموتِ ذاكرةٌ فإمَّا
نسيتكما فقوما ذكِّراني

وليس على بقائكما اعتمادي
ولكن من يهوِّن من هواني ؟
2
أبيتُ على فِراشٍ من جنونٍ
وأُغرقُ في دمي سفنَ الأغاني

وأحشو جوف جمجمتي نسوراً
تناهشُ جثَّة الحلمِ المُعاني

أكـوِّرُ في يدي جسدي المعرَّى
أراقبُ كيف يرقبني مكاني

أحدِّق في التَّأمل كيف يجثو
فقيراً وهون محتَـشَدُ المعاني

وأنبشُ قبريَ الروحيَّ حتَّى
يضجَّ قيامةً عليا كياني

طبولُ الصَّمتِ تقرع تحت جلدي
ويرقص داخلي كالأفعوانِ

يكادُ يشبُّ بالأشعارِ قلبي
ليلعق من حرائقها لساني

أيا متنبِّىءَ الآفاق روحي
يعاني فوق روحكَ ما يعاني

كواكبُ أمتي نُصبت خياماً
وألقيَ في المهاوي المشرقان

نخيل الأرض مكتنزٌ حديداً
ودجلةُ شُقَّ عنها دجلتان

وتنشطر البلاد فكل بيتٍ
تحاربُ تحت سقفه دولتان

وبغداد اليتيمة بطن حبلى
تبرَّأ من بنيها الوالدان

ليالي الشرق عرسٌ بربريٌّ
تزفُّ جنازةٌ في كلِّ آنِ

أحرِّك جثَّـةً هتكت فتصحو
وتأكلني, فتكبر جثتانِ

أيا متنبئاً أنبىء نشيدي
أيرقص في خراب المهرجان ِ ؟

وقيل: لكلِّ مفجوع بيانٌ
ووحدي كان فاجعتي بياني

خيولُ الشعر تهوي وهي خلفي
إذا افتُتِح الرهان على الرهانِ

لكلِّ شويعرٍ منهم فضاءٌ
وكم ضاق الفضاء على حصاني

ولدتُ من الصدى فانهار قلبي
وحتى الآن لم أبلغ مكاني

وكان الوقتُ أقصر من ذراعي
فرحت أعيشُ دهراً في ثوانِ

كبرتُ وليتني حُجِّرت طفلاً
أخبِّىء تحت أقمطتي بناني

أمدّ لأقطف الأقمارَ كفّي
فتسقط قرب رأسي نجمتان

أسافرُ في حريرِ الصَّدرِ جوعًا
وتعبقُ فوق مهدي حلمتانِ

وكان من الأوائلِ طينُ خلقي
فكيف نهايتي في كلِّّ ثان ؟

أيا متنبِّىءَ الآفاق خذني
فهذا ليس يا أبتي أواني

حزيران – 1993

العالَمُ ليس عقلاً ...
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03932 seconds with 11 queries