عرض مشاركة واحدة
قديم 30/04/2009   #9
شب و شيخ الشباب مجنون يحكي وعاقل يسمع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مجنون يحكي وعاقل يسمع
مجنون يحكي وعاقل يسمع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
وين يعني مبيني العصفورية
مشاركات:
732

افتراضي الرزاق الوهاب


رغم أن الأب كان متأكداً بأن هذه البلد اليوم وفي المستقبل البعيد ، ستبقى بلد الحمير ، أي لا يستطيع أن ينعم بخيراتها إلا الحمير ، وصنف واحد منهم فقط , عندما كان يلتقي مع زملاء الدراسة الذين وصلوا إلى الصف السادس رغماً عنهم وعن ذويهم وزلائهم بسبب قرارات الدولة التي تنص على ان التلميذ لا يجوز أن يرسب أكثر من سنتين طوال المرحلة الإبتدائية ولو كان يوزع الغباء على أمة كاملة ، وكذلك لا يجوز أن يرسب في صفه سنتين متتاليتين , وكان قد التقى في الصف الثاني مع عشرة طلاب يكبرونه بسنتين بسبب رسوبهم في الصف الأول والثاني , والذين نجحو أوتوماتيكيا بعد أن اكتشفت حكومتنا الأوتوماتيك قبل دول العالم
زملاء الدراسة هؤلاء هم وحدهم اليوم من بين جميع طلاب الصف الذين يلعبون بالأموال والأقدار في حين هو ومنافسوه على تصدر لوائح المتفوقين وبعد أكثر من عشر سنين لم يحصل أغلبهم على منزل
ومعى ذلك يصر الأب على العودة من بلاد الإغتراب في وقت امتحانات أولاده فربما ما زال الرجل يحلم بتغير الأوضاع في وطنه
اقترب منه كبيره الصغير الطالب في الصف الثالث يمد له كتاباً وابتسامة تفيض بالخبث والشقاوة ترتسم في عينه
الأب:ماهذا , بعد أن فتح الكتاب
الطفل: كتاب الديانة
الأب : أعلم أنه كتاب الديانة ولكن أعطني غيره
الطفل:ولكنك كل سنة تقول لنا جئت أعلمكم دروسكم
الأب : لنبدأ بغير الديانة بالرياضيات باللغة العربية أو الأجنبية بأي شيء
ثم نعود للديانة
الطفل : ولماذا لا نبدأ به
الأب : لنتركه للنهاية
الطفل : حسنا ً سنتركه للنهاية رغم أنني كنت أحب أن نبدأ به ولكن سأسألك سؤالاً في البداية من كتاب الديانة تجيبني عليه ثم تبدأ كما تريد
الأب : حستاً ، اسأل يا بني
الطفل : بابا كلما سألناك أو سألنا ماما لماذا يتركنا أبي ويذهب بعيداً بعيداً وكلما قلنا له لا تتأخر يابابا يقول لنا نعم لأن أتأخر ويغيب سنة كاملة
تقول لنا" بابا يسافر من أجلكم ومن أجلنا جميعاً ........
ويكرر الفتى الإسطوانة التي يسمعها دائما من أمه حتى يتوقف بأمر من ابيه
الأب: نعم يا بني ، كل ما تقوله ماما صحيح
الطفل : بابا ولكن كتاب الله لا يكذب وهو يقول بأن الإنسان يأتي إلى الدنيا ويأتي رزقه معه , ويقول لنا بأن الله هو الوهاب الكساب ,انظروا إلى طيور السماء إنها لاتزرع ولا تحصد ولكن ربك الذي في السماوات يرزقها
فلماذا تتركنا وحدنا وتذهب بعيداً أم أن الله هنا لا يعطيك كما يعطي الناس فذهبت إلى مكان فيه إله غيره يعطيك كما يعطي الناس
وانهال الطفل بكفيه الغضتين على وجه أبيه يوقظه من أفكاره البعيدة ويعيده إلى الأرض



أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06091 seconds with 11 queries