الموضوع: بيار كورناي
عرض مشاركة واحدة
قديم 27/08/2007   #9
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


ومثلت السيد عام 1636. وشعر النظارة أنه لم يظهر على خشبة المسرح الغالي بعد شيء بهذه القوة. قال معاصر »جميل جداً أنها ألهمت بالحب حتى أكثر السيدات بروداً، فتفجرت عاطفتهن أحياناً في المسرح العام. وشوهد في الألواح ناس قل أن بارحوا قاعاتهم المذهبة ومقاعدهم المكسوة بالزنبق شعار الملكية(133)«. ولم يعرف الكثيرون أن فكرة المسرحية مستعارة مع أن كوريني اعترف بهذا صراحة، وتعجب الجميع من لطافتها المتشابكة. فشيمين الفتاة العريقة المولد، ورودريج النبيل، عاشقان متيمان. ولكن أبا شيمين. وهو الدون جوميز، يتشاجر مع والد رودريج ويسبه وهو شيخ عليل؛ ويتحدى رودريج جوميز للمبارزة ويقتله. وتشعر شيمين، وهي مبقية على حب رودريج، بأن داعى الشرف يدعوها لرجاء الملك فرديناند أن يقطع رأسه أو ينفيه، وهذا الصراع الذي يعتمل فيها بين »واجب الشرف« ودعاء الحب يفضي على القصة عواطفها المتشابكة قوة وحدة فائقتين. أما رودريج فيقدم سيفه لشيمين ويدعوها لقتله، ولكنها لا تستطيع الانتهاء إلى قرار. فينطلق إلى محاربة المسلمين، ويعود إلى إشبيلية وفي موكبه الملوك والأسرى وهالات المجد، وتتغنى باسمه إشبيلية كلها، ولكن شيمين لا تزال تطالب بموته. وحين يرفض فرديناند، تعد بأن تتزوج أي رجل يتحدى حبيبها ويقتله. ويضطلع سانشو بالمهمة. ويقترح رودريج أن يدع سانشو يقتله. ولكن شيمين تندم على انتقامها، وتتوسل إليه أن يدافع عن نفسه. فيهزم سانشو، ولكنه يبقى عليه، وأخيراً يتم استرضاء قانون الشرف، وتقبل شيمين حبيبها، وينتهي كل شيء نهاية سعيدة.
واحتفلت باريس طوال نصف موسم بجمال شيمين وناقشت سلامة عقلها. وسمعت نغمات سياسية صاحبت النقاش. ذلك أن ريشليو حرم المبارزات، ولكنها تبدو في التمثيلية جزءاً من القانون الأعلى. أما النبلاء الكارهون لريشليو فقد تهللوا لتمثيل أرستقراطية ما زالت تتولى العقاب بنفسها. كذلك لم يسر الكردينال كثيراً لنجاح رجل توقف عن تلقي توجيهاته الدبية، فطلب إلى اكاديميته الوليدة أن تصدر نقداً منصفاً للتمثيلية، ولم يكد يخفي أمله في أن يكون الحكم ضدها. وأطالت الأكاديمية مناقشاتها حتى تهدأ الأعصاب؛ وأخيراً وبعد خمسة شهور، نشرت رأيها، وكان حكمها في جملته معتدلاً منصفاً. فقد اعترضت على الإشادة الواضحة بالحب الرومانسي، ورأت أن حل عقدة التمثيلية لا يحتمل التصديق، ووجدت في كلمات شيمين الخيرة لرودريجو وهو ماضٍ إلى قتال سانشو بعض الجلافة والغرور السخيف »عد ظافراً من قتال جائزته شيمين«. على أن هذا النقد لطفته الفقرة الختامية في حكم الأكاديمية تلطيفاً جميلاً:
»يجب أن يغتفر الناس، حتى العلماء منهم، بعض الاغتفار شوائب عمل ما كان يحظى بابتهاج المجتمع إلا هذا الحد لولا ما فيه من مواطن جمال غير عادية... وأن طبيعة عواطفه وعنفها، وقوة الكثير من أفكاره ورقتها، والسحر الفائق الوصف الذي يمتزج بكل عيوبه-كل أولئك قد كسب له مكاناً عالياً بين القصائد الفرنسية التي من هذا النوع(134).
ولم تتخذ الأكاديمية صفة القاضي الأدبي بعد ذلك إطلاقاً. أما كوريني فقد لطف من الموقف باهدائه تمثيلية »السيد« عند نشرها إلى ابنة أخت الكردينال المحبوبة، ورائعته التالية »أوراس« (1640) للكردينال نفسه، وكان ليفي قد روى هذه الأسطورة في »تاريخه«. ففي اليوم ذاته ولدت أختان توأمان، في مدينتين مختلفين، كل منهما ثلاثة توائم ذكور-أبو الأولين هورانيوس في روما، وأبو الآخرين كورياتوس في ألبا لونجا. وبعد جيل ارتبطت الأسرتان برباط أوثق، وذلك بزواج سلبينا ابنة كورياتوس، بأوراس وهو ابن هوراتيوس ، وبحب كاميللا ابنة هوراتيوس لأحد توائم كورياتوس. ولكن المدينتين تنزلقان إلى الحرب، ويلتقي جيشاهما وجها لوجه. أما سابينا وكاميللا فترتعدان في المعسكر الروماني، وتحدد سابينا الموضوع النسائي الذي تردده التمثيلية.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04262 seconds with 11 queries