الموضوع: "بطيخة" واحدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 17/09/2004   #1
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي "بطيخة" واحدة


يسخر المثل الشعبي ممن يحاول أن يتحمل مسؤوليات عدة في وقت واحد، ممثلاً إياه بمن يحاول أن يحمل أكثر من بطيخة بيد واحدة. ولكن السياسي يفعل هذا الأمر بالذات، أو يقنع الآخرين بقدرته على ذلك، على الأقل. فحتى يكون "سياسياً" لا بد له من القدرة على التعامل مع موضوعات عدة في وقت واحد.

السياسة السورية الحالية لا تبدو قادرة على التعامل مع أكثر من ملف دفعة واحدة. فالتعاون الخارجي مع الولايات المتحدة، حين يزدهر وتتحسن فرصه، لا بد أن ينعكس سلباً على الداخل السوري، وكذلك حين يسوء هذا التعاون ويستدعي فعل المستحيل لإعادته إلى الوضع المأمول؛ لأن السلطة تجد في "التحديات الخارجية" أمراً يستدعي شحذ كل طاقاتها. كما أن تحسن العلاقة مع الولايات المتحدة، يغري دمشق بالاستهانة بعلاقاتها مع الدول الأخرى، ولا سيما العربية، وهو ما يراه المراقبون حاصلاً في مجال التنسيق العربي، الذي تدخل سورية في نطاقه في مواجهة مع غير دولة عربية - ليست مسؤولة تماماً عنها وليس الآخرون مبرئين من تحمل مسؤوليتها - بينما يتحدث مسؤولوها ليل نهار عن تحسن العلاقة مع واشنطن، وارتفاع مستوى "الحوار".

لماذا يجب أن يتزامن ارتفاع مستوى "الحوار" السوري مع واشنطن؛ مع عدم اكتراث رسمي سوري بانخفاض مستواه مع المحيط العربي، وانقطاعه تماماً مع الداخل السوري؟! لماذا تبدو الحكومة السورية كمثل "العاجز" عن التعامل مع أكثر من ملف في نفس اللحظة، وهي التي تؤكد للجميع أنها الوحيدة المتمكنة من إدارة شؤون البلاد باقتدار، في وجه معارضة "لا تستطيع إدارة مدرسة"؟!

إنها سياسة وضع البيض كله في سلة واحدة. فلو حدث وساءت العلاقة فجأة مع واشنطن، لن تجد دمشق مفراً من العودة إلى محيطها العربي، كما حدث من قبل. ولكن الحكومة السورية تعول كثيراً على تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة وتذهب إلى آخر الطريق؛ إما لأنها واثقة من أن ما "تقدمه" لا يمكن أن يُواجَه بالرفض من الطرف الأمريكي الذي يسيل لعابه أبداً؛ أو لأنها ترى فيه "طوق النجاة" الأخير من وضع داخلي وإقليمي ودولي خانق، حتى الحليف الأوروبي أسهم فيه مؤخراً. والسببان يعبران عن "قصر نظر"، يأمل السوريون أن لا تكون حكومتهم واقعة فيه.

حزب البعث ليس جديداً على هذا النوع من السياسات، على كل حال. فهو منذ 41 عاماً يفرض على الجميع أن يقبلوا بالواقع الذي يرسمه وحده، لأن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" .. مع "العدو" الإسرائيلي طبعاً. ولذا فمعارك الوطن الأخرى مجمدة حتى إشعار آخر، فلا تنمية ولا بناء، ولا حرية أو ديمقراطية .. حتى ننتهي من "المعركة المصيرية"، التي تحولت بقدرة قادر إلى "سلام مصيري"، هو الخيار الاستراتيجي السوري الذي لا محيد عنه. وفي ظل الانشغال الجديد هذا، لن يتغير شيء على الأصعدة الأخرى، المؤجلة إلى أجل غير مسمى

رأي أخبار الشرق - 16 أيلول 2004

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03782 seconds with 11 queries