عرض مشاركة واحدة
قديم 10/01/2008   #20
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


الروائي العالمي


الدكتور حامد أبوأحمد

نجيب محفوظ واحد من أبرز المثقفين المصريين والعرب الذين جمعوا بين صفتي الأصالة والمعاصرة في آن، وقد امتزجت في شخصه وفي ثقافته وتوجهاته هاتان الصفتان امتزاجا حميما منذ أن بدأ الكتابة في الثلاثينيات حتي الآن، مرورًا بمسيرته المتطورة والمختلفة، وكان لهذا الامتزاج الحميم أثر في أن ما قدمه نجيب محفوظ منذ البداية يمثل مرحلة جديدة لتطور الفن الروائي العربي تميزت بالنضوج في الشكل والتقنية والأسلوب والمنظور الروائي بمستوياته المعروفة: المنظور الأيديولوجي، المنظور النفسي ومنظور الزمان والمكان والمنظور اللغوي أو التعبيري، وهذا النضج المبكر جعل أدب نجيب محفوظ مؤهلا لأن يفتح آفاقًا جديدة أمام الثقافة العربية، حتي جاءت اللحظة التي انتبه فيها العالم بقوة إلي أن هناك في مصر أديبا عربيا يصنع ثقافة عالمية فمنحه جائزة نوبل عام 1988، وهي الجائزة التي كانت بمثابة تتويج عالمي لهذه المسيرة الطويلة في تأصيل فن القص العربي والدخول في كفاءة واقتدار إلي ساحة العالمية، وكانت النتيجة المباشرة لذلك هي الإسراع بترجمة كل أعماله إلي كل لغات العالم، والنتيجة الواضحة الآن هي أن هذه الأعمال تحظي بتقدير الدوائر العلمية والأوساط الأدبية والمثقفين والقراء في جميع أنحاء الأرض، وهذا التقدير العالمي يشمل كل أعماله بدءا من روايات المرحلة الأولي حتي آخر مرحلة، بل إن رواية «زقاق المدق» وهي تنسب لمرحلته الواقعية الأولي، كانت أهم رواية حظيت بإقبال شديد من جانب جمهرة القراء في معظم بلدان العالم.
ويضاف إلي هذا الامتزاج الحميم بين الأصالة والمعاصرة في شخصية نجيب محفوظ بعد آخر يجعله قريبا جدا من القراء في أي مكان هو هذه الروح العالمية التي تتغلغل في شخصياته الروائية فنجيب محفوظ ليس مجرد روائي أو كاتب يعبر عن مكان معين وزمان محدد، ولكنه كاتب مهموم بقضايا الإنسان، وهو كاتب يشغله مطلب مهم هو البحث عن الحقيقة. وإذا كان كمال عبد الجواد هو الشخصية التي تمثل (1) نجيب محفوظ نفسه في «الثلاثية» فلنقرأ علي لسان كمال هذا قوله: «الأدب متعة سامية بيد أنه لا يملأ عيني، إن مطلبي الأول الحقيقة، ما الله، الإنسان، الروح، ما المادة؟ الفلسفة هي التي تجمع كل أولئك في وحدة منطقية مضيئة كما عرفت أخيرا، هذا ما أروم معرفته من كل قلبي، وهذه هي الرحلة الحقيقية التي تعد رحلتك حول العالم بالقياس إليها مطلبا ثانويا، تصور أنه سيمكنني أن أجد أجوبة شافية لهذه المسائل جميعا» (2)
ويقول نجيب محفوظ في حواره مع جمال الغيطاني: «بعد أن بدأت أقرأ المقالات الفلسفية للعقاد ولإسماعيل مظهر وغيرهما، وبدأت قراءاتي تتعمق، تحركت في أعماقي الأسئلة الفلسفية، وجدت أن هذه هي همومي، وخيل إلي أنني بدراستي الفلسفة سأجد الأجوبة الصحيحة، ألا يصبح الدارس للطب طبيبًا، والدارس للهندسة مهندسا؟ إذن فدراستي للفلسفة سوف تجيب علي الأسئلة التي تعذبني. خيل لي أنني سأعرف سر الوجود ومصير الإنسان، يعني بعد تخرجي سأتخرج ومعي سر الوجود، وكنت أدهش، كيف يتجاهل الناس سر الوجود في قسم الفلسفة ويدرسون الطب أو الهندسة» (3).

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05800 seconds with 11 queries