تابع مرثية الفرات العتيق
يا أبي.. يا أبي
ها أنا الآن أفتحُ جرحَ القصيدةِ نافذةً
لتطلَّ على روحِكَ الطاهرهْ
اقرأ المتبقّي من الحَسَراتِ..
على ضفّةِ الانكساراتِ..
أفردُ أشرعةَ القلبِ فوق زوارق حزني
وأحملُ من كاهناتِ الغيابِ
ومن كائناتِ الحضورِ
سؤالين من كلِّ مملكةٍ
ثمَّ فليأتِ ما يأتي..
بعد الذي صار ما صار..
أنتَ الذي أطلقَ الطائرَ الحُرّ في صدرِنا
وأمام المصاعبِ قلتَ: احرقوا السُّفنا..
فالسلام على روحِكَ الثائرةْ
والسلام.. السلام على أمّةٍ
لم يعد في قواميسِ أركانِها
غيرُ قرقعةٍ لحروفِ السلام
استميحكَ في صمتكَ الآن..
أعرفُ أنيّ نكَأتُ جروحَكَ
لكنّني ما تجاوزتُ حدّ الكلام
استميحك في بيتك الآنَ..
أقرعُ بابَكَ..
-أعرفُ لا بابَ للقبر-
لكنّني أستطيعُ الوصول..
يقيني بأنّكَ تسمعني
ويقيني بأنّ الذي بيننا
عاجزٌ أنْ يقول..
فهل من رسولٍ
سوى هذه الخلجات اللواتي
أحسُّ بهنَّ رسولا؟؟
سلامٌ عليكَ أبي
وسلامٌ على روحِكَ الساخرةْ
ها بطيْبِكَ شيّدتُ بيتاً لروحي
وباسمِكَ سمّيتُ طفلي الجديدا
كأنّ الزمانَ الذي قد مضى
ما انقضى
تستمرُّ الحياةُ بما يشبهُ اللهوَ..
من عبثِ الماءِ بالطينِ
والطينِ بالنّارِ..
تولدُ في كلِّ موتٍ قصيدةْ!!
لا تحلموا بعالم جديد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر اخر جديد
وخلف كل ثائر يموت
احزان بلا جدوى
ودمعة سدى
،،أمــل دنقل
:
((We ask the Syrian government to stop banning Akhawia ))
|