فصل حياة - الجزء الخامس
العواطف الكاذبة
وصهيونا أنزل بقومي فحل بهم الحرب والبلاء,وظفر شمائلهم بهلاك وقتل, دون رحمة آدم وكأنه ينحر الابل ويذبح البقر, فيا عجبا بفئة وكثرة دمائعها ودسم أجفانها مدعية عواطفها, كيف راحت ترفع أسعار المواد الغذائية وأيجارات البيوت حيث الاماكن الآمنة مستغلة سوء الحال.ويا عجبا بعد أن دقت الصواريخ أجساد المجاهدين وأبترت عظامهم وأفقدت أبصارهم وأرملت زوجاتهم وأيتمت أطفالهم,كيف أن راح أولاد الجارية يشكون من صفير الطائرات أو لمبان دمرت كزائر ثرثار أمام مريض يتخبط بأوجاع مرضه.
وبسالة جيشنا وعزيمتهم شاءت حمايتنا من أرهاب الجهلى, وأثناء قيامهم وبعد فاجعة أكثر من مئتين شهيد وأربعمئة جريح,ورغم كل هذا لم يثني أحدى محطاتنا المحلية عن عرض برنامجها الفاحش, وقلوب البعض كانت تهتف لجارية تحرك شفتاها,وظلت عواطفهم الكاذبة ودموع التماسيح تسيل عن أجفانهم حتى سئم الحجر تهتان سمومهم وهي تنصب عليه .
وصديقة ظلت تشتم بمصر ورئيسها مطلقة شعارات متضامنة مع أهل فلسطين,وبعد أيام معدودة لأنتهاء الحرب, حتى راحت لأحد الملاهي الليلية تبعد بضعة أميال عن باب رفح,ترقص شبه عارية,ودماء أبناء غزة لم تجف بعد في مقابرها.
ولن أستثني المفرد عن الجمع في أمثلتي فالصديق الاقرب ألي ما ان علم بما حصلت وما حققت وما نجحت به حتى أكتست الغيرة ملامحه وسارت في عروقه كالسموم وكأنني أحسست برغبته في أن تدق يداه عنقي ويأخذ محلي.
والوجه المشرق الذي أبتسم لوجهي لم يقصد أن يريني الحسن في البرايا أو أن يدفىء قلبي بل جل ما قصده كان فعلي لأجل مصلحته في دنيا حقيرة زائلة.
وها أنا في فصل حياة وربيع عمر أرى الصراط معهم هدرا, وأقسم بالله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لولا حاجتي الفطرية للصديق والرفيق لبصقت على جموعهم وهجرت كلتهم ورحت بعزلتي مفارقا عواطفهم الكاذبة وحقارتهم وخبائثهم فكل ما يفعلون وما يظهرون مكر وأحتيال لا أرى خير وجودهم ولا سلام نفوسهم ولا محبة قلوبهم...جل ما أرى أنانية عقولهم, واضحة في بصري أكثر من لون بشرتهم وملمسها في جسدي أقوى من ملمس لحمهم , فيا أبناء الأرض من أطهار لا تستمعوا أليهم روحوا الى أهاليكم وأعملوا لمصالحكم فهي فوق كل أعتبار والتضحيات والمبادىء حرام عليهم, فضحوا لأمهاتكم وآبائكم ولكل من أحبكم ويا أخوتي الأوفياء لا تجعلوا من أحدا أخا لكم, فما لكم في دنياكم الا تلك الروح التي تحرك أجسادكم فحافظوا عليها .
|