الموضوع: لا يوجد حل آخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 21/08/2007   #1
صبيّة و ست الصبايا ناتاشا
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ ناتاشا
ناتاشا is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
احلامى
مشاركات:
58

إرسال خطاب MSN إلى ناتاشا إرسال خطاب Yahoo إلى ناتاشا
افتراضي لا يوجد حل آخر


لا يوجد حل آخر

نظرت الى القرص الصغير بنى اللون الذي بين أصابعي بتمعن والذي كنت ممسك به منذ نصف ساعة أديره في كل الاتجاهات أحملق فيه بتساؤل وبراكين من الأفكار تتفجر في رأسي
فتنسال حممها في جسمي فأشعر به في صورة توتر ورعشة تسرى في جسدي مسرى الدم
شعرت بقطرات من الماء تتساقط من جبهتي والتي لم تكن بسبب أن أحدهم سكب على وجهي كوبا من الماء البارد... ولكنه كان العرق الذي تسلل من مسام جلدي جراء تلك البراكين المستعرة داخلي
أعلم إن ما سأقدم عليه يعتبر حملقة شنعاء .. وكم كنت أتمنى أن اقدم على حماقتي هذه منذ سنين
منذ زمن وأنا أتمنى أن افعل هذا
لم أتوقع أن ارضخ لهذه الفكرة المجنونة بسهولة
والتي ألحت على حتى لم أجد منها مخرج آخر
وماذا يمكنني أن افعل غير هذا؟ لو املك خيار آخر لكنت فعلته
ولكن .... ولكن ماذا يمنعني الآن ؟؟
أهو الخوف؟ أم جبني الذي اشتهرت به كسابق عهدي ؟
أم لأنني لا أريد الذهاب بهذه الطريقة المقيتة؟
صحيح انهم سيبكونني يوما أو اثنين ... وبعدها كأن شيئا لم يحدث
لكم كنت أردد يوما . أن من يفعل هذه الحماقة فهو إنسان ضعيف ومتخاذل ..ويا لسخرية القدر . انا الآن من سوف يقوم بهذا الفعل ... ولكن ما الضير من ذلك وأنا فعلا إنسان ضعيف ومتخاذل وفاشل
سألت نفسي ( هل هذا فعلا ما يجب على فعله؟؟؟؟)
لا أدرى ...................
قلبت الأمر في رأسي عسى أن أجد مخرجا آخر....
ولكنى لم أجد أي حل آخر .......... فلذلك سأفعلها
نعم.... سأنتحر ,, نظرت للقرص الصغير في دقة اكبر وخاطبته متسائلا:
الآ تستطيع أن تخبرني أنت يا قرص السيانيد,, أين سوف أذهب بالتحديد؟ هل تستطيع أن تخبرني اذا كان ما سأفعله يعد الشيء الصحيح؟؟
قلت لنفسي بدهشة::
_لاشك إني قد جننت .. إني أتحدث مع شئ لا يعنيه آلا أن أتناوله ويودى بي الى الجحيم
ولكن ماذا في هذا ؟ إني أودع هذه الحياة فمن حقي التحدث مع أي شئ كان .. إني استحق هذا فقد تعبت وتعذبت كثيرا و أسعى للراحة.
عدت لحديثي مع قرص السيانيد مرة أخري قائلا :
_أخبرني أيها القرص المميت ... هل أنت من سيعوضني عن كل حياتي التي خسرتها,, هل تستطيع أن تعيد لي أحلامي التي ضاعت فأصبحت سراب,,بل هل ستعيد لي تلك الروح التي عشقتها وتبددت في الظلام,,ستعوضني عن فشلي في كل أمر أقوم به,,أم عن كراهية الناس لي وتدهور علاقاتي بهم لقد أصبحت منبوذا بنظرهم ..هل تستطيع أنت أن تغير لي كل ذلك؟؟... بل أخبرني بالله عليك ما الذي يبقيني على قيد الحياة بأية حال؟
إني فاشل وسأظل فاشلا ما حييت ولن انجح.. وقد حاولت كثيرا ولكنى فشلت,,,, بل فشلت حتى أن أحاول
فلذلك لا أطيق انتظار الموت كي يأتيني ..سأذهب انا إليه
استرسلت في حديثي بمرارة أبكتني :
_ماذا تحاول أن تخبرني بلونك الداكن المقيت...؟
أتقول لي :إني لن أعود أبدا لهذه الحياة لو تناولتك وتقول أن هذه آخر لحظاتي في الدنيا
تريد أن تقنعني أن أعطى نفسي فرصة أخري كي أحاول أن انجح
كلا يا عزيزي ... لقد سئمت التجارب الفاشلة وكما سئمت أيضا من الحزن والعذاب والمرض الذي يتملكني ... أيا ترى هل أنت أيها الشيء الصغير من سيريحني من كل أوجاعي الدنيوية ؟؟
أراك لا ترد على.. أستطيع أن أخمن انك تود أن تقول (هيا تناولني أيها الثرثار وكف عن الشكوى حتى تستريح من آلامك)
فكرت مرة أخيرة فيما انا مقدم عليه حتى أتأكد من اختياري هذا
لقد صارعت الحزن طويلا حتى إني نسيت كيف يفتر ثغري باسما ولا اعلم شيئا عن تلك الرقصة الى يرقصها القلب حين تغمره السعادة
إني لم انسها بالشكل الجيد ولكنها محيت من ذاكرتي ومن حياتي البائسة
انسالت دموعي الحارقة التي ستكون اخر ما يمس وجهي من ماء (باستثناء ماء الغسل عند مراسم دفني بالتأكيد)
لم أعد احتمل المرض الذي يأكل جسدي ..ولا احتمل وحدتي وكآبتي ,,لا أرى سعادة في أي شئ .. إنها النهاية دون شك..لابد من ذلك حتما
لا اشعر بأي نوع من الود لهذه الحياة القاتمة
اللعنة على أولئك المتفائلون الذين يرون كل شئ بضوء كرستالى وردى ...يا للسخافة..لكم يثيرون اشمئزازي!!
صرخت بأعلى صوتي بسؤال كان يستفزني بشدة::: هل سأموت هكذا ؟؟؟؟؟!!!
لم يجيبني سوى نحيبي المتواصل ..فأجبت حين لم يجب أحد: نعم سأموت هكذا...والآن.
افضل أن أنهى حياتي بيدي على أن ينهيها أحد اؤلئك المتعجرفين
ألقيت نظرة وداع أخيرة على كل شئ حولي
الغرفة التي طالما أمسيت واصبحت بها كئيبا حزينا, وهناك في ذلك الركن المهمل كتبي ومذكراتي فهما الوحيدان اللذان كانا معي في وحدتي
غمغمت في ألم :ثم وداعا لكل من كان له دور في إدخال الشقاء والحرمان الى قلبى الصغير.
جلست عل طرف فراشي وتنهدت بقوة حتى أقول وداعا للأكسجين الذي سيفارق رئتي بعد قليل ثم نظرت الى القرص السام قائلا:
_على أية حال سأتناولك ولكن عدني أن تهبني موتا سريعا ليس به قدر كبير من العذاب والألم
وتناولت قرص السيانيد الذي كنت قد اشتريته منذ زمن بعيد حين بدأت تسيطر هذه الفكرة على رأسي وهائناذا أنفذها بمنتهى الإخلاص
ثم بعدها رقدت على ظهري وأغلقت عيناي وتمتمت بصوت خافت : نعم... فلا يوجد حل اخر
وجال برأسي كل أيام عمري منذ طفولتي وصباي ومرحلة الجامعة ووظيفتي ومرت أشباح صور في ذاكرتي أمي ...أبى .. حبيبتي.. أصدقائي
وأحلامي الوردية والتي لم تعد وردية بعد الآن
فكرت في حياتي بعض الوقت ومن ثم.............................

لا شئ.............................................. ......................................

احرقت كل ما كنت اقدس وصرت اقدس كل ما اعتدت احراقه.............
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07553 seconds with 11 queries