الصباح
مؤتمر لدول جوار العراق في دمشق...
النتائج هي نفسها في كل مرة, و لو أردت أن أشير إلى أمر محدد منها, فغالبا سيكون إلى عجرفة و تعالي القائمة بأعمال السفارة الأميركية في دمشق من حيث اتهامها لسوريا بتسهيل مرور إرهابيين إلى العراق...
لا يبارح عقلي المحدود القدرات تساؤل أعتقد أنه منطقي.. قليلا: هل الولايات المتحدة عاجزة عن السيطرة على الحدود الغربية للعراق مع سوريا, و هي عبارة عن برّية منبسطة يمكن رؤية السيارة فيها على بعد كيلومترات بالعين المجردة؟ و إن كانت فعلا عاجزة عن ذلك.. فلماذا تفترض أن سوريا, بإمكاناتها المحدودة كدولة من دول العالم الثالث, قادرة على ما تعجز عنه أقوى دولة في العالم؟
أنا يا سادة من أنصار نظرية المؤامرة عندما تكون بهذا الوضوح الذي يشكّل استحقارا للعقل البشري... و لذلك أقول بكل ثقة أن الولايات المتحدة لا ترغب بنهاية الإرهاب في العراق, بل ستدعم استمراره, لأن استمراره هو استمرارها, مهما تم توقيع اتفاقات جلاء يمكن مسحها تبعا للـ "ظروف".
ستكون خطوة جيدة لأوباما يُشكر عليها لو أصدر قانونا فيدراليا يمنع استغباء الخلق بهذه الطريقة المهينة.
و طالما نتحدّث عن القائمة بأعمال السفارة الأميركية في دمشق, فأود الاقتراح بأن يتم استبدالها بسارة بالين, المرشحة الخاسرة لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة من الجانب الجمهوري, و أقترح هذا الأمر لأنها على الأقل أجمل من الموجودة, و صوتها أقل إزعاجا للسمع.. و عدا عن ذلك, فهي إنسانة ظريفة أثبتت قدراتها الكوميدية في تصريحاتها خلال الحملة الانتخابية, و لذلك فقد يكون من الممكن أن تحصل على دور في مسلسل "بقعة ضوء" و بهذا الشكل تحصل على راتب إضافي لتشتري الفساتين, إن لم يكفها الراتب الديبلوماسي..
الظهر
طالما تحدّثنا أعلاه عن نظرية المؤامرة... فلنبق في هذا السياق... فمؤخرا أجد نفسي من أنصارها, و بهذه المناسبة أذكر مثلا اسبانيا شهيرا يقول: "فكر باحتمال سوء النيّة, و سوف تصيب حتما" (Piensa mal, y acertaras)
لا أصدّق المهزلة المسرحية لعمليات القرصنة في مياه بحر العرب و القرن الأفريقي...
أحاول... و لكنني لا أستطيع..
لا أستطيع أن أصدّق أن هذه المنطقة المزدحمة بالقطع العسكرية الأميركية و الفرنسية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي هي منطقة قراصنة يعملون بها بهذه الحرية و بهذه القدرات.. أين المدمّرات التي كانت تظهر فجأة في هذه المنطقة لتلقّي "هجمات ارهابية" على طراز المدمّرة يو أس أس كول؟
أين فرق الكوماندوس التي أغارت على الصومال منذ خمسة عشر عاما بحجة القضاء على الإرهاب, في مهزلة عسكرية استحقت بجدارة اسم عملية Showmalia ؟
بدأت عمليات القرصنة تظهر منذ شهور مع السطو على بواخر صيد أوربية, و الآن تبدأ باستهداف ناقلات النفط العملاقة, هذه التي تبحر إحداهنّ بحمولة تعادل ربع الإنتاج اليومي للمملكة العربية السعودية, و دون حراسة؟!!
منذ أن تم السطو على أول ناقلة نفط, و وسائل الإعلام الغربية تذيع بشكل متواصل التقارير و الدراسات عن سهولة السطو على ناقلة نفط, من حيث بطء ملاحتها و عدم امكانية تسليحها بسبب حمولتها الخطيرة, بالإضافة إلى أن أقل مناورة لهذه الناقلات العملاقة قد تستغرق الساعات...
عقلي المهووس بنظرية المؤامرة يتساءل عن إمكانية ربط العمليات ضد ناقلات النفط الآن في هذا الوقت, و انخفاض سعر النفط العالمي و الحاجة لرفعه, أو على الأقل الإبقاء عليه كما هو... و بالتالي يتساءل أيضا إن كنا سنسمع بالقراصنة مرة أخرى إن عاد سعر برميل النفط إلى ما فوق الـ 100 دولار.
هل من أحد يشاركني النظرية؟
العصر
في مبادرة جميلة جدا للعديد من المدوّنين السوريين, تم الإعلان عن "ساعة من التضامن مع غزة, حتى لا تموت ضمائرنا" يوم الخميس, السابع و العشرين من تشرين الثاني, في تمام الساعة الثامنة مساءا.
خلال هذه الساعة, سيتم الإمتناع عن الطعام و الشراب, و إطفاء جميع المصادر الكهربائيةو المائية و الإكتفاء بضوء الشموع, تضامنا مع أهلنا المحاصرين في قطاع غزة من قبل يد الهمجية و البربرية التاريخية في العالم, هذا الكيان المسمّى صهيونيا..
في مبادرات سابقة من هذا النوع, كان هناك اعتراض كبير على هذا النوع من النشاطات من حيث أنه "لا يجدي شيئا و لا ينفع المحاصرين بشيء" على حد تعبير المنتقدين.
أعتقد شخصيا أنها مبادرات ضرورية, ففي هذه الساعة التي سنقعد فيها بدون كهرباء, و بالتالي بدون أي نوع من أنواع التسلية و الترفيه, سنشعر بالملل و السأم حتى, و سنحس جزئيا بما يعيشه أهلنا في غزة منذ شهور طويلة, سنفكّر في معاناة مرضاهم, في عذاب الأطفال.. و بالتالي لن يكون سهلا أن نغيّر قناة التلفاز عندما تذكر أخبارا عن فلسطين لأننا "سئمنا أخبار فلسطين", و سنشارك بهمّة أكبر في كل مبادرة لمساعدة المحاصرين في أرضهم..
و لذلك, سأشارك في هذه الساعة التضامنية, و سأدعو كل من أعرفهم للمشاركة..
المغرب
في حديث مع والدي يوم أمس, أخبرني أنه لم يهبط البرد القارس بعد, و بالتالي لم يكن هناك حاجة لتشغيل التدفئة...
يقول والدي, و أنا أوافقه في ذلك, أنها حكمة من الله عز و جل, حيث أنه لا يريد أن يخنق العباد بأسعار المازوت الكاوية لأي جيب شعبي يعيش على قوت العمل, الشحيح أصلا بسبب الحالة الاقتصادية السيئة.
فكّرنا سوية في من, في نفحة مخملية قد يندم عليها طوال حياته, اشترى مدفئة أولمر الشهيرة (أولمر, و ليس أولمرت.. اللهم عافينا), فهذا الشخص يحتاج إلى ما لا يقل عن 15 ليترا من المازوت يوميا, و هذا يعني 375 ليرة سوريّة يوميا ثمن محروقات للتدفئة...
حقا يا والدي.. إنها حكمة من الله عز و جل أن الطقس لا يزال دافئا.. و حسبي الله و نعم الوكيل...
و سوريا الله حاميها...
الليل
دفق من نسيم عليل... هواء بحرِ بارد الأمواج.. في يوم صيفي قائظ
همسات فيروزية.. معطّرة برائحة ياسمين دمشقي فاحت مع رشّة ماء فراتي...
كلمات و حروف... تنسج لي بساطا أطير به كالسندباد... من حويجة زهرة و حتى مشتاية..
لحظات حب... جعلت عشق قيس لليلى.. دعاية منظفات...
كل هذه الهدايا.. مغلّفة بورق جميل.. بلون الروح ...
...
شكرا لساعي البريد
العنوان هذا الأسبوع بهذه الطريقة بناءا على طلب أحد القراء المتشائمين من الرقم الناتج عن عملية الجمع المذكورة.