[لاوديسا]

الجمعة... ليلة أنارها بدر شعبان بكامل ضوئه ونوره... في قلعة «الحصن». الموعد مع سلطان الطرب جورج وسوف والمطربة المصرية شيرين.
غنّت شيرين لساعتين تقريباً حتى حضر السلطان، مسنوداً ببعض رفاقه. وما إن دخل باب القلعة، حتى هجمت الآلاف لرؤيته. نعم، ليس هناك مبالغة، الهجوم لرؤية الوسوف، تماماً كما الزعماء الكبار، هناك حب يكنّه الناس في كل مكان لهذا الرجل الذي يدخل وهو لا يطيق أحداً ويخرج وهو لا يطيق أحداً، ومع ذلك على قلب الناس «عسل وسكّر».
يتوتر جورج منذ وصوله، يشتم، يصرخ، يجامل، ثم يغني أجمل الغناء... يغني ويغني، ولا تتوقف الأيدي عن التصفيق لساعة وربع، وهذا كل ما قدّمه جورج، تمر الساعة كأنها دقيقة، ناس مصابة بهستيريا لا يمكن لعلم النفس مهما تقدّم أن يفسّرها أو يشرح أسبابها.
ينهي جورج وصلته. يغادر... فتخرج وراء طيفه جماهيره تودّعه كما لو كان الساحر يتركهم لمصير آخر.