عرض مشاركة واحدة
قديم 14/07/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا jovia
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ jovia
jovia is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
المطرح:
احلا بلد عربي الامارات
مشاركات:
1,402

افتراضي افتح يا سمسم ابوابك (2 _7 _2)


افتح يا سمسم أبوابك. جئتك اليوم وحدي. لا أحد ولا شيء معي. فرفاقي يا سمسم غدروا في منتصف الطريق بي وسرقوا حتى خُفَّي حنين مني..

افتح يا سمسم أبوابك

دعني أتنقّل فوق أشجارك

كصديقتي النحلة «زينة»

دعني أعاني كما عَانَت

من غباء صديقها «نحّول»

دعني أُحدِّق في وجوه النحل معها

دعني أبحث عن وجه أمها

دعني أُصدِّق أنّ لَسعَة النحل لا تُؤلِم

وأنَّ الأصدقاء حين يقتربون.. لا يلسَعون

افتح يا سمسم أبوابك

خبّئني بين جدرانك

ودعني أرتدي ملابس «سالي»

وأحمل لعبتها البائسة بين يدي

وأنتظر أبي يعود بمنجَم الذهب إليَّ

وأحتمل قسوة المعلِّمة باسم التعليم

وأُبرِّر باسم التربية ظُلم المربِّية

وأُصدِّقهم بأنَّ التربية مازالت تسبق التعليم

آآه يا سمسم

كم أبَكَت «سالي» طُفولتي لو يعلمون

افتح يا سمسم أبوابك

أجلسني في ركن قَصِيٍّ من أركانك

مَشِّط بالفرشاة شَعري

أعد لي ولو وهماً شيئاً من عهد جَدي

وقلب جدي

وهيبة جدي

وحنان جدي

وإتكاء يمناي على حجر جدي

وأنا أُتابع بشغَف

الخمسة عشر رجلاً

الذين ماتوا من أجل صندوق

ما أكثر الذين يموتون الآن من أجل صندوق

افتح يا سمسم أبوابك

خَبئ ارتعاشات حنيني بين جدرانك

أعِد لي طُقوس ليلة العيد

والمراجيح والألعاب النارية

وحقيبتي الحمراء الصغيرة

ذات اللمعان وصوت النقود المعدنية

وعيدية الدراهم

ورصّ الدرهم فوق الدرهم

وفرحة العيدية

افتح يا سمسم أبوابك

وغضّ بصرك عني وانْسَنِي بين طينك وأحجارك

غطِّني يا سمسم بردائك

دعني أُنقِّب تحت أنقاض عمري وأنقاضك

دعني أبحث عن رفاقي

الذين كانوا يوماً شعبك وسكّانك

«نعمان»

و«ميسون»

و«بدر»

و«أنيس»

والوحش «كعكي»

وأُدندن معهم ولهم:

«افتح يا سمسم أبوابك. نحنُ الأطفال»

«افتح واستقبل أطفالك نحنُ الأطفال»

كبرنا يا سمسم

ما عدنا أطفالاً

ولا عدنا يا سمسم.. أحبابك

افتح يا سمسم أبوابك

ثبَّت لي بين الحيطان تلفازك

دعني أعبث بقنواتك وأزرارك

دعني أغفو على وسادة الزمن

وأُتابع بحنين باهت الملامح:

«إلى أبي وأمي مع التحيَّة»

وأُردِّد معهم بروح طفلة:

«يا أبونا وأُمّنا

يا سند بيت الهنا

احنا ما ننسى فضلكم

حتى آخر عمرنا».

فهل أمسينا يا سمسم الآن

في آخر.. عمرنا؟

افتح يا سمسم أبوابك

جئتك اليوم وحدي

فالرفاق يا سمسم ليسوا معي

تَشتَّت يا سمسم رفاقي

فآخر عهدي بهم

يغسلون تراب أقدامهم

ويمسحون حروف الفحم من فوق جدران المنازل

ويُغادرون الحي القديم

فرفاقي يا سمسم صعدوا سفينة الأيام منذ سنوات

ولوَّحوا لي مُودِّعين

وقالوا إنهم يوماً ما سيعودون

ولم يعودوا

ولـن يعـودوا

ولـن يعـــــودوا


انـــــا آســــف لأنــــــي ما كنـــش غصـــب عنـــي.... بيـــن الســـحاب ادوب وارحـــــل بين الدروب
...... وعــــن حبــــك اتـــوب.. وانســـى انـــــ كنتـــــي منـــــي .... ماكنـــش غصــب عنـــي مــا كنش غصـــب عني


انـــــــــا آســــــف
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03237 seconds with 11 queries