عرض مشاركة واحدة
قديم 12/08/2008   #5
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي


شظايا وطن
حتى أزرع في الأرض جنتي، أو أنتزع من السماء جنتها
تحقيق : راما نجمة
"لن ارتد حتى أزرع في الأرض جنتي، أو أنتزع من السماء جنتها، أو أموت، أو نموت معاً"، كان هذا صراخ غسان كنفاني، وتحديه للسماء أنه لن يرضى أي تعويض عن وطنه التي هي حياته.
نداء لم يبق له الكثير من الصدى، في زمن انقطاع الذاكرة عن رحم الأرض، هل ثقبت الذاكرة واحتلت الأرض كما يقولون، أم ربما العكس هو ما حدث حقاً!؟
كان التراب يوماً مصنوعاً من البشر، وكان البشر مصنوعون من التراب، كانت الأرض عرضاً، والعرض شرف الذاكرة التي لا تنسى، كان الوطن أرضاً ترفض حدودها، وليس 28 كرسياً في مجلس الوزراء ذي الأربعة جدران، كان الألم تاريخاً للنضال، ولم يكن الحاضر براغماتياً لأبنائه وحاقداً على أحفاده، ما الذي حدث حتى جعل الشعارات مضحكة والأغاني مريضة، كيف سنتحدث عن المواطنة ونحن نعيش على أرض مثقوبة وفي ذاكرة محتلة؟. أليست المواطنة هي شعور بالوطن بداية، فتعالوا نلملم شظايا هذا الشعور...
"تستغرق الطريق من مجدل شمس الى مدينة الأشباح مدينة القنيطرة "، فترة زمنية لا تتجاوز الست والثلاثين دقيقة. الذاكرة المحمولة في الأذهان ممن تبقى من جيل الآباء والأجداد الذين عايشوا فترة ما قبل الاحتلال، تستحضر بقايا من الماضي، في وجدان الحاضر، فتتجسد أمامنا حاضرة من عبق الماضي سهول المنصورة، واشجار الحور في تل البرم، وعين حورا، وتل الأحمر وصدر العروس. التي تطل على مجدل شمس ومسعدة وبعض الأشجار العالية التي سلمت من الاقتلاع في مدينة القنيطرة، وقرية عيون الحجل، تستحضرك، حركة الجنود في مخفر القنيطرة، وثكنات الجيش المهجورة التي اخترق جدرانها الرصاص، واحتضنت زواياها العالية أعشاش عصافير الدوري، والسنونو، بعد أن هجرها حماتها وروادها، واقتلعوا من أرضهم، منذ سنين، حاملين معهم، معاناة شعب مشرد، ومهجر، تحول إلى مخيمات اللاجئين والنازحين، وتاركين وراءهم ذكريات وتاريخ شعب عريق الجذور والأصول، رازح تحت نير الاحتلال."
أيمن أبو جبل -أسير سابق
مجدل شمس - الجولان السوري المحتل

كلنا نعرف متى احتل الجولان، نحفظ تاريخ النكبة، مثلما نحفظ تاريخ تحرير القنيطرة، من أجل عشر علامات في مادة التربية القومية، ثم يغيب الجولان، يحضر خجلاً في نشرات الأخبار، كرمح في خاصرة الوطن، كسبب لكل القضايا، للحرب والسلم والديمقراطية المعلقة، يذهب الجولان كحياة كبشر وحجر، ويحضر كقضية وتاريخ يستدعى قسرياً في وقت الحاجة، الجولان وسكان الجولان وقرى الجولان وتاريخ الجولان وجغرافية الجولان، ليست حاضرة في وعينا وتفكيرنا وفي ذاكرتنا، هذا الجنوب السوري، هذه الأرض التي احتلتها إسرائيل، فثقبنا ذاكرتنا وأسقطناها منها، وكما يقول المحلل السوري، ياسين الحاج صالح فإن "توطين الجولان في الوعي والثقافة والذاكرة السورية، ليس في التغلب على حواجز الاحتلال المادية بل في تكثيف شبكات التواصل والتفاعل المعنوي والشراكة الروحية بين السوريين الذين يفصلهم المحتل".
ماذا فعلت الحكومات السورية لتقوي ارتباط الجولانيين ببلدهم، أو ماذا قدمت من التزامات أو استحقاقات تجاه أهالي الجولان المحتل، وماذا فعلت جمعيات حقوق الإنسان من أجل الأسرى السوريين الموجودين في السجون الإسرائيلية،وماذا فعلنا نحن، سوى إقصاء الجولان من الوعي والذاكرة، بل نسيناه كمجتمع حي...
الذاكرة
"صفعه على وجهه صفعة خفيفة لم تكن كافية لهش ذبابة عن وجه السجين... لو وجدت فعلاً، وكرر ذلك مرتين أو ثلاث.
ضحكت في سري متألماً آسفاً لمعرفتي إلى أين سيؤول به الأمر. فبعد أيام صار صوته الحاد يملأ الجناح، ولا يترك الكرباج من يده يضرب به كل سجين يمر دون أي سبب فإن لم يجد سجيناً يضرب الحيطان.
حزنت على هذا الصبي الذي بكته أمه مثل كل الأمهات السوريات، يوم فارقها لأول مرة من حياته ليخدم الوطن: ليحميها ويحمي إخوته وأبناء قريته من ضيم ومن شر يتريص بهم من ذاك الغريب وراء البحار أو وراء الجولان... أو وراء البقاع".
لؤي حسين
الفقد- حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي

هكذا صار وفقدنا بوصلة الوطن، أصبح الاختلاف حول الوطن يصنفنا إلى أعداء وأصدقاء، تأسست لدى جيل كامل ذاكرة مريضة بحمى الخلافات الداخلية وقد أضحت جبهة المعارك القاسية، هل يمكن أن ننكر أن الذاكرة السورية، والتاريخ السوري الحديث يوجد هناك، مدفون في أعماق اللاشعور، أو في مملكة الصمت الرهيبة التي تكبر داخلنا...
أو كما تراها الكاتبة سمر يزبك "حواف الهاوية التي نعيشها في سورية من عزلة ثقافية وسياسية، شبيهة بعزلة إجبارية في قصر كبير، زخارفه مترفة الضوء. مترعة النوافذ، لكن الحركة فيه ممنوعة، إلا لصالح زخرفة الغامض المجهول الذي لا نعرفه ولا نراه ويبقى متخفياً وراء الشعارات الوطنية، والأعلام الخفاقة تحت سماء الوطن".
فذاكرتنا مجروحة بل هي محتلة ببقايا صور مشوهة عن الوطن، ومشاهد مقسمة على قياس انقسامات هذا الوطن، وبالتالي لن يسترجع السوريون ذاكرتهم الحقيقية إلا بعد أن يسوّى هذا الأمر، أي بالديمقراطية والحرية واحترام الإنسان.

التراب
وفي مكان ما، في الأرض ربما، وفي نفوس الذين توجهوا نحو سموات الغيب داخل الأرحام، التي لم تحبل بعد، على حافة سقوط الإنسان وعبوره... في أي من هذه الأماكن الغامضة كان يكمن ألم، لا حدود له يسع الأرض والسماء، ويسد جميع المنافذ في وجه الإنسان الباحث عن أرض صغيرة مطهرة من الدم والبؤس وآثار أحذية الجنود.
حيدر حيدر
الفهد- رواية عن زمن سوري

في يوم ليس بعيد، حارب السوريون من أجل قطعة أرض، أقاموا الثورات وحفروا الخنادق، تحزبوا وتشاجروا، كانت الأرض هي الشرف والوجود، من يبع أرضه يخسر احترامه الاجتماعي، لا تعني الأرض لجيل اليوم الكثير، التراب مجرد تراب، قد يباع وقد يشترى، وقد يكون صفقة رابحة أحياناً...
رغم أن المعادلة البسيطة تقول إن قطعة الأرض هي أفضل تجسيد مرئي للوطن، بل أن الإنسان يشعر بوطنه جاثماً في قلبه، عندما يمسك بصك ملكية لأرض ما على امتداد جغرافية الوطن، ولو كانت بضعة أشبار، فمن لا يرى لا يصدق، ومن لا يمسك التراب بيديه، لا يدرك كم يساوي وطنه...
وربما أحد الأدلة على ذلك، كيف يسعى المغتربون إلى شراء الأراضي في وطنهم كصلة لا يمكن أن تنقطع مع بلدهم الأم، يقول المغترب سمير سمعان واصفاً علاقته بالمكان: "سكه الحديد التي تمر بقريتي الروضة وتلك البئر التي يستقي منها السكان حتى ذاك اللباس المنتمي للأرض ببساطته، أشياء ما زالت تدغدغ ذاكرتي المشتتة بين مناطق شتى لم تستطع أي منها أن تحفر في داخلي مثل وطني".

الغربة
ومن أنينها العميق، أسمع الضربات الأخيرة لشعبي، أسمع موسيقا الأبواب المخلعة، وهي تغلق بالحراب، بالأصابع المجلدة على أطراف الشوارب.
سأتأمل القدم الغائصة في الوحل، وهي تقلب وجهي على الجانبين، لتعرف من أنا؟
من هذا الغريب الميت في شوارعنا.
وعندما تهدأ رئتاي، وتغمضان كعينين جميلتين ومامن جديبة تبعثها الريح أو عجوز تلم أطرافي عن التراب... سأبكي بمرارة، وأعض الأرض التي أهانتني، سأغرس أسناني حتى اللثة.... في السهول التي شردتني.
محمد الماغوط
غرفة بملايين الجدران- وجه بين حذائين

نخاف أن نموت غرباء على أرضنا، لا تكتمل رواية الاغتراب الا باستحضار الوطن الذي تبدأ الغربة بفقده، وفيها يزداد الوطن حضوراً بأحداثه وتفاصيله وشخوصه، وتصبح حياة الوطن ظلاً دائم الحضور لحياة الغربة، ففي الغربة ليس هناك ما هو أكثر حضوراً من الوطن.
ربما الغربة من حيث المبدأ تقيض الوطن، لكنها أيضا وجهه الآخر، وشكوى الغربة هي الأكثر احتشاداً بالوطن واحتفاءً بصوره ورموزه واستحضارا لشخوصه وأحداثه من خلال حنين طاغ إلى تلك المرحلة من العمر التي كان فيها للإنسان وطن يسكنه قبل أن تأتي مرحلة الغربة التي يسكن فيها الوطن الإنسان.

وحياة سواد عينيك يا حبيبي غيرك ما يحلالي
we ask syrian goverment to stop panding akhawia
نقسم سنبقى لاننا وارضنا والحق اكثرية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05371 seconds with 11 queries