الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/10/2006   #86
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


جزء من مقابلة مع أمين معلوف لدار الحياة

رواية مثل «صخرة طانيوس» ألم تحسّ أنّ من الأسهل عليك لو كتبتها بالعربية؟

- لم أفكر في هذا الأمر عندما باشرت في كتابتها. ولكن اذا أعدت قراءتها الآن أقول انني كان في امكاني أن أكتبها بالعربية. ولكن وقتذاك لم أفكر في هذا الأمر. وأتصوّر أنني اذا قرّرت أن أكتب عملاً بالعربية، رواية أو غير رواية، أعتقد أنني سأكتب شيئاً مختلفاً عمّا أكتبه بالفرنسية.

النزعة «الاكزوتيكية»



> ألاحظ لدى بعض الكتّاب العرب بالفرنسية بروز النزعة «الاكزوتيكية» التي تغري القارئ الأجنبيّ! وقد ظهرت لديك في «صخرة طانيوس». ما الذي يدفع مثل هؤلاء الكتّاب الى هذه النزعة؟


- من الأكيد أنني لست أفضل شخص يمكنه أن يدلي برأيه في هذا الموضوع. فأنا لا أفكر كثيراً في ما أكتبه عندما أكتب. ولا أبتعد عن الشخص الذي يكتب وأنظر اليه كيف يكتب. صحيح أنني عفوياً لا أحب الأكزوتيكية. وكلّ ما يحوي هذه النزعة أنفر منه. أحبّ مثلاً فلوبير كثيراً ولكنني لا أحب روايته «سالامبو». أحسّ أن في كتابته هذه الرواية خطأ ما أو تصنعاً ما. وربّما لأنني لا أتعامل مع الوقائع وكأنني آتٍ من الخارج. ولا أتعامل مع أهل الضيعة الذين أكتب عنهم في «صخرة طانيوس» ليس كشخص آتٍ من الخارج ويتفرّج عليهم. في النهاية هؤلاء هم جدّي وستي وأعمامي. والبيئة هي البيئة التي عرفتها في طفولتي وفي الحكايات اللبنانية. في كلّ دول العالم توجد بيئات. وهذا طبيعي، والكاتب لا يجد هذه البيئات أكزوتيكية الا حين يتصرّف هو خطأ حيالها، ويرى أنّ تصرّف الناس فيه شيء من الأكزوتيكية. وعندما يقترب الكاتب من الناس اقتراباً حقيقياً يجد أنّ لديهم تصرّفات خاصة بهم.
> عندما تقرأ رواياتك مترجمة الى العربية كيف يكون شعورك؟ هل تشعر بأنك عدت الى لغتك الأم؟ أم أن الترجمة العربية تظل مجرّد ترجمة مثل الترجمات الأخرى؟


- لا أقرأ رواياتي بالعربية من أولها الى آخرها. أقرأ فقرات معيّنة. ربما كان حظي كبيراً جداً في أن ترجمتي العربية جيدة جداً. وأذكر الكاتب عفيف دمشقية الذي قرأ الكثيرون ترجماته ووجدوها كأنّها غير مترجمة بل مكتوبة بالعربية. وهذا مهمّ جداً بالنسبة الى اللغة العربية أو اللغة الأم. ولست من النوع الذي يأخذ النص المترجم ويقارنه بالأصل ويصححه. فأنا عندما أثق بالمترجم أترك له حرية الترجمة والتصرّف. أكون موجوداً مع المترجم اذا احتاج الى أي إيضاح أو إلى تفسير بعض المصطلحات أو التعابير. وأذكر أنني اجتمعت مع مترجمتي نهلة بيضون عندما كانت تعمل على رواية «بدايات» الأخيرة، لساعات طويلة، وعملنا على التفاصيل والمراجع التي اعتمدتها ولا سيّما الوثائق والرسائل، ووفرت لها ما تريد من أجل أن تكتمل الترجمة عبر المراجع الأصلية. لكنني عندما أثق بالمترجم أعهد اليه المهمة وأدعه يترجم كما يريد.

> والترجمات الأخرى، هل تقرأها؟


- الأمر هو نفسه. إنني أجيد الانكليزية، وفي هذه الترجمات الانكليزية أقرأ مقاطع أيضاً. وكنت دوماً أردّ على أسئلة المترجمين. أما اللغات الأخرى التي لا أجيدها فعليّ أن أثق بالمترجمين. أي شخص يعمل على الترجمة في أوروبا انما يعمل بجدّية، وأنا لا أستطيع أن أراقب الترجمات في لغات لا أجيدها. وهذه مهمة الناشر.

> انطلاقاً من ترجماتك الى العربية هل تصنّف نفسك روائياً ضمن الحركة الروائية اللبنانية أم الفرنسية؟


- اذا أخذنا الموضوعات أو الهواجس الموجودة في رواياتي سأكون في هذا المعنى منتمياً الى الأدب اللبناني. أما من خلال اللغة فانتمائي هو الى الأدب الفرنسي. لكنني لا أطرح هذا السؤال على نفسي. في عالم اليوم الاهم هو المضمون، أي ما يريد الكاتب أن يقوله. وأتصوّر أن الهواجس لديّ تصبح أكثر فأكثر هواجس شاملة. تقرأ روايات صادرة في أميركا اللاتينية أو في أوروبا الشرقية مثلاً واذا حدت قليلاً عن اللون المحلّي تجدها أعمالاً قابلة لأن تقرأ في كلّ مكان. الهواجس هي نفسها والناس أقرب بعضهم الى بعض أكثر مما يتصوّرون، والاهتمامات والهواجس تتقارب بدورها على رغم الفروق.

> ألا تشعر بأنك في حاجة الى موقع ما أو الى سياق تُدرج ضمنه أو الى حركة تنتمي اليها؟


- ربما لأنني خرجت من البلد الذي ولدت فيه ونشأت، أتصوّر أنني قبلت في أن أكون خارج أي اطار. عندما تركت المجتمع الذي نشأت فيه، لم تبق لدي المرتكزات نفسها في هذا المجتمع. ولم أتبنَّ أي مرتكزات في أي مجتمع آخر. وبالتالي فأن نزعة الانزواء التي كانت موجودة فيّ منذ صغري، وقد عرفت بها كثيراً، ما زالت موجودة فيّ حتى الآن. كنت في مرحلتي الأولى أدخل غرفتي ولا أخرج منها، أتمدّد على السرير وبين يدي كتاب، واذا انتهيت منه آخذ غيره. وكنت قليل الكلام، أفضل الاصغاء على الحكي. يسألني بعض الأصدقاء كيف تتحمل حال الاعتزال طوال أشهر، فأقول لهم: انها الكتابة تحملني على العزلة التي أحبها أصلاً. ويمكنني أن أبقى مدّة طويلة في مثل هذه العزلة خصوصاً عندما استسلم لها وأنسى كلّ شيء. لا تزعجني العزلة البتة. ربما لذلك لا أسعى الى أن أنتمي الى تيار معين أو مدرسة. هذه الأمور هي تصنيفات آنية تساعد الكاتب والقارئ بدوره على ادراك موقع هذا الكاتب في المشهد الأدبي. وأرى أن على الكاتب أن يكتب من دون أن يبحث عن موقعه، وما دام قادراً على الكتابة، فليكتب، وهذا هو المهم. والمهم أن يتقدم ويتطور من كتاب الى آخر.

ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......

شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب...
jesus loves me...

آخر تعديل butterfly يوم 28/11/2006 في 12:32.
 
 
Page generated in 0.04060 seconds with 11 queries