الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/10/2006   #78
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


سلالم الشرق..موانىء الشرق

كعادة أمين معلوف في كل اعماله ...تتلاقى الحضارات والقوميات والأديان ...في شكل يعلو من قيمة الانسان ايا يكن جنسه او دينه او لغته ....
في سلالم الشرق ....هذه الرواية الممتعة ...يتناول معلوف سيرة رجل انحدر من أب تركي وأم ارمنية .....وكان هذا الالتقاء وهذا الزواج في عز النعرة العنصرية ضد الأرمن والتي نتج عنها كثير من المآسي....ولكن والد بطل الرواية يتزوج امه الارمنية ويهاجر الى بيروت ...
وفي بيروت حيث اختلاط الاعراق والأديان ينشأ ( عصيان ) وهو اسم بطل الرواية ....ثم يتوجه الى فرنسا ليدرس الطب ....في ذلك الوقت كانت الحرب العالمية مشتعلة ...وكان الإحتلال النازي لفرنسا حيث ينظم عصيان الى جماعة من المقاوميين للنازية ....ويتعرف لفترة بسيطة بكارلا وهي يهودية ذهب اهلها ضحية الابادة النازية لليهود...
تنتهي الحرب....وتنتصر ارادة المقاومة على الأحتلال...تنتصر افكار الحرية على الديكتاتورية ....يعود عصيان بطلا الى بيروت حيث تسبقه حكايات بطولاته في المقاومة ....
هناك يلتقي بكارلا مجددا التي اتت بخالها وهو الناجي الوحيد من المحرقة من اجل ان يعش بقية عمره في حيفا...
يلتقي المناضلان السابقان ضد العنصرية مجددا....يقرران الزواج....ويتزوجان ....وفي حيفا يكتشفان الحجم الهائل لسوء الفهم المتبادل بين اليهود والعرب......وضخامة الكره .......
يكتشفان ان مقاومة النازية قد تكون اسهل من محاولة ارساء تفاهم بين اليهود والعرب ...اليهود الذين يرون انهم تعرضوا لماساة من نوع خاص تؤهلهم لبناء وطن لهم ولو على حساب شعب آخر لا ذنب له في ماحصل ...
تكتشف كارلا اليهودية هذا ...وتحاول مع مجموعة من اليهود والعرب تأسيس جمعية لارساء بعض التفاهم ...لكن الوقت كان يمضي بسرعة ...
يعود عصيان الى بيروت لرؤية والده المحتضر ....تشتعل حرب الثمانية والاربعين ...يصاب عصيان بانهيار عصبي حاد.....ويتم ادخاله لاحدى المصحات ....
وهكذا ....تمضي السنوات الحاسمة وهو يعاني الجنون ...والفراق ...وتشتعل الحرب الأهلية اللبنانية ....وتتنامى النوازع العنصرية والقومية المتطرفة ....
كأن الرواية تقول بشكل غير مباشر أن الانسان الذي تخلص من النازية العنصرية فشل في إن يقيم نظاما بلا عنصريا ت اخرى ...
لايدين معلوف احد في روايته الجميلة .....
لايقدم خطابا سياسيا او فكريا ....
هو فقط يتناول الانسان ....الانسان الذي يشعر بالحب ...ويشعر بالحزن ...الانسان الذي يتألم ...ويفرح ......دون ان تختلف مشاعر الحب او مشاعر الحزن او مشاعر الألم او مشاعر الفرح ...بين قومية واخرى او بين حضارة وأخرى ..او بين اصحاب دين ودين آخر...
ورغم اليأس الذي يغلف كثيرا من الأحداث..... اليأس الذي انتقل في الرواية الى الجيل التالي... فإبنة عصيان من كارلا والتي ولدت في غيابة ...وسمتها امها ناديا ...والتي تعتبر نفسها مسلمة تبعا لوالدها .....ويهودية تبعا لامها.....ناديا تبذل جهدا في محاولة لاخراج والدها من المصحة ...تلتقي به ...تقبله ......لكنها تعود الى واقعها ....فتغادر المكان كله الى البرازيل ....
وهذا الإختصار المخل ليس كل الحكاية ....فالرواية مليئة بالاحداث والصراعات ....ومليئة بالمشاعر الانسانية الفياضة ....
ولاتنتهي الا بخروج عصيان اخيرا من المصح ....وهنا يبحث عن أصدقاء المقاومة ....ويطلب من كارلا في رسالة ان تقابله في نفس المكان القديم على نهر السين ....
وفي النهاية لايمكن اختصار الرواية في كلمات و لكن يمكن القول أن هذا الادب هو السلاح الأقوى ...لتنمية مشاعر الانسانية الحقة ....بعيدا عن أي تعصب أحمق ..

ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......

شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب...
jesus loves me...

آخر تعديل butterfly يوم 28/11/2006 في 12:08.
 
 
Page generated in 0.04215 seconds with 11 queries