عرض مشاركة واحدة
قديم 10/08/2007   #4
شب و شيخ الشباب أسير التشرد
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ أسير التشرد
أسير التشرد is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
ع سطح القمر (كندا)
مشاركات:
3,811

افتراضي


وبحلول نهاية العام 1983 كان صدام حسين يعتقد أن الفشل في العمليات الايرانية والخسارة الكبيرة في صفوف الايرانيين سيضع حدا لهذه الحرب ولكن في المقابل جاء رد الخميني واضحا ... نريد التخلص من حزب البعث (الكافر) بشكل كامل وليس صدام وحده وتاكد الاخير ان المزيد من الهجمات المركزة في الطريق اليه. وحاجة ايران لدرس لن تنساه تعكسه كثرة الضحايا في صفوفها ومن هذا المنطلق اعلن ان 11 مدينة ايرانية ستكون تحت مرمى النيران العراقية والهجمات الصاروخية المركزة بالتحديد وكان السابع من فبراير 1984 موعدا اخيرا منحه العراق كمهلة لايران لوقف هجماتها والا فان حرب المدن ستبدأ، لكن صوت الحرب كان الاقوى واهملت ايران الانذار.

ايران قررت الرد عمليًا على الرئيس العراقي ودعوته للسلام حيث بدأت هجومًا مكثفًا على الجبهة الشمالية القريبة من العاصمة بغداد وفي المقابل بدأ صدام حسين هجماته بالصواريخ على المدنيين في 11 مدينة ايرانية رئيسة في 22 شباط/فبراير 1984 وردت ايران بقصف المدن العراقية بالمقابل وكانت تلك اول حرب للمدن بين البلدين حيث شهدت الحرب 4 حروب مدن رئيسة فيما بعد.

لم تؤثر الخسائر المدنية في الحرب على ايران بل تسببت في تكثيف الهجمات على الجبهة الامامية العراقية حيث تم حشد 250 الف ايراني في مقابل 250 الف عراقي وحققت ايران في هذا الهجوم نجاحات كبيرة هذه المرة. ايران اطلقت في اول الامر عملية (الفجر 5) بين 15 و 22 شباط/فبراير و(الفجر 6) بين 22 و24 شباط/فبراير وكانت تسعى خلال العمليتين للسيطرة على الكوت والعمارة وقطع الطريق الواصل بين بغداد والبصرة بدل الاتجاه الى البصرة مباشرة لأن قطع الطريق يمكن ايران من تحطيم الجبهة الشمالية العراقية من الخلف ولكنها وصلت خلال تلك العمليات الى حوالي 15 ميلاً من الطريق الرئيس الرابط بين العاصمة السياسة بغداد وعاصمة الجنوب البصرة.

تلت تلك العملية عملية ايرانية اخرى سميت (خيبر) حققت نجاح كبير اخر حيث اقتربت القوات الايرانية من البصرة وبدأت في 24 شباط/فبراير واستمرت حتى 19 آذار/مارس حيث حققت ايران فيها سيطرتها على جزر مجنون وكان العراق في ذلك الوقت قد اصبح ذات خبرة في استخدام غاز السارين في الحرب فكانت اولى بوادر المواجهة الكيميائية قد تمت في تلك المعركة لكن ايران نجحت في السيطرة على هذه الجزر على الرغم من فداحة الثمن واحتفظت بها حتى نهاية الحرب.

بدأ ظهور الولايات المتحدة في العراق مع حلول عام 1984 بوصول رامسفيلد الى جانب وفد اميركي من الكونغرس الى بغداد، وقابل الوفد الرئيس العراقي صدام حسين وكرد من ايران على هذا اللقاء اعلنت عن اطلاق (عملية البدر) للحصول على البصرة وكان الفشل المتتابع في الهجمات الايرانية على العراق، على الرغم من تفوقها في العدة والعدد يعني مراجعة لسياسات القوات المتعددة التي تشارك في الحرب وايجاد نوع من التناغم بين الباسدران والجيش النظامي الايراني.

وصلت ايران خلال تلك العملية الى ما كانت تصبو اليه، ألا وهو الطريق الاستراتيجي الرابط بين بغداد والبصرة وكان رد صدام حسين قويًا ... هجمات كيمياوية على القوات الايرانية المتواجدة على طول الطريق في مقابل اطلاق حرب المدن الثانية على مدن البلدين الرئيسين وبدل استهداف 11 مدينة في الحرب الاولى فإن حرب المدن الثانية شهدت استهداف 20 مدينة ايرانية ومن ضمنها لاول مرة العاصمة الايرانية طهران.

لم يكن تعاون العراق مع الولايات المتحدة امرًا غريبً على الرغم من قطع العلاقات بين البلدين ويقول الحسن بني صدر اول رئيس لايران بعد الثورة ان الامريكيين والاسرائيلين واتباع الملكية الايرانية اجتمعوا من اجل وضع خطة للتخلص من النظام الاسلامي في ايران، وقد حصل الاتحاد السوفياتي على نسخة من الخطة وباعها الى ايران مقابل 200 الف دولار اميركي فيما كشف روبرت باري وهو احد الصحافيين الاميركيين ان للسعودية يدًا في تلك الخطة للتخلص من النظام الشيعي في طهران فبالتالي الدعم الاميركي المباشر وغير المباشر للعراق لم يكن غريبًا. من جانبه قال اليكسندر هيج وزير الخارجية الاميركية في النصف الاول من الثمانينات "اريد ان اوضح ان الرئيس كارتر قد منح الضوء الاخضر للعراقيين من اجل بدء الحرب ضد ايران من خلال الملك فهد" ومن هنا كان الدعم السعودي واضحًا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.18278 seconds with 11 queries