عرض مشاركة واحدة
قديم 10/08/2007   #3
شب و شيخ الشباب أسير التشرد
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ أسير التشرد
أسير التشرد is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
ع سطح القمر (كندا)
مشاركات:
3,811

افتراضي


بدأ الخميني بالاعتماد على المتطوعين حيث نجح في تجنيد 100 الف متطوع في الايام الاولى من الحرب بدل الاعتماد على جيشه النظامي الشاهينشاهي مستعينًا بالشعارات الدينية، ووصلت اولى طلائع تلك القوات الى الجبهة العراقية الايرانية الامامية في تشرين الثاني/نوفمبر 1980 وكان يبدو ان ايران عليها مواجهة العراق بريًا بعد ان نجح الاخير في استهداف مطاراتها في اولى هجماته وقد كشف ذات الهجوم للعراقيين انفسهم ان صورة ايران العسكرية ليست بتلك القوة التي كان يتم الحديث عنها قبل انطلاق هذه الحرب.

كان على الايرانيين الانتظار حتى حزيران/يونيو 1982 ليشعروا انهم حققوا تقدمًا على الارض حيث سيطرت ايران على كل الاراضي التي سيطر عليها العراق في بداية الحرب ، كان صدام حسين يعاني من حظر الاسلحة واعتمد اسلوب اطلاق صواريخه بين فترات متباعدة كي لا يحس الايرانيون بهذا النقص.

وصل صدام حسين في هذه الفترة الى قناعة انه ما من فائدة من البقاء في ايران، وبدأت أوامره بالانسحاب تحت حجة رسائل السلام التي طالما ارسلها للخميني وللشعب الايراني واعلن انه لأسباب انسانية سوف يسحب جيشه بالكامل حتى الحدود العراقية الايرانية وكانت اسبابه الانسانية في وقتها كما ادى هو ان الانسحاب ياتي من اجل مساعدة لبنان الذي كان قد تم احتلاله من قبل اسرائيل في السادس من يونيو 1982 وطالب ايران بالاخذ بالإعتبار الوضع اللبناني من اجل ايقاف الحرب الدائرة بين البلدين لكن الاصل كان الخوف من تلقي ضربة عنيفة من ايران اثناء الانسحاب العراقي الى الحدود الدولية حيث كان العراق يبحث عن حجة فقط لوقف الحرب واسلحته توشك على النفاذ.

الايرانيون رفضوا وقف الحرب ظنًا ان محطتهم التالية ستكون بغداد وكان هذا الرفض مهما لصدام حسين الذي بدأ يقوم بدور الضحية بدل دور الجلاد كما ان انسحاب العراق الى الحدود دون نجاح وقف الحرب قد ساهم في ظهور اصوات داخل القيادة العراقية تطالب بتنحي صدام حسين عن السلطة ولو موقتًا من اجل وقف الحرب لكن تلك الاصوات قوبلت بوحشية.

الخميني كان واضحا حينما قال في 21 يونيو 1982 ان الانسحاب العراقي لا يعني وقف الهجمات الايرانية بل يعني غزو قريب للعراق وفي اليوم التالي قال شيرازي القائد العام للقوات المسلحة الايرانية ان الحرب لن تتوقف الا بسقوط صدام حسين "حيث يمكننا نحن الايرانيون الصلاة في كربلاء والقدس!" وبعد ايام قليلة كانت حدود العراق تخترق وكانت القوات الايرانية على وشك بدء مرحلة جديدة خسر بموجبها العراق الكثير من اراضيه الحدودية و الهدف المعلن الوصول الى البصرة احدى المدن الرئيسية في العراق.

صاحبت عملية غزو الاراضي العراقية ارتفاع سقف المطالبات الايرانية كشروط لوقف الحرب حيث لم يتوقف، شرط ايقاف الحرب مع العراق باسقاط صدام حسين بل بدفع تعويض عراقي لايران يبلغ 150 مليار دولار واعادة 100 الف شيعي عراقي تم طردهم من العراق اليه في السبعينات وكان عددهم وقتها 70 الف شخص وكان واضحًا ان هذه الشروط التعجيزية الايرانية تعني شيئًا واحدًا... مواصلة الحرب.

مع نهاية صيف عام 1982 تبين فشل الهجمات الايرانية امام الدفاعات العراقية التي بنيت على وجه الخصوص خلال السنتين الاولى والثانية من الحرب في الجبهة الامامية على الحدود العراقية الايرانية وذلك على الرغم من امتلاك ايران للتفوق العددي على حساب جارها العراق، وهنا قررت ايران عدم غزو البصرة في الوقت الحالي بل شن هجمات على جميع عقد خط الجبهة الامامية في الوقت نفسه من اجل تشتيت الالة العسكرية العراقية، ولكن كان ينقص ايران الادارة العسكرية الناجحة والتعاون بين الباسدران والجيش النظامي والذي كان معدومًا في ذلك الوقت وفي اطار هذه العمليات وخلال العام 1983 شنت ايران 5 هجمات عسكرية كبيرة على الجبهة العراقية الامامية لتنفيذ خطتها ولم تحظَ تلك العمليات بالنجاح.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03444 seconds with 11 queries