عرض مشاركة واحدة
قديم 10/08/2007   #2
شب و شيخ الشباب أسير التشرد
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ أسير التشرد
أسير التشرد is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
ع سطح القمر (كندا)
مشاركات:
3,811

افتراضي


بعد عام 1975 بدأت العلاقات العراقية الايرانية بالتحسن حتى وصلت الى ذروة التحسن هذا عام 1978 حينما كشفت الحكومة الايرانية للعراق محاولة انقلابية رتب لها الاتحاد السوفيتي للتخلص من نظام البكر ونائبه صدام حسين وقد تصدى لها صدام بامر فوري بالاعدام طال العديد من ضباط الجيش العراقي ... كان صدام حسين قد وصل الى السلطة وثبت اقدامه فيها رغم انه لم يكن رسميا من يمسك بها.

كان ثمن كشف تلك المحاولة هو طرد الامام الخميني عدو الشاه الاول من العراق بعد ان استقر في النجف لفترة طويلة، ولم يطل الوقت كثيرًا حتى انقلب الخميني على مضيفيه وقادهم ليدفعوا دم افضل شبابهم ثمنًا لهذا الابعاد فيما بعد،ورغم انه لم يكن قد بدء الحرب فقد ساهم في استمرارها ثمان سنوات.

كانت الحرب العراقية الايرانية تلوح في الافق، حينما قامت مجموعة من العراقيين بمهاجمة السفارة الايرانية في لندن عام 1980 خلال الازمة التي عرفت بـ (ازمة السفارة الايرانية) قبل ان تتدخل القوات الامنية البريطانية والقوات الخاصة لإنهائها. وكان واضحًا منذ مجيء صدام حسين الى السلطة عام 1979 بانه عازم على مواجهة ايران وكانت اوضح اشارة قدمها في هذا الصدد بتاريخ 2 نيسان/ابريل 1980 حينما قال في زيارة له الى الجامعة المستنصرية "باسمكم ايها الاخوة، وباسم كل العراقيين والعرب سنقول لأولئك الجبناء الفرس الذين يحاولون الانتقام من القادسية بأن روح القادسية ودمها وشرفها ما زالت فينا" وكانت إن ردت إيران بالدم في المستنصرية نفسها في عملية راح ضحيتها المدنيين الابرياء من طلبة الجامعة ونفذها حزب الدعوة الذي قام بالعملية وحاكم صدام نفسه على قتل المدنيين في الدجيل ونسي نفسه فيما بعد.

كان من الواضح ان الدول الخليجية السنية ستقف الى جانب العراق ضد ايران العازمة على تصدير ثورتها ومبادئها الشيعية الى المنطقة وكانت الكويت والبحرين أبرز الدول المهددة بهذا الطوفان، على الرغم من اكتفاء البحرين مثلا بالدعم المعنوي لخوفها من قيام اغلبية الشعب الشيعي ضد الحكم في البلاد، بعد ذلك تحولت الحرب الى مصلحة خليجية حينما توقف نفط العراق وايران فأخذت الدول الخليجية على عاتقها تعويض هذا التوقف وبالتالي تحولت خطط صدام حسين نفسه الى رماد حيث كان يعول كثيرًا على ارتفاع اسعار النفط، لكي يضمن تدخلاً عالميًا لوقف الحرب والاحتفاظ بالاراضي الايرانية التي استولى عليها، ولكن تعويض حصته وحصة ايران من قبل دول الخليج غير الامور، ويبدو ان صدام لم يتعظ من هذا الدرس فيما بعد وحتى في حربه الاخيرة ضد الولايات المتحدة توقع ان التدخل الدولي سيوقف الغزو على العراق وأن مصالح فرنسا وروسيا ستغيران من مجريات الامور في اللحظات الاخيرة لحماية مصالحهما... وهو ما لم يتم فيها بعد كما اشتهى.

كان العراق يعتقد ان سنة ايران سيدعمونه ضد النظام الايراني الحديث العهد ولكن قليلاً من سنة ايران ومن مواطني خوزيستان دعموا العراق في تلك الحرب، بدأت الحرب مع قيام صدام حسين بتمزيق معاهدة الجزائر والمطالبة باعادة شط العرب الى العراق بتاريخ 17 سبتمبر (ايلول) 1980 قائلاً "ان الهجوم الايراني المتواصل على العراق قد تسبب في انهاء معاهدة الجزائر لعام 1975 ، هذا النهر يجب ان تكون هويته عراقية وعربية كما كانت حاله على مر الازمنة، وكما هو اسمه" وكان الشيء الوحيد الذي منع الصدام العراقي الايراني على مر السنوات الست الماضية هو ذلك الاتفاق الذي مزقه احد موقعيه الاساسيين وغاب الاخر في منفاه في مصر.

كان هدف تلك الحرب الاساسي هو الدخول الى الاراضي الايرانية والوصول الى الطريق الرئيس الذي يربط العاصمة الايرانية طهران بمنطقة الجنوب الغربي والطريق الرئيس الثاني الذي يربط طهران بمنطقة الشمال الغربي وجعل هذين الطريقين هما الواجهة الامامية للحرب العراقية الايرانية وابعاد ايران عن المدن العراقية التي تقع في معظمها على الجانب الشرقي من البلاد وبالتحديد على نهر دجلة واهم تلك المدن هي العاصمة بغداد.

استفاد صدام حسين كثيرًا من عدم ثقة نظام الخميني بجيش الشاه وبالتالي كانت سيطرة العراق السريعة على اجزاء واسعة من غرب البلاد واضحة في الايام الاولى وكانت تلك الثقة المعدومة سببًا في الخسارة الكبيرة التي منيت بها ايران في الأيام الأولى للحرب، وقد كاد ذلك التقدم العراقي ان ينهي الحرب لمصلحة العراق الا ان خبرة صدام حسين نفسه الهارب من الخدمة العسكرية وقفت في وجه الجيش العراقي النظامي حيث كانت تدخلاته المتعددة قد تسببت في اخفاق العراق في الحرب التي كان من الممكن من خلال اول أشهرها ان يصل حتى العاصمة الايرانية طهران.

كانت العلاقات الايرانية العراقية قد قطعت تمامًا في حزيران/يونيو 1980 واعلن العراق نهائيًا شط العرب جزءا منه وكان بداية الحرب في 22 أيلول/سبتمبر 1980 وسمى صدام هذا اليوم (بيوم الرد العظيم) باعتبار الاعتداء الذي استهدف طارق عزيز وزير الخارجية العراقي في الجامعة المستنصرية.

البيان العراقي الذي حمل اسباب الحرب تضمن 3 نقاط رئيسة وهي اعادة شط العرب واعادة الجزر الثلاث المحتلة طنب الصغرى وطنب الكبرى وابوموسى الى الامارات واعادة الاهواز وعربستان الى العراق، إضافة الى سبب غير معلن وهو التخلص من الثورة الاسلامية في ايران في عز ازمتها مع الغرب حول الرهائن..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04636 seconds with 11 queries