الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/01/2008   #186
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* لماذا الإصرار على الهروب.. من الحاضر إلى الماضي إلى التراث.. إلى الذات؟
ـ ليس هو هروبا بقدر ما هو صدق. والصدق مع النفس مهم إلى حد الموت... هل في «التجليات» هروب؟ و«التجليات» كتبت في عهد السادات، وفيها كان الحديث عن عودة عبد الناصر ورؤيته للعلم الإسرائيلي معلقا.
* لكنها شكلت صرخة يائسة منكفئة أكثر منها دعوة للمقاومة؟
ـ نحن جيل شهد إحباطا عظيما، وأحلاما كبرى أجهضت. في الستينات كنا نختلف مع عبد الناصر، من أجل مزيد من الاشتراكية، من أجل تفاصيل في التطبيق. أما في السبعينات فأصبحنا نكافح من أجل المحافظة على الوطنية بمفهومها البدائي. رأيت السادات ينزل في مطار القدس، فقضيت ليلة أبكي فيها بكاء مرا، وتوفي الوالد فجأة وكانت المرحلة الساداتية في أوجها... مشيت وقتها في شوارع القاهرة، فرأيتها في عيني شخصا آخر، سوف يعيش بعدي.. نظرات غريبة لمدينتي، وأنا لا وجود لي. وجاءت معاناتي للهموم العامة كمعاناتي لهمومي الشخصية، ومنه كان كتاب «التجليات».
* هل «التجليات» إذن، محاولة لقهر الموت على كل الصعد؟
ـ هذا إدراك أحييك عليه. فالفن عمل إنساني راقٍ لقهر العدم.
* لكن هذا الكتاب جاء رغبة في تخليد الأب بالدرجة الأولى.
ـ ليس الوالد فحسب، فالوالد رمز لملايين البشر. ليس في مصر وحدها وإنما في العالم أجمع. من سيذكر الوالد.. ومن سيذكر الآلاف الذين ضحوا مثله. من سيفعل ذلك مثل الفن. كان دافعي الأساسي للكتابة رغبتي ألا يضيع جهده هدرا. وقد بدأتها قصة قصيرة وزعتها على الأصدقاء وكتبتها دفعة واحدة، في حين استغرقت مني «الزيني بركات» مثلا عامين من الجهد والتوثيق.
* إذا كانت «التجليات» محاولة لقهر الموت على الصعيدين العام والخاص، فإن بنيتها تقوم على شكل السفر الصوفي. فلماذا جاء تأثير الصوفية عليك بهذه القدر؟
ـ لأنني تشربت الأسلوب الصوفي. علاقتي قديمة بسيدنا الحسين. أنا أساسا عندي استعداد لهذه التجربة، ولدي مشاعر دينية عميقة رغم الأطوار الفكرية التي مررت بها.
لما اكتشفت التجربة الصوفية، خاصة بعد وفاة الوالد، أظن أنني اكتشفت أجمل تجربة عرفها الإنسان لتحقيق التوازن الروحي ولحل مشكلة العلاقة بالكون وبالمصير الإنساني. التجربة الصوفية تلتقي مع مجمل التفاصيل الكونية التي يبحث عنها العلم الحديث.
التجربة الصوفية حققت نوعا من التوازن لقلقي الروحي. وكتبت رواية أعتقد أنها من أهم ما كتبت: «سفر البنيان» ورواية «متون الأهرام» وهي عبارة عن أربعة عشر نصا، تستوحي شكل الأهرام في البناء. والنص الرابع عشر عبارة عن كلمة واحدة تشبه قمة الهرم.
أنا باستمرار في حوار مع الأشكال الفنية المختلفة للاستفادة منها في النثر والسرد.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:07.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02703 seconds with 11 queries